الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الإثنين 25 أكتوبر 2021 / 18:55

"اللو موند": طرد السفراء يساهم في عزلة تركيا السياسية

رأت صحيفة "لو موند" الفرنسية الصادرة الإثنين، أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن خلال التهديد بإقالة عشرة سفراء، بمن فيهم سفراء فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، إنما يُعزز عزلة تركيا الدبلوماسية، ويضعها تحت رحمة أزمة نقدية كبيرة تزيد من متاعبها الاقتصادية.

واعتبرت أنّ أنقرة تواصل ممارسة لعبة خطرة من خلال التلويح بطرد الدبلوماسيين المُتمركزين فيها بهذه السرعة، منهم سبعة سفراء من حلفاء الناتو، وستة أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وثلاثة من الشركاء الرئيسين لتركيا.

وتساءلت اليومية الفرنسية، بعد أن تمّ الإعلان "المُثير" من الرئيس التركي عن طرد الدبلوماسيين، بمن فيهم السفير الفرنسي هيرفي ماجرو، "هل سيتراجع أردوغان؟ أو يختار مواجهة أزمة غير مسبوقة قد لا يخرج منها أبداً؟".

ورأت أنّ الرئيس التركي بدا عازماً، أمام جمهور من مُعجبيه، وهو يقول "لقد أعطيت الأمر اللازم لوزير خارجيتنا، بأنه يجب إعلان هؤلاء السفراء العشرة كأشخاص غير مرغوب بهم في أقرب وقت ممكن"، مُضيفاً بحماس وسط الهتافات "سوف يتعرفون على تركيا."

وأشارت "اللو موند" إلى أنّ رد فعل أردوغان على مُطالبة السفراء الأجانب بالإفراج عن رجل الأعمال والناشط في مجال العمل الخيري عثمان كافالا، كان قاسياً "بدا بيانه، على متن الطائرة التي أعادته من جولة في إفريقيا، بالتهديد بطرد الدبلوماسيين الذين وقعوا على النداء، للوهلة الأولى بدا سخيفًا، وقبل كل شيء، فإنّه يتعارض مع النوايا التي أظهرها مؤخرًا، أي إعادة تقويم السياسة الخارجية التركية نحو التهدئة".

وكشفت الصحيفة الفرنسية أنّ مولود جاويش أوغلو، رئيس الدبلوماسية التركية "لم يعد يعرف بأي قدم يرقص"، إنّه مسؤول عن تنفيذ القرار الرئاسي، حاول للحظة إقناع رئيسه بأن هذه اللحظة ربما تكون قد أسيء اختيارها، فقد لا يكون إرسال السفير الأميركي إلى بلاده قبل أيام قليلة من قمة مجموعة العشرين، المقرر عقدها يومي 30 و31 أكتوبر (تشرين الأول) في روما، فكرة جيدة، على حدّ ما ذكرته "لوموند".

ولم يُنفّذ وزير الخارجية التركية، بعد توجيهات رئيسه التي ستمثل أعمق خلاف بين تركيا والغرب خلال فترة حكم أردوغان التي تمتد 19 عاماً.

في مُقابل تهديدات أردوغان، قالت وزارة الخارجية الفرنسية الإثنين إنها لم تتلقَّ أي إخطار رسمي من تركيا عن عزمها طرد السفير الفرنسي.

في ذات الصدد، كشفت برلين أيضاً أنها لم تتلقَّ أيضاً أمر طرد رسمي لسفيرها لدى تركيا، لكنها تنظر بقلق لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

على صعيدٍ آخر، وفي حين أكد مُعارضون أتراك أنّ أردوغان يهرب من الأزمة الاقتصادية لبلاده بافتعال أزمة دبلوماسية مع الغرب، تحدثت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن الأزمتين الاقتصادية والمالية التي تعصف بتركيا، مُشيرة إلى أنّ "ملايين الأتراك، من الطبقات المتوسطة، باتوا اليوم يجدون صعوبة في تأمين المأكل والملبس والمسكن".

كما أشارت إلى أنّ "التضخم المالي الذي بلغ (%20) في تركيا هو من أعلى النسب في العالم" مرجعة السبب إلى أفكار الرئيس التركي المُغايرة للفكر الاقتصادي التقليدي، ومنها أنه يعتبر خفض سعر الفائدة يعمل على خفض التضخم، مُتدخلاً في قرارات البنك المركزي التركي عبر استبدال قياداته كل بضعة أشهر، مما تسبب بتراجع الليرة التركية إلى مستويات هي الأدنى في تاريخها.