الثلاثاء 26 أكتوبر 2021 / 13:03

ذا هيل: الإمارات تتحوّل إلى قوة فضاء رئيسية

ثمة قول قديم بين دوائر السياسة الخارجية مفاده أنه بينما تعمل مملكة السماء على الصواب، فإن ممالك الأرض تعمل على النفط، ومع ذلك وبسبب المخاوف من تغير المناخ وطفرة التكسير الهيدروليكي في الولايات المتحدة واكتشاف رواسب النفط والغاز قبالة سواحل إسرائيل، لم يعد الواقع القديم سارياً.

يمكن لبرنامج الفضاء الإماراتي مع قدرته على التأثير بشكل إيجابي على اقتصاد وثقافة البلاد، أن يكون نموذجاً للدول الأخرى

ويقول الكاتب مارك ويتينغتون في موقع "ذا هيل" الأمريكي إن الواقع الجديد هو أن ممالك الأرض تعمل بتقنية عالية، ولكن قلة من الدول تحركت بسرعة للتكيف، مثل الإمارات التي أطلقت، في جزء من التحول إلى التكنولوجيا الفائقة، برنامجها الفضائي. وفي غضون سنوات قليلة، أصبحت الدولة الخليجية قوة فضائية رئيسية.

القدرات الفضائية

وتنتهج الإمارات استراتيجية تشمل تطوير قدراتها الفضائية، والبحث عن شركاء دوليين، وتجاريين لمهماتها الفضائية المختلفة، وتطور أيضاً قطاع الفضاء التجاري في استراتيجية شكلت نجاحاً كبيراً.

وطورت "مسبار الأمل" محلياً، وجمعته بواسطة مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو، وأطلقته من على متن صاروخ ياباني.

وأصدر مركز محمد بن راشد للفضاء أخيراً كنزاً من البيانات التي حصل عليها المسبار، يُمكن للجميع استخدامها. وتُظهر البيانات بين أمور أخرى، كيف تتفاعل غازات الغلاف الجوي في المريخ، مع بعضها ومع الإشعاع الشمسي.

وتنوي الإمارات إطلاق مهمة إلى حزام الكويكبات الرئيسي في 2028. وسيؤمن المسبار الذي لم يطلق عليه اسم بعد، مناورات بمساعدة الجاذبية على كوكب الزهرة والأرض، ليصل إلى الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري في 2030، وسيطير بواسطة سبعة كويكبات قبل أن يهبط على آخر في 2033. وسيكون مختبر جامعة كولورادو "بولدر" للفيزياء الجوية شريكاً علمياً رئيسياً في المهمة.

ووقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقية تعهدتا بموجبها بالتعاون، من بين مشاريع أخرى، في مهمة القمر "بيريشيت 2" ما يعزز العلاقات بين البلدين، اللذين أصبحا حليفين تجارياً ودفاعياً، بعد الاتفاق الإبراهيمي.

ثقافة الفضاء
وإلى جانب نمو التكنولوجيا، ذكرت صحيفة "ناشيونال نيوز" أن برنامج الفضاء الإماراتي رسخ "ثقافة الفضاء" في الدولة الخليجية التي تجلت في نمو التصوير الفلكي والفنون البصرية الأخرى.

ويقول ويتينغتون، إنه يمكن لبرنامج الفضاء الإماراتي مع قدرته على التأثير بشكل إيجابي على اقتصاد وثقافة البلاد، أن يكون نموذجاً للدول الأخرى. وأثبتت وكالة ناسا والقطاع التجاري الفضائي الجديد بالتأكيد أن لهما تأثير إيجابي في الولايات المتحدة التي تعتبر دولة في حاجة ماسة إلى ما يُثير الرضا.

وحسب الكاتب تستمد الإمارات توجهها لتطوير التكنولوجيا والتعليم، من التاريخ المبكر للعالم الإسلامي، عندما كانت المنطقة مركزاً للعلوم والرياضيات والطب.

ولا يجب أيضاً إغفال أن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الدولة الخليجية كانت مفيدة للمرأة، فإلى جانب نورا المطروشي أول رائدة فضاء عربية، رُقيت سارة الأميري أخيراً لتصبح أول وزيرة للعلوم المتقدمة في الإمارات ورئيسة لوكالة الفضاء.

كانت الإمارات من أول الدول التي وقعت اتفاقيات أرتميس، تحالف الدول التي تعهدت بالتعاون في حركة البشرية إلى القمر والمريخ وما وراءهما. وبالتالي، ستكون هذه الدولة الخليجية قوة رئيسية في استكشاف الفضاء.