أشخاص يرفعون أعلام ميليشيا حزب الله في أحد التجمعات (أرشيف)
أشخاص يرفعون أعلام ميليشيا حزب الله في أحد التجمعات (أرشيف)
الأربعاء 27 أكتوبر 2021 / 23:18

حزب الله في أمريكا الجنوبية.. امبراطورية التهريب والتبييض

تصاعد عمل مجموعات الميليشيات اللبنانية في دول جنوب أمريكا منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، ليتحول مع الوقت إلى "دولة مصغرة" لتبييض الأموال، وتهريب المخدرات والمتاجرة بها.



المثلث الحدودي الذي يربط البرازيل والأرجنتين وباراغواي، شهد خلال ثلاثة عقود عمليات تجارة ضخمة قادها لبنانيون، ومعهم أشخاص من جنسيات أخرى، وخصوصاً أفراد من أصول عربية يعملون بين دول المثلث وفنزويلا.

واستغلت الميليشيات اللبنانية أفراد من المجتمعات اللبنانية الفنزويلية وغيرها من الجاليات ذات الأصول الشرق أوسطية الموجودة بأمريكا الجنوبية؛ لإنشاء شبكات اقتصادية كبيرة.

منذ أيام كشف "قراصنة معلوماتية" إسرائيليون تعاونوا مع ضباط بالمخابرات الإسرائيلية بيانات اخترقوها من موقع "أمني" في فنزويلا، تربط حزب الله بوزير النفط الفنزويلي طارق العيسمي وآخرين من المقربين للرئيس نيكولاس مادورو.

وكشفت المعلومات أن عناصر الميليشيات يتحركون بحرية في فنزويلا تحت حماية حكومة مادورو، حيث يدخلون كطلاب يتحدثون الإسبانية تحت غطاء "برامج دراسية" عبر جزيرة مارغريتا، ليكون عملهم الحقيقي تهريب الأسلحة والمخدرات، وغسل الأموال.

لبنانيون وسوريون
وبعدما كان مثلث البرازيل والأرجنتين وباراغواي المركز الرئيسي للميليشيات في عمليات التجارة، انتقلت "الإدارة" إلى فنزويلا هرباً من الملاحقة التي تقوم بها حكومات الدول الثلاث بطلب من السلطات الأمريكية.

واستغلت عصابات المخدرات وجود موظفين فاسدين والأمن الحدودي الضعيف من أجل نقل بضائعهم وتبييض الأموال النقدية، لتتم مأسسة الفساد عبر عائلات سورية ولبنانية موجودة بفنزويلا، حيث تحول الأموال إلى ذهب وترسله عبر طرق تهريب مبتكرة إلى حزب الله.

وأبرز العناصر الذين يساعدون الميليشيات هم من عائلة مقلد، وهم في الأصل من قرية السويداء، في جنوب غرب سوريا. ويقود هذه العائلة جلال مقلد، المتورط في تجارة الكوكايين وتهريب المعادن الاستراتيجية وتمويل الإرهاب الدولي.

كما يعمل معه شخص يدعى ربيع مقلد، متورط في تجارة الكوكايين والمعادن الاستراتيجية، والاتجار بالنساء والقصّر، وكذلك غسيل الأموال لتمويل الإرهاب.

ويملك هؤلاء المطار المحلي في منطقة سانتياغو مارينيو، ولديهم علاقات مباشرة مع وزير النفط الفنزويلي طارق العيسمي. المفروض عليه عقوبات من الخزانة الأمريكية بتهمة غسل الأموال وتسهيل تجارة المخدرات.

ويُعتبر العيسمي أحد أقوى المسؤولين في فنزويلا. فإلى جانب كونه وزيراً، يُعّد من أقرب المقربين لمادورو. ووفقاً لملف سري جمعه عملاء فنزويليون عام 2019، ساعد العيسمي وعائلته السورية الأصل في تسلل عناصر حزب الله إلى فنزويلا، وانخرطوا في العمل مع تجار مخدرات وقاموا بحماية 140 طناً من مواد كيميائية يُعتقد أنها تستخدم لإنتاج الكوكايين.

وسبق أن اتهمت واشنطن طارق العيسمي، بمنح وثائق رسمية لعناصر تابعين لحزب الله اللبناني، من أجل تسهيل مشاركتهم في تجارة المخدرات.