الأربعاء 17 نوفمبر 2021 / 13:47

18 معرضاً في 18 مدينة لتغيير رؤية الفرنسيين والأوروبيين للإسلام

في مشروع فنّي طموح لا يبتعد عن مضامين سياسية مهمة عبر التصدّي للسّاعين لتضخيم ظاهرة الإسلاموفوبيا، والوقوف في وجه الإسلام السياسي من بوابة الثقافة، وفقاً للمُنظّمين، فإنّ الفرنسيين والأوروبيين على موعد خلال الفترة من 20 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 27 مارس (آذار) 2022، مع مبادرة وطنية غير مسبوقة تُقام تحت شعار "فنون الإسلام، ماضٍ من أجل الحاضر" من خلال تنظيم 18 معرضاً مُتزامناً في 18 مدينة فرنسية.

مُبادرة غير مسبوقة تُقام تحت شعار "فنون الإسلام، ماضٍ من أجل الحاضر"

تهدف المعارض إلى إلقاء نظرة جديدة على فنون وثقافات الحضارة الإسلامية، يشتمل كل معرض منها على 10 أعمال من مُقتنيات المتاحف وصالات العرض الفرنسية، بالإضافة لتقديم سلسلة عروض ومحاضرات تعريفية تهدف إلى توفير مفاتيح لفهم ثقافات وفنون الإسلام.

وعلى مدى أكثر من أربعة أشهر، سوف يتم تقديم ما يزيد عن 180 عملاً في المتاحف أو المكتبات الكبرى أو القاعات الثقافية، تُبرز جمالية الإسلام وثرائه الثقافي، بما يشكل في ذات الوقت مناسبة للتعرّف على المجموعات الفنيّة الإسلامية التي تُثري المتاحف الوطنية في فرنسا، وذلك بدعم من متحف اللوفر والقصر الكبير في باريس، إضافة لوزارتي التعليم والثقافة.

كما وسوف يتم عرض مُقتنيات أثرية إسلامية نادرة من مخطوطات ومنحوتات تروي كل منها قصة تاريخية مختلفة، جنباً إلى جنب مع فنون إسلامية معاصرة في كل معرض، وذلك في كل من مُدن أنغوليم، بلوا، كليرمون فيران، ديجون، فيجيا، سانت لويس، ليموج، مانت لا جولي، مرسيليا، نانسي، نانت، ناربون، رين، ريليو لا بابي، روان، سان- دينيس، تولوز، توركوينج، إضافة لباريس.

يانيك لينتز، الأمين العام للمعارض الـ 18 ومدير قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، أوضح أنّ هذه المبادرة تهدف إلى توعية الجمهور بالتنوع الكبير للثقافة الإسلامية. وأشار إلى أنّ المعارض مفتوحة للعموم وتسعى بشكل خاص لاستقطاب الأجيال الشابة، حيث تمّ إيلاء اهتمام خاص لتصميم أدوات تعليمية تفاعلية وإنشاء موقع إلكتروني للمصادر الرقمية للأعمال المعروضة. وبالإضافة لذلك، سيتم تنفيذ برنامج ثقافي حافل في كل مدينة من المُدن التي تستضيف هذه المعارض، من خلال الندوات وورش العمل والعروض الحية.

وحول هذه المبادرة غير المسبوقة، أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس أنها تأتي لتعزيز الصلة بين المُجتمع الفرنسي والفنون الإسلامية، مُشيراً إلى أنّ "هذه المعارض ترسم خيط الحوار بين الثقافات التي أغنت بعضها البعض لأكثر من 13 قرناً.. وتستعرض الروابط الوثيقة التي أقامتها الفنون الإسلامية مع بلدنا، والتي تُغذّي ثقافتنا وفنّ العيش المُشترك".

من جهتها، أكدت وزيرة الثقافة روزلين باشيلو أنّ المعارض تهدف بشكل خاص إلى "المُساهمة في تغيير رؤية الفرنسيين للإسلام، الذي لا يقتصر على الدين فقط، بل هو الحضارة التي امتدت لأجزاء كبيرة من العالم" مُشيرة لأهمية هذا المشروع الكبير.

بالتزامن مع ذلك، يستضيف متحف الفنون الزخرفية في باريس لغاية 20 فبراير/شباط، معرض "كارتييه وفنون الإسلام"، بالتعاون مع متحف دالاس للفنون، ومتحف اللوفر، وبدعم من دار كارتييه. ويُبرز المعرض تأثيرات الفن الإسلامي على إنتاج المجوهرات والمُقتنيات الثمينة عبر أكثر من 500 قطعة تُظهر أنّ الدار الفرنسية العريقة استوحت فنون الإسلام منذ بداية القرن العشرين لتحديث تصاميم مجوهراتها، من حيث الأشكال الهندسية والمُزاوجة بين اللونين الأزرق الفيروزي والأخضر الزمردي.

وأوضحت جوديت إينون رينو مساعدة مديرة قسم فنون الإسلام في متحف اللوفر، المُشاركة في تنظيم المعرض، أنّ المجموعة المعروضة تًشكّل خلاصة بحوث ولم يسبق أن عُرضت من قبل. وأشارت إلى أنّ الأنماط الهندسية للقطع مُستنبطة من العمارة الإسلامية، فيما استلهمت جوانب فنية أخرى في التصاميم من "فنون تكسية المساجد".