الإثنين 29 نوفمبر 2021 / 11:38

وقف انتشار "أوميكرون" مستحيل.. والدول الأقل تلقحياً الأكثر تضرراً

كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية أن الدول التي كانت فيها حملات التلقيح ضعيفة، ستكون الأكثر تضرراً من متحوّر "أوميكرون" الذي يكاد وقف انتشاره يكون مستحيلاً.

بينما كان العديد من علماء الفيروسات يتوقّعون أن يكون المتحور الرئيسي التالي لفيروس كورونا امتداداً لـ"دلتا"، فإن "أوميكرون" غير مرتبط تماماً

وأضافت الصحيفة، في تحليل، أن "أوميكرون"، يتميّز بطفرات عديدة تجعله قابلاً للانتشار بشكل أوسع، ويُمكن أن يكون قادراً على التهرّب من الأجسام المضادة، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف فعالية اللقاحات.

30 طفرة
وتتسابق فرق من علماء الفيروسات حول العالم للحصول على التسلسل الجيني لأوميكرون، ومعرفة تأثيراته.
وأظهر بحث أجراه العالم توليو دي أوليفيرا، الذي يدير مركزين للتسلسل الجيني في جامعتين بجنوب أفريقيا، أن المتحور الجديد يحتوي على أكثر من 30 طفرة، مقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا.

التهرّب من الأجسام المضادة

وبيّن البحث أن أكثر هذه الطفرات إثارة للقلق، هي التي تُمكّن المتحوّر من التهرّب من الأجسام المضادة، سواء الناتجة من عدوى سابقة أو من التطعيم.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور جيس بلوم، عالم الفيروسات في مركز فريد هتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، قوله: "أتوقع أن يتسبب أوميكرون في إحداث تأثير أكبر على تحييد الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاح أو العدوى، أكثر من أي متحور رأيناه حتى الآن".

بدوره، قال عالم الجينوم ياتيش توراخيا، الأستاذ المساعد في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "هذه الطفرة شديدة القابلية للانتقال. ففي أقل من أسبوعين، أصبح البديل السائد في جنوب إفريقيا ، متجاوزاً متحوّر دلتا".

طفرات مختلطة جميعاً في فيروس واحد
ولا يزال السبب وراء ظهور "أوميكرون" غامضاً، حيث يعتقد العلماء أنه مثل متحور "بيتا" الذي ظهر أيضاً في جنوب أفريقيا عام 2020. لكنّ التفسير الأكثر منطقية هو أن الفيروس كان قادراً على النمو والتطور بشكل مطرد في جسم شخص يعاني من نقص المناعة، وربما يكون مصاباً بالإيدز.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما كان العديد من علماء الفيروسات يتوقّعون أن يكون المتحور الرئيسي التالي لفيروس كورونا امتداداً لـ"دلتا"، فإن "أوميكرون" غير مرتبط تماماً. وبدلاً من ذلك، فهو يجمع بين بعض الطفرات الأكثر إشكالية: "ألفا"، و"بيتا"، و"غاما"، و"دلتا"، جنباً إلى جنب مع بعض الطفرات المكتسبة حديثاً.

وأعرب رافي جوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي بجامعة كامبريدج، عن قلقه من المتحور الجديد، مشيراً إلى أنه "شيء جديد يعتمد على الطفرات التي رأيناها من قبل، مختلطة جميعاً في فيروس واحد".

ايقافه مستحيل
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يقول علماء إن حظر السفر سيُساعد في إبطاء انتشار متحور "أوميكرون"، إلا أن إيقافه يكاد يكون مستحيلاً.
في غضون ذلك، يُحاول مُصنّعو اللقاحات والعلماء معرفة مدى قدرة "أوميكرون" على إضعاف الحماية التي توفّرها لقاحات كوفيد 19 الحالية.
ومع ذلك، يشير ويليام هاناج، عالم الأوبئة في كلية "هارفارد تي إتش تشان" للصحة العامة، إلى أن السؤال الأكثر أهمية هو ما إذا كان يسبب مرضاً شديداً لدى المصابين؟

أسوأ النتائج
وقال هاناج: "من المهم معرفة نوع المرض الذي ينتج عن العدوى، والتقاط العدوى مرة أخرى. ومع ذلك، بالنسبة لأجزاء من العالم، حيث تُعدّ المستويات المرتفعة من التلقيح بمثابة حلم بعيد المنال، فقد يكون هذا أمراً خطيراً".

ويحذّر خبراء بقطاع الصحة من أن الدول التي كانت فيها عمليات التلقيح منخفضة، قد تشهد أسوأ النتائج نتيجة المتحور الجديد.
وختمت "غارديان" بأن البيانات من هذه الدول خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ستكشف القوة الحقيقية لـ"أوميكرون".