الإثنين 29 نوفمبر 2021 / 14:32

كتاب يرصد تحولات السرد والشعر الليبي المعاصر

صدر عن مكتبة الكون في كل من القاهرة وطرابلس، كتاب " شجرة الوطن... بلاغة الصحراء.. قطوف من الأدب الليبي المعاصر "للناقد والكاتب المصري، محمد عطية محمود.

وتعالج فصول الكتاب الواقع الأدبي المعاصر في ليبيا، وترصد التحولات التي تشهدها الحركة الأدبية الليبية، وهي التحولات التي تُبشر، بحسب ما ورد في الكتاب، بوجود مزيد من الإبداعات السردية والشعرية، التي تمنح مزيداً من البهاء لذلك الواقع الأدبي الليبي الجديد المغاير المتطلع إلى الكمال، دون أن ينفصل عن حضارته وبيئته، والذي بات جاذباً لأنظار النقاد الذين راحوا يتناولونه بالدراسة والبحث.

ويتناول الكتاب برؤية نقدية 13 عملاً من الأعمال السردية والشعرية الليبية، التي رأى فيها الكاتب أنها تشكل اتجاهاً جديداً ومغايراً في المشهد الأدبي الليبي.

وتشير صفحات الكتاب إلى ارتباط الثقافة الليبية بالثقافة العربية وثقافة الشمال الإفريقي وثقافة البحر المتوسط، وثقافة الصحراء الممتدة، وبما يهبها به موقعها المتميز كملتقى لكل تلك الثقافات التي تشربت بها وعانقت الكثير من سماتها التي تعطي للإبداع الليبي مذاقاً ورونقاً شديدي الخصوصية والتمايز كمزيج تتضح سماته في مشهد إبداعي يتنوع ويتبارى في إبراز تلك السمات ويعمل على بلورتها.

ويلفت المؤلف في كتابه إلى أن أدباء وشعراء ليبيا نجحوا، من خلال نصوصهم السردية والشعرية، في تقديم رؤى جديدة مشبعة بأصالة كل تلك الحضارات التي تصارعت على تلك الأرض الجوَّادة بمبدعيها، فيبدو هذا المشهد كواحة تظللها أشجار خضراء وسط صحراء تبلغ بلاغتها في التعامل مع منطق الأشياء ليتشكل بها واقع جديد مغاير.

وبحسب مقدمة المؤلف، فإن الكتاب هو محاولة "لسبر الغور في متن تلك الإبداعات التي تشير إلى تجليات الرغبة الحميمة والنبيلة في تحويل الواقع لواقع بديل ومغاير من المرجح والمأمول أن تصل إليه حالة المبدع مع بيئته وواقعه، بعد هذه الحالة التأسيسية لعلاقة الذات بالبيئة والمكان".

ووفق المؤلف، فإن تلك الفلسفة في التعامل، التي تلوح من بعض نماذج تلك النصوص والإبداعات الأدبية من قصة ورواية وشعر ونص مفتوح ومحاولات تأملية ، لهي من صميم العملية الإبداعية التي تبتغي نوعاً من أنواع الإدراك الحسي بكل تلك الأشياء المحيطة والمكونة لهذا البهاء القادم من معنى الارتباط بالأرض والوطن والشجرة التي تمثله والصحراء التي تحتويه.

ويربط مؤلف الكتاب بين المبدع والنتاج الإبداعي الليبي، وتلك الصحراء لتنتج بلاغتها هذا المنتج الحسي المتمثل في عملية الكتابة والإبداع كمعبر من معبرات الفن عن عدم الانفصال عن الواقع مع محاولات الارتقاء به وتكوين صورة أكثر جمالية وإبداعا، وربما أكثر اقتراناً بالأسطورة... أسطورة الوطن التي ربما مثلتها الشجرة بجدارة في رمزها الموحي.

وتشير فصول الكتاب إلى تلك البيئة المبدعة وهذه الشجرة الحاضنة وهذه الصحراء التي تحتويها لتكسب هذه الأقلام التي تحاول أن ترويها برؤاها وبلاغتها ومدادها ، وقدرة تلك الأقلام على حيازة ملكة الحلم، لتعبر عن نبضها، من خلال أعمال إبداعية بلغت الرشد الفني والإبداعي لتكون شاهدا على "الشجرة"/ الرمز/، و"الصحراء"/ القيمة/ كمتلازمتين في الوعي القيمي والبصري والمادي والمحسوس لتلك البيئة الحاضنة.

واشتمل الكتاب على دراسة نقدية لأعمال الأدباء والشعراء محمد المسلاتي، وأحمد يوسف عقيلة، والصديق بودوارة، وعمر أبوالقاسم الككلي، وعوض الشاعري، ومحمد المغبوب، وآمال فرج العيادي، وخليفة التليسي، ومفتاح العماري، وعبد السلام العجيلي، وجابر نور سلطان، وخلود لفلاح، وخالد درويش.

يُذكر أن مؤلف كتاب "شجرة الوطن.. بلاغة الصحراء.. قطوف من الأدب الليبي المعاصر"، عضو باتحاد كتاب مصر، ونادي القصة المصري، وقد صدر له 10 مؤلفات روائية وقصصية، بجانب خمسة مؤلفات في النقد الأدبي.