الأربعاء 1 ديسمبر 2021 / 10:02

صحف عربية: العراق.. آمال "الخاسرين" في مهب الريح

جاءت النتائج النهائية للانتخابات العراقية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات أمس لتقضي على آخر آمال الخاسرين من جماعات الإطار التنسيقي الشيعي.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فإن النتائج المصادق عليها لن تحدث تغييراً في الخارطة السياسية، وسوف تشمل مقاعد قليلة للغاية، فيما يرى مراقبون أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أدار الصراع السياسي مع المتنافسين بذكاء وحرفية عالية وتحلى بصبر منقطع النظير، وأشرف على انتخابات نزيهة.

لا رفض ولا إعادة
إلا أن إعلان نتائج الانتخابات بصورة غير نهائية، بحسب تقرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، خلف تداعيات خطيرة على المشهد السياسي، فمن جهة، اعترضت قوى كثيرة عدت نفسها خضعت لعمليات تزوير منظم، وهي في الغالب القوى التي تملك النفوذ والسلاح، والتي يضمها ما بات يسمى الإطار التنسيقي، وهو كيان يضم الكتل الشيعية ما عدا التيار الصدري. ومن جهة أخرى، تأخر عملياً إعلان النتائج النهائية لأكثر من شهر ونصف الشهر، وهو ما لم يحصل في كل الانتخابات السابقة بدوراتها الأربع.

فيما أكد أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت في مدينة الكوفة الدكتور غالب الدعمي لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أنه من الناحية القانونية، فإن المحكمة الاتحادية العليا ستصادق على النتائج بعد أن أقرتها الهيئة التمييزية القضائية، ولا شأن لها (المحكمة الاتحادية) في رفض النتائج أو إعادة الانتخابات، إذ إن واجبها محدد وفق الدستور".

ورداً على سؤال عن التصعيد الحالي المستمر منذ أكثر من شهر ونصف الشهر أمام بوابات المنطقة الخضراء من قبل القوى الخاسرة في الانتخابات، يقول الدعمي إن "التصعيد سوف يستمر بشكل أو بآخر. وفي حال لم يشترك الإطار التنسيقي (الممثل للبيت الشيعي، ما عدا التيار الصدري) في الحكومة المقبلة، وتحديداً بعض المنتمين لتحالف (الفتح)، فإنهم سيبقون في مشكلات دائمة مع الحكومة العراقية. ولا أستبعد الاصطدام أو حدوث تطورات يمكن أن تؤدي إلى تدخل الحكومة المقبلة من أجل إنهاء ملف التدخلات من قبل القوى أو الجهات التي لديها أجنحة مسلحة في العملية السياسية".

وأضاف أن "هذا بات يتوافق مع وجهة نظر الجمهور العراقي الذي بدأ يسأم من هذه التهديدات التي تصدر من هنا أو هناك بينما هو يريد دولة تنتهج القانون، وتبتعد عن التهديد والسلاح وغيرها".

وأوضح أن "التصعيد يمكن أن يستمر، لكنه لن يؤخر تشكيل الحكومة التي من المتوقع أن تتشكل بأغلبية وطنية (سنية - شيعية - كردية). وقد يتفق الكرد والسنة في سلة واحدة، ولكن الشيعة لن يتفقوا معاً، وبالتالي فإنه من المرجح أن يكون محور الحكومة التيار الصدري، مع الجهات السنية والكردية".

لا تغيير يذكر
ولصحيفة عكاظ السعودية، كشفت مصادر أن الطعون لم تغير كثيراً في النتائج النهائية. وقالت إن المعطيات الحالية تفيد بعدم حصول تغييرات كبيرة من شأنها أن تؤثر في فوز التيار الصدري، أو تقلل من مقاعده الـ 73 التي حصل عليها ما يجعله مؤهلاً لتشكيل الحكومة الجديدة.

وأفادت أن الطعون لن تحدث تغييراً في الخارطة السياسية، وستشمل مقاعد قليلة للغاية. ويعقد الإطار التنسيقي للقوى المعترضة على نتائج الانتخابات اجتماعات متواصلة للتباحث بشأن خسارته في الانتخابات، لكن موقفه يبدو ليس موحداً بشأن الادعاءات بالتزوير أو حتى قبوله النتائج النهائية بعد عمليات الطعن.

ذكاء وحرفية
فيما اعتبر الكاتب محمد واني في مقال بصحيفة العرب اللندنية أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أدار الصراع السياسي مع مختلف الأطراف السياسية بذكاء وحرفية عالية وتحلى بصبر منقطع النظير، وأشرف على انتخابات نزيهة أدارها مع فريق المفوضية "بشكل مهني" حسب كلمة رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في مجلس الأمن.

كما استشهد بحديث لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني اعتبرها "من أفضل العمليات الانتخابية" التي جرت في العراق منذ 2005 آملاً أن "يساهم البرلمان القادم في حسم الخلافات بين بغداد وأربيل، وإحداث استقرار سياسي في البلاد".