العلم الإيراني.(أرشيف)
العلم الإيراني.(أرشيف)
الأربعاء 1 ديسمبر 2021 / 14:12

تظاهرات أصفهان: صمت أمريكا لم ينفع في 2009.. ولن ينفع اليوم

رأت الباحثة البارزة في مركز السياسة الأمنية فيكتوريا كوتس أن النظام الإيراني يعاود استخدام القمع الوحشي مع المحتجين في أصفهان الذين يطالبون بمياه شرب نظيفة، بعد نحو عامين على استخدام الأسلوب نفسه مع المحتجين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.

سردية أن الشعب الإيراني يؤيد النظام في طهران خوفاً من ضياع الاستقرار هي من صنع طهران

وأضافت كوتس التي عملت نائبة لمستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إدارة ترامب أن تظاهرات أصفهان تكشف واحداً من أهم إخفاقات النظام، وهو التسبب بتدهور ممنهج في البيئة الإيرانية. وأدى سوء الإدارة الفظيع هذا إلى ترك 97% من الإيرانيين من دون مياه كافية حيث أن نقص المياه حاد بشكل خاص في المنطقة الزراعية وسط إيران.

كتبت كوتس في مجلة "ناشونال ريفيو" أن النظام تساهل مع بعض التظاهرات الأصغر حجماً في وقت سابق. لكن في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي، برز احتجاج ذو تأييد شعبي أوسع وبدأ ينتشر في بقية البلاد. دفع ذلك النظام إلى استخدام جهازه القمعي من أجل سحق الاحتجاج. تتجلى إحدى الأدوات المعيارية في صندوق القمع القاتم هذا عبر قطع النظام للإنترنت لإخفاء جرائم طهران عن العالم وإعاقة المحتجين، على الرغم من تسلل بعض الصور القاسية لأبرياء غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم وهم يتعرضون لمعاملة وحشية من الباسيج أو القوات شبه العسكرية.

الأمريكيون يذكرون ثورة 79 الكارثية
ترى كوتس أنه من المخزي بقاء إدارة بايدن صامتة مع تكشّف الوحشية، علماً أنها تدعي وضع حقوق الإنسان، ناهيكم عن القضايا المناخية، في صلب سياستها الخارجية. ربما افترضت الإدارة أن معظم الأمريكيين منهمكون بعيد الشكر أو قلقون من ارتفاع أسعار الوقود ونسبة البطالة كي يهتموا كثيراً بتظاهرات تحدث في مكان بعيد. لكن لا يزال هنالك ما يكفي من الأمريكيين القادرين على تذكر أن الشعب الإيراني كان صديقهم وأن ذلك كان مزية استراتيجية إقليمية ضخمة في الشرق الأوسط. وهم يتذكرون أن ثورة 1979 الكارثية وأزمة الرهائن التي تلتها أنهت ذلك التحالف. ودعت الباحثة كل من يهتم ببناء مستقبل أكثر ازدهاراً للشعب الإيراني، مستقبل لا يتم فيه إعدام من يطالب بمياه الشفة، إلى طلب المزيد من القيادة الأمريكية.

سردية النظام
تشير كوتس إلى أن الشعب الإيراني ليس غير مبالٍ وليس داعماً لنظامه البغيض من أجل الحفاظ على الاستقرار. فسردية أن الشعب الإيراني يؤيد النظام في طهران خوفاً من ضياع الاستقرار هي من صنع طهران. لشعب إيران سجل في التحرك للمطالبة بالحريات والحقوق الأساسية. لقد كانت الثورة الخضراء في الأساس تظاهرة مدينية للمطالبة بديموقراطية حقيقية. واندلعت تظاهرات نوفمبر 2019 بفعل زيادة حادة على أسعار الوقود. والاحتجاجات الأخيرة سببها نقص المياه. لذلك، وفي حين أن حملات القمع تقشعر لها الأبدان، هي لم تستطع إسكات الناس – والنظام يدرك ذلك. يستحق المتظاهرون الشجعان الدعم الأمريكي الصلب.

لا في 2009 ولا اليوم
تذكّر كوتس بأن الصمت الاستراتيجي في 2009 لم يكن فعالاً وهو لن يكون كذلك اليوم. في تلك السنة، زعم السيناتور جون كيري بشكل مخادع أن الدعم الأمريكي الصريح للثورة الخضراء سيهين المتظاهرين ويعزز قوة "المتشددين". لقد فسر النظام الإيراني، بشكل صحيح، قرار إدارة أوباما المتعمد بعدم دعم الثورة الخضراء كاعتراف ضمني بأن الولايات المتحدة أرادت التواصل معه مهما كلف الثمن وأنها بالتالي ستغض الطرف عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان. كانت النتجية قتلى بين المتظاهرين، نظاماً مترسخاً، واتفاقاً نووياً كارثياً في نهاية المطاف. إن تكرار ذلك التاريخ سيكون على المسؤولية الأمريكية الخاصة وفقاً للباحثة.

وصمة عار
وكتبت كوتس عن عدم تأمين الولايات المتحدة لغاية اليوم الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية إلى الشعب الإيراني كي يتواصل مع بعضه البعض ومع العالم الخارجي حين يطفئ النظام الشبكة العنكبوتية. وهذا وصمة عار بحسب رأيها. فللولايات المتحدة التكنولوجيا والإمكانات لفعل ذلك. واقع أن الحكومة الأمريكية لم تجهز نفسها بالقدرة على تصدير حرية التعبير هو أمر مؤسف للغاية. وإذا رفضت إدارة بايدن تعزيز هذه السياسة فسيكون لذلك تداعيات استراتيجية عالمية واسعة النطاق، لهذا السبب، على الكونغرس التحرك.