من محادثات فيينا.(أرشيف)
من محادثات فيينا.(أرشيف)
الأربعاء 1 ديسمبر 2021 / 13:41

كيف يمكن بايدن تخطي الاستراتيجية الفاشلة ضد إيران؟

24-زياد الأشقر

في السنوات الأربع الماضية دأبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القول إن الإنسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة وفرض المزيد من العقوبات، سيؤدي إلى إتفاق نووي أفضل مع إيران. وتوقع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بثقة في 2018 أن إيران لن تعاود برنامجها النووي.

كي تنجح السياسة الأمريكية حيال إيران، يتعين على إدارة بايدن أن لا تحل عقدة العلاقات الأمريكية-الإيرانية دفعة واحدة

وقال ترامب إن "إئتلافاً واسعاً من الدول" سيدعم أمريكا. وبعد تبادل للهجمات التي كادت تؤدي إلى حرب عام 2019 وأوائل 2020، تمت إستعادة الردع، وفق ما أكدت الإدارة. وسرت تكهنات بأن التظاهرات ستعيد إيران إلى الطاولة، وأن حظر السلاح سيبقى سارياً، وأنه سيتم تفعيل آلية العقوبات، وأن إتفاقاً أفضل لا يزال في الإمكان تحقيقه.

ورأى الكاتب آدم لامون في "ناشيونال إنترست" أن ما حدث هو عكس ذلك. إذ زاد مخزون إيران من الأورانيوم المنخفض التخصيب 12 ضعفاً عما كان عليه الوضع عندما دخل ترامب البيت الأبيض. وتحقق "الإمتثال" الخارجي مع العقوبات الأمريكية بناء على الخوف من عقوبات مالية لا بناء على تضامن سياسي. ودرس ترامب أكثر من مرة قصف المواقع النووية الإيرانية، وكانت وزارة الخارجية مستعدة للفرار من بغداد بسبب الهجمات المتتالية للميليشيات المدعومة من إيران في العراق. وقمعت الإحتجاجات الإيرانية من دون عواقب. وتلاشى الحظر النفطي، وتم تجاهل تفعيل آلية العقوبات.

الأمور تعقدت
ورأى الكاتب أن الأمور تعقدت لأن ترامب قضم أكثر مما يستطيع أن يمضغ. وبخلاف الأولوية التي منحتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما للبرنامج النووي على حساب قضايا خلافية أخرى، فإن ترامب وأصدقاءه ركزوا جلّ إهتمامهم على القضية الإيرانية الكبرى، التي استعصت على الولايات المتحدة في العقود الأخيرة.

وعلى أي حال، فإن الإصرار على نوع من السياسات التي تخصص للخاسرين في الحروب- مثل نزع السلاح والخضوع للإرادة الأجنبية- في الوقت الذي تبدو إيران بعيدة عن الهزيمة، ليس بالإستراتيجية إطلاقاً. وكما كتب سامو بورجا في هذه المجلة فإن "الأمن هو شرط ضروري للنمو الإقتصادي" لا العكس. إن الإعتقاد بأن إيران ستتخلى عن أمنها أمام إغراء الإستثمارات الأجنبية والتجارة، هو مجرد فهم خاطئ.

الوسيلة الفعالة
ورأى الكاتب أنه كي تنجح السياسة الأمريكية حيال إيران، يتعين على إدارة بايدن أن لا تحل عقدة العلاقات الأمريكية-الإيرانية دفعة واحدة. وعوض ذلك، على بايدن منح الأولوية للبرنامج النووي الإيراني- وهو القضية الأخطر التي تشكلها إيران على الأمن القومي- على أساس أن إعادة الإنضمام إلى الإتفاق النووي هو الوسيلة الفعالة من أجل إعادة كسب الدعم الدولي للأولويات الأمريكية، وضمان الإمتثال الإيراني، وخفض التوترات، والشروع في مفاوضات جديدة . والإقتراحات التي تدعو إلى ربط المشاركة الأمريكية في خطة العمل الشاملة المشتركة بنشاطات إيران "المزعزعة للإستقرار"- يجب أن يستبعد. كما أن مسألة بخطورة دعم إيران للإرهاب أو بالنسبة إلى برنامجها الصاروخي الباليستي، يمكن الولايات المتحدة أن تتعامل معها بواسطة القوات الأمريكية التقليدية وبالعمل مع الكثير من أصدقائها. وفي المقابل، فإن السلاح النووي الإيراني يمثل تحدياً لا يقارن، من حيث تعقيد الردع وحرية العمل، كما أنه يشعل سباقاً للتسلح النووي ونزاعات أخرى في الشرق الأوسط.