الخميس 2 ديسمبر 2021 / 10:46

ماذا علّمتك الإمارات؟

عائشة سلطان- البيان الإماراتية

حين نتذكر ما تقدمه لنا المدن التي ولدنا فيها، وتلك التي نعيش فيها بعد أن غادرنا أوطاننا، والمدن التي نزورها أو نسكنها بعض الوقت لأسباب مختلفة، تستدعي ذاكرتنا مواقف حميمة غالباً، أو مبهجة، أو تلتمع في خواطرنا قصص قصيرة غالباً ما تسببت في إدهاشنا أو إثارة إعجابنا.

فما أول ما تتذكرونه عن الإمارات؟ ماذا قدمت الإمارات لذاكرتكم وذاكرة أبنائكم؟ هكذا سألت المعلمة تلاميذها وهي تحتفل معهم بعيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات، بطريقة أرادتها أن لا تكون تقليدية.

أن تغير المدينة فكرتك عن الإنسان بحيث تعيد ثقتك فيه، وأن تمنحك فرصة ذهبية لبناء علاقة عميقة تجعلك تحبها لأنها تستحق، بينما تعتقد أنت أن المدن لا تفعل شيئاً سوى إهانة أبنائها ونبذهم، فتغير المدينة قناعاتك وتقلبها رأساً على عقب، فتقول لك إن القيم والأخلاق لهما علاقة بالمدينة ومستوى أمانها وما تمنحه للناس من كرامة وبهجة.

علمتنا الإمارات أن المنجزات والحقائق لا تحتاج جدلاً وخلافاً، فهي تعبر عن نفسها ببساطة طفل وسطوع نور، كأن يصرخ تلميذ صغير في مدرسة فرنسية قائلاً لمعلمته: أنْ أنسى هاتفي في المقهى وأغادر إلى البيت، ثم أتذكر فأعود للمقهى لأجد هاتفي في مكانه لم يمسسه أحد، فهذا لا يحدث إلا في الإمارات.

هذه قناعة ليست بسيطة، إنها في ملمح مهم من ملامح المدينة، بل واحدة من أهم معايير قوتها، ذلك هو معيار الأمان، والإمارات قد حققت منجزاً كبيراً على مستوى العالم في هذا المجال حين انتزعت مركز الصدارة باعتبارها الدولة الأكثر أماناً في العالم، هذا الأمر لا يحتاج إلى جدل كبير، فقد عبّر عنه هذا التلميذ، كما يعبر عنه كثيرون حين يعلنون أنهم لا يغلقون منازلهم بألف قفل وقفل، كما يحدث في أرقى مدن العالم وأكثرها رواجاً بالجريمة!