الخميس 2 ديسمبر 2021 / 10:51

الإمارات رزنامة دولية

حميد المنصوري- الاتحاد الإماراتية

أمست دولة الإمارات رزنامة دولية تتضمن كيفية تحقيق أعلى درجات التنمية والمعرفة والأمن وتطوير التشريعات المتعددة الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب الفعالية السياسية والدبلوماسية والأمنية والتعاونية على المستوى الإقليمي والدولي، إضافةً إلى التطلع واستشراف آفاق وفرص وتحديات المستقبل. فعلاً، اختيار يوم الاتحاد الوطني الإماراتي من قبل اليونيسكو يوماً عالمياً للمستقبل يجعل الإمارات رزنامة دولية بكل ما تحمل الكلمة من دلالات ومعانٍ، فبينما الرزنامة تحدد لمختلف الشعوب أوقاتها وفصولها وشهورها وأنشطتها الزراعية والتجارية والعملية والاجتماعية، وتسجل أيضاً الأحداث والتطورات والتحولات المهمة لمختلف الدول وشعوبها، فإن الإمارات رزنامة دولية لكيفية تحقيق التنمية وخلق التعاون الدولي والتواصل والاتصال بين الشعوب بمختلف الثقافات والصناعات، ومنارة تتبع في دعم وحماية الإنسان والبيئة.

ففي مسار التنمية استطاعت الإمارات منذ تأسيسها الوثوب بسرعة إلى مجتمع يحظى بالتعليم والصحة والأمن والدعم الاجتماعي، وصولاً إلى منظومة اجتماعية متميزة وفعالة ومؤثرة في مجالات المعرفة والعلم والتواصل الاجتماعي والتجاري والمعرفي والإنساني مع مختلف الأمم والشعوب الأخرى.

وليس غريباً، أن يشار إلى الإمارات كدولة رائدة في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة التي تُنظّر وتخطط وتعمل للحاضر ومستقبل الأجيال القادمة في توفير وبناء أفضل الفرص والطرق الاقتصادية والتشريعية والعلمية وحتى البيئية. فقد تمكنت الإمارات من خلق اقتصاد متعدد مع أنظمة إدارة متطورة ذات قدرات بشرية نوعية قوية في مختلف المجالات العلمية والعملية وحتى العسكرية. ولا تغفل الإمارات أبداً عن تخليد كل من أفنى حياته في حفظ أمن البلاد، وتكريم كل من بذل الجهد الطويل في خدمتها من أبنائها والمقيمين فيها حتى من لهم جهود حميدة في خدمة الإنسان والبيئة من مختلف الدول.

ومع مسار التنمية المستمر والمتجدد كانت الإمارات دولة تحمل الحياة للشعوب والدول التي تواجه كوارث طبيعية وصراعات داخلية مدمرة، والتي تقود إلى افتقار الحاجات الأساسية للحياة من غذاء وماء ومسكن وأمن، حيث تعتبر الإمارات من أكثر وأكبر داعمي الشعوب في مكافحة الفقر وافتقار الأمن وتحقيق التنمية، ولها أيادٍ ممدودة ومشهودة وطويلة في تقديم العون والمساعدة للشعوب والإنسان كيفما كان ووجد، لذا شهدنا بأن الدول والشعوب والأمم المتحدة قد باركت مبادرة الإمارات في الأخوة الإنسانية وتحتفل بها يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية في الرابع من كل فبراير.
علاوة على ذلك وفي الشأن الإنساني، تحتضن عاصمة الإمارات «أبوظبي» البيت الإبراهيمي، والذي يعزز من جعل منطقة مهد الأديان السماوية «الشرق الأوسط» محلاً للاستقرار والسلام والتطور والتواصل الفكري بين أتباع الديانات الإبراهيمية.

بينما العلاقات الدولية يتخللها حلقات متعددة ومختلفة من الصراعات والتعاون والتنافس والتحالفات، فإن الإمارات منذ قيادة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وفي ظل القيادة الحالية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبفعالية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلقت نموذجاً يحتذى به، وجدير بأن تتم دراستهِ وتطبيقه في العلاقات الدولية، وذلك لأنه يعزز التعاون في مواجهة الصراعات، فعندما تكون دولة ما في صراع مع دولة أخرى فذلك لا يمنع من إيجاد حلقات تعاون لعلها تقود إلى تخفيف الصراعات وتعيد الحسابات في المكاسب المشتركة مقابل إمكانية حل المسائل المتصارع عليها. وهذه الحكمة السياسية في العلاقات الدولية كانت حاضرة في جميع القضايا السياسية والصراعية والتعاونية على الصعيد الإقليمي العربي والدولي.

ومن الأمثلة المهمة في فعالية دولة الإمارات على الصعيد العالمي وفي العالم العربي أن وليام طومسون المتخصص في العلاقات الدولية قد وضع الإمارات في دول المركز العربي عندما وجد دورها الحقيقي، فقد اعتمد على مؤشر عدد الزيارات إليها لطلب الدعم السياسي والمالي والتنموي وحل الخلافات العربية. وأضحت الإمارات أكثر فعالية في النظام الإقليمي والدولي، فهي حلقة محورية للتجارة الدولية والاتصال بين الدول، ومركز للشركات الكبرى والاستثمار، ومكان للمحافل والمؤتمرات الدولية المتعددة والمختلفة، وحاضنة للتعاون في الطاقة عبر منظمة آيرينا-الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وكأن لسان حال دولة الإمارات العربية المتحدة يقول: فها أنا يا قارئي من دول وأمم وشعوب وشركات ومنظمات قد قدمت لكم رزنامة تحمل دلالات وطرق وسبل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، ورسمت الخطوط نحو خلق الابتسامة والأمن والتعاون مع مختلف الشعوب والثقافات بمختلف الظروف والمحن، وصدرت الحكمة في العلاقات الدولية في نهج وشق طرق التعاون حتى في حالات الصراع، وأَرّختُ لكم أهم الأحداث والمشاركات الدولية، وبينتُ وأشعتُ ملامح وخصائص أصحاب القيادة السياسية والاقتصادية، كما أنني وضعتكم على أهم مرتكزات المستقبل وهو التعاون والتواصل والاتصال والتخطيط وقراءة المؤشرات والمتغيرات بين العالم بدولهِ وشعوبهِ ومجتمعاتهِ ومنظماتهِ وشركاتهِ وأفكارهِ ومتطلباتهِ..