مقاتلة صينية خلال عرض بمعرض دبي الجوي.(أرشيف)
مقاتلة صينية خلال عرض بمعرض دبي الجوي.(أرشيف)
الخميس 2 ديسمبر 2021 / 11:22

لماذا تشارك الصين الإمارات باحتفالات يوبيلها الذهبي؟

بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد، توقع السفير الصيني في الإمارات العربية المتحدة ني جيان مستقبلاً مشرقاً للعلاقات الإماراتية-الصينية.

تأسيس شراكة استراتيجية شاملة أوثق بين الصين والإمارات لا يلبي فقط متطلبات العصر الحالي بل أيضاً الرؤية المشتركة للشعبين الصيني والإماراتي

 وكتب جيان في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أنه على مر التاريخ، كانت هنالك معالم بارزة للحضارة الإنسانية أضاءت العالم بأهمية غير اعتيادية وتأثير واسع النطاق. منذ خمسين عاماً، حين رُفع علم الإمارات للمرة الأولى أمام قصر الضيافة، انطلقت أمة شابة برحلة جديدة لتحقيق الازدهار الوطني ورفاه شعبها، فكتبت فصلاً ملحمياً لتغيير الشرق الأوسط وإفادة البشرية.

الإمارات من أكثر الدول ازدهاراً
أضاف جيان أن خمسين عاماً من العمل الجاد شهدت مساراً تنموياً مستقلاً أطلقته الإمارات. تحت قيادة مثّلها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عمل الشعب الإماراتي بجد وسبر درباً فريدة للتحديث. لقد تحولت الإمارات من قرى صيد صحراوية إلى أهم مركز تجاري ومالي وشحن في الشرق الأوسط، كما إلى مركز للصناعات العالمية العالية التقنية. وبالنظر إلى كون ناتجها المحلي الإجمالي من أكبر ثلاثين ناتجاً قومياً على مستوى العالم، أصبحت الإمارات من أكثر الدول ازدهاراً حيث يعيش الناس فيها حياة هادفة ومُرضية بالتوازي مع تكاثر فرص التنمية.

تسامح وسعادة

ذكر السفير الصيني أن خمسين عاماً من التسامح حوّلت الإمارات إلى نموذج مثالي للتنمية المتنوعة والمنفتحة والشاملة. ذات مرة، قال الشيخ زايد: "التسامح واجب. إن التعامل مع كل شخص، بصرف النظر عن عقيدته أو عرقه كروح مميزة، هو سمة من سمات الإسلام". تتمسك دولة الإمارات بالانفتاح والتسامح، وترحب بالناس من جميع أنحاء العالم للعمل والعيش على أراضيها، مؤسِسة تعايشاً متناغماً بين عادات ثقافية ومعتقدات دينية وأنظمة اجتماعية مختلفة". لقد كانت الإمارات واحدة من الدول الأولى على تقرير السعادة العالمي لسنوات عدة.

اعتراف عالمي بالدور الإماراتي الفريد
لقد وضعت خمسون عاماً من بناء السلام دولة الإمارات في اتجاه تقدمي للحفاظ على التنمية والسلام الدوليين. تدرك الإمارات جيداً قيمة السلام والهدوء، هي الدولة الواقعة في الشرق الأوسط. لقد اتبعت دوماً سياسة خارجية مبنية على التوازن والاعتدال وحسن الجوار. هي تناصر حل الخلافات عبر المشاورات السلمية وتروج للسلام والاستقرار الإقليمي والدولي. منذ فترة غير بعيدة، تابع جيان، تم انتخاب الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن لدورة 2022-2023 وهو حدث يعكس اعترافاً واسعاً من المجتمع الدولي بالدور الفريد للإمارات.

بصفتها مانحاً نشطاً للمساعدات الخارجية، أرسلت الإمارات أيضاً كميات كبيرة من الإمدادات لمساعدة دول أخرى على مواجهة كوفيد-19. وبصفتها أيضاً مركزاً مهماً لتصنيع وتوزيع اللقاحات في الشرق الأوسط، تقدم الإمارات مساهمات قيّمة في الانتصار الكامل للبشرية على الجائحة.

روح ريادية وجرأة
ويسرد جيان كيف أنه ومنذ استلام منصبه في الإمارات، تأثر بشدة بالروح الريادية للشعب الإماراتي الذي يتمتع دوماً بجرأة أن يكون أول من يسعى إلى فرص الابتكار والتنمية. وأعرب الكاتب عن سروره العميق بنقاط التشابه الواسعة بين الصين والإمارات على مستوى فلسفتيهما ومساري التنمية والإصلاحات وحس الابتكار. وفي الوقت الذي تحتفل الإمارات بعيدها الوطني الخمسين، تفتح الصين فصلاً جديداً لبناء دولة اشتراكية حديثة وتمضي قدماً نحو تجديد عظيم لشباب الأمة الصينية وبوتيرة لا يمكن إيقافها.

رحلة رائعة للأعوام الخمسين المقبلة

إن تأسيس شراكة استراتيجية شاملة أوثق بين الصين والإمارات لا يلبي فقط متطلبات العصر الحالي بل أيضاً الرؤية المشتركة للشعبين الصيني والإماراتي. مع وقوفهما عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، ستعمل الصين والإمارات برؤية أوسع وذهن أكثر انفتاحاً وموقف أكثر ريادية لإنشاء نموذج تعاون متعدد الأبعاد وبناء معاً مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. ستفتح احتفالات اليوبيل الذهبي صفحة جديدة في تاريخ الإمارات المهيب وتبشر برحلة رائعة للسنوات الخمسين المقبلة.

أحلام الشيخ زايد
يستهشد جيان بما قاله مرة الشيخ زايد: "لقد كانت لدي أحلام كثيرة. لقد حلمت أن تواكب أرضنا وتيرة نمو العالم الحديث". يشير السفير الصيني إلى قناعة راسخة بأن الإمارات ستحقق حلم البلاد بالازدهار والتسامح والسعادة الدائمة تحت قيادة المسؤولين الإماراتيين وبفعل اجتهاد وذكاء الشعب الإماراتي. والصين مستعدة للعمل بلا كلل مع الإمارات لتطوير العلاقات الثنائية باعتباره "المهمة الكبرى لهذا القرن" وافتتاح حقبة جديدة من تحقيق الأحلام وتجديد عظيم لشباب وحيوية كلتا الدولتين.
وختم السفير الصيني مقاله متمنياً الازدهار للإمارات ولشعبها السعادة والصحة الجيدة ودوام الصداقة الصينية-الإماراتية إلى الأبد.