إيرانيون يتظاهرون احتجاجاً على شح المياه.(أرشيف)
إيرانيون يتظاهرون احتجاجاً على شح المياه.(أرشيف)
الجمعة 3 ديسمبر 2021 / 14:24

نيوزويك: نواب أمريكيون تخلوا عن أملهم بتعديل إيران سلوكها

ذكر القاضي والنائب السابق تيد بو أن كثيراً من زملائه النواب ما عادوا مصدقين لفكرة أن النظام الإيراني سيغير سلوكه بمفرده.

السياسات الحازمة من الداخل والضغط المؤيد للديموقراطية من الخارج هما الأمل الوحيد لانتزاع التغيير من الحكومة الإيرانية

ورأى في مقال بمجلة "نيوزويك" أن مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي استؤنفت في فيينا على الرغم من زيادة إيران نشاطاتها الخبيثة مؤخراً. لقد احتجزت طهران الشهر الماضي ناقلة نفطية في خليج عمان وقادت تدريبات عسكرية شاملة مستعرضة أصولاً عسكرية مختلفة بما فيها مسيّرات انتحارية مثل تلك التي استُخدمت في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

ومؤخراً، تفاخر الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي بأن بلاده تمتعت بمخزونات من اليورانيوم العالي التخصيب أكبر من تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الفصلي الأخير. لقد عين الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إسلامي في منصبه على أساس أنه سيستعدي الخصوم الغربيين ويقوض الاتفاق النووي. وليس إسلامي سوى واحد من المعينين الكثر الذين يجسدون الموقف الفائق التشدد للإدارة الرئاسية الجديدة في إيران، وفقاً لبو.

رأوا ذلك من قبل
إن سمعة وسلوك رئيسي يجعلان من الصعب جداً مقاربة الإعلان عن العودة إلى المحادثات النووية بشكل جدي. بينما يتوق بعض صناع السياسة الأمريكيين لرؤية التطورات في فيينا كإشارة إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة تبدي ميولاً تعاونية، فإن معظمهم يدركون الأمر بشكل أفضل. لقد رأوا ذلك من قبل ويعلمون ما ستكون عليه النتيجة. طوال خدمته في الكونغرس على مدى 14 عاماً، شاهد بو عدداً لا يحصى من المرات التي حظي خلالها المسؤولون الإيرانيون بإشادة على سلوكهم المعتدل قبل أن يقوموا لاحقاً باتباع مواقف أسلافهم المتشددة عبر تهديد المصالح الغربية وتقويض الأمن الدولي وقمع شعبهم بشدة.

ضعف ويأس
لقد تخلى العديد من زملاء بو عن مفهوم أن سلوك إيران سيتغير عبر جهود مسؤوليها وأدركوا أن تغييراً كهذا سيأتي على الأرجح من المجموعات الناشطة داخل المجتمع الإيراني. خلال محاضرة في واشنطن عُقدت الشهر الماضي، وصف نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس وصول رئيسي إلى الرئاسة كغاية هادفة إلى "سحق المعارضة الداخلية وترهيب شعب إيران كي يبقى صامتاً". لكنه لاحظ أيضاً أن اختيار رئيس متشدد إلى هذا الحد هو "إشارة إلى ضعف ويأس النظام المتزايدين". وأضاف بنس أن "واحداً من أكبر الأكاذيب التي باعها النظام الحاكم للعالم هو أنه لا بديل عنه. لكنْ هنالك بديل – منظم جداً، مستعد بالكامل، ومؤهل بشكل مثالي ومدعوم شعبياً يدعى منظمة مجاهدي خلق".

وجهان لعملة واحدة

ويوافق بو بنس في فكرته، إذ إنه تعامل مع هذه الحركة خلال سنواته في الكونغرس والتقى شخصياً بزعيمة المعارضة مريم رجوي. بحسب الكاتب، آن الأوان كي تستثمر الولايات المتحدة في الشركاء الحقيقيين داخل إيران عوضاً عن وجوه النظام غير الشعبية. في يناير (كانون الثاني) 2018، انتشرت تظاهرات شاملة في إيران على امتداد أكثر من 100 مدينة وبلدة. وشاركت قرابة 200 منطقة في تظاهرات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. في كلتا الحالتين، أطلق المتظاهرون شعارات مناهضة للسياسيين "الإصلاحيين" و"المتشددين" على أنهم وجهان لعملة واحدة. وتوقعت رجوي الشهر الماضي أن تتسم حكومة رئيسي بزيادة غير مسبوقة في "العدوانية والعداء" بين النظام الإيراني وشعبه.

ما حفز المقاطعة
رأى بو أن هذا العداء كان ظاهراً بشكل كامل في الانتخابات التي أوصلت رئيسي إلى السلطة في يونيو (حزيران) 2021، كما في الانتخابات التشريعية سنة 2020. قاد الشعب الإيراني مقاطعة واسعة للانتخابات من أجل إظهار عدم رضاه عن السياسيين الذين تختارهم طهران. وفقاً لبعض التقارير، أدلى أقل من 10% من الناخبين بأصواتهم لصالح رئيسي. وتفادى معظمهم العملية الانتخابية الصورية بالكامل بينما وضع البعض عمداً أوراقاً ملغاة في صناديق الاقتراع.

لقد عكست المقاطعة الرغبة نفسها بالتغيير الذي حدد الانتفاضات السابقة، لكن ما حفزها أكثر هو الاطلاع على سجل المرشح في انتهاك حقوق الإنسان وقمع المعارضة. يشير الكاتب إلى دور رئيسي في إعدام 30 ألف سجين سياسي سنة 1988 وفي قمع انتفاضة 2019 التي قُتل فيها ما لا يقل عن 1500 متظاهر سلمي.

واشنطن في موقف قوي
مع بروز نزاع داخلي في إيران، كتب بو أنه سيكون على المجتمع الدولي اتخاذ موقف منحاز. سيتطلع معظم العالم إلى الولايات المتحدة كي تبرهن عن قيادتها في هذا الصدد. يدعو الكاتب الولايات المتحدة كي لا تضيع أي وقت في دعم الشعب الإيراني وهو يعمل على تثبيت إرث تظاهرات 2018 و 2019 كما مقاطعة الانتخابات الأخيرة. إن تصرفات رئيسي الماضية تشكل أرضية لفرض عقوبات أمريكية وأممية إضافية على إيران عموماً والرئيس خصوصاً. والولايات المتحدة في موقف قوي لقيادة المسارين.

أمل وحيد
في واشنطن، التقى مؤخراً المشاركون الغربيون في الاتفاق النووي وقالوا إن لديهم ثقة جديدة بوحدتهم حول سياسة إيران. لكن النائب السابق رأى أن هذه الوحدة ستُهدر إذا تم توجيهها حصراً للتفاوض مع إدارة روحاني في محاولة عقيمة لتعزيز النزعات المعتدلة في النظام الحالي. إن السياسات الحازمة من الداخل والضغط المؤيد للديموقراطية من الخارج هما الأمل الوحيد لانتزاع التغيير من الحكومة الإيرانية.