أحد مسلحي حزب الله في جنوب لبنان (أرشيف)
أحد مسلحي حزب الله في جنوب لبنان (أرشيف)
الأحد 5 ديسمبر 2021 / 19:42

الانهيار اللبناني يكشف فساد حزب الله

يمارس حزب الله في المناطق اللبنانية سلطته فوق سلطات الدولة والمؤسسات الحكومية، فيقرر تعيين رئيس للحكومة وتشكيل الوزراء المناسبين له فيها، ويمنع استمرار التحقيقات بجريمة انفجار مرفأ بيروت، ويصل به الأمر إلى اختطاف المدنيين وقتلهم كما حصل مع لقمان سليم وغيره، أو احتجازهم والتحقيق معهم، ولو في مؤسسات حكومية أو أهلية لا علاقة له بها.

اختطاف
في إحدى البلدات بجنوب لبنان اختطف عناصر من حزب الله شخصين أحدهما لبناني والآخر سويدي كانا يقومان بجولة بالقرب من منزل الشخص الأول في قرية تدعى الشرقية.

عناصر الميليشيات أخذوا الشخصين المخطوفين إلى مقر البلدية، وهو مقر رسمي يمنع استعماله من قبل الأحزاب، وبدأوا التحقيق مع الشابين، ما دفع عائلة اللبناني بينهما، المدعو آدم حسين شعيب، إلى التدخل والتهديد بالاشتباك مع الميليشيات بحال لم يطلق سراحهما، ما أجبر عناصر حزب الله على إطلاقهما بعد نحو ساعتين.

المرفأ مجدداً
قبل أيام أعاد حزب الله إلى مرفأ بيروت، كامل المجموعة التابعة له، المسؤولة عن إدخال البضائع والمستوردات من الخارج، حيث تعمل هذه المجموعة خارج إطار مؤسسات الدولة، وتستعمل قوة سلاحها لتمرير المستوردات من بضائع تجارية أو عسكرية من دون مراقبة هيئة الجمارك أو الأمن العام والجيش، والميليشيات كما العادة تمتنع عن دفع الضرائب على ما يدخل المرفأ بحجة أن المواد مرسلة لإحدى جمعياتها "الخيرية"، ما يمنع عن خزانة الدولة مئات ملايين الدولارات سنوياً، وبدل أن تساهم هذه الأموال بوقف الانهيار فإنها تتحول إلى خزينة حزب الله أو ما يعرف بـ"القرض الحسن".

وأفاد مصدر بالجمارك اللبنانية لـ24 أن عدداً من التجار اللبنانيين الذين يرفضون العمل مع حزب الله، اشتكوا من إدخال الميليشيات بضائع هم وكلائها في لبنان، حيث يبيعها حزب الله بأسعار أرخص بسبب عدم دفعه الضرائب وما يعرف بالقيمة المضافة، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة لدى الوكلاء ويمنعهم من الاستمرار بعملهم بظل هذه الأزمة التي يعيشها لبنان.

ويشير المصدر إلى أن أحد الضباط الأمنيين طالب قبل اسابيع قليلة بتفتيش إحدى الحاويات القادمة من كولومبيا، بعدما شكّ بوجود ممنوعات أو مخدرات داخلها، ولكن عناصر الميليشيات تدخلوا سريعاً بأسلحتهم وأبعدوا القوى الأمنية من مكان رصف الحاوية ونقلوها سريعاً إلى الضاحية الجنوبية، معقل الميليشيات.

ولكن الأغرب هو ما يؤكده المصدر، حيث يشير إلى أن حزب الله عاد مجدداً لاستيراد مادة "نيترات الأمونيوم" التي أدت سابقاً إلى الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، والذي دمر نصف العاصمة اللبنانية.

ويلفت إلى أن حاويات الأمونيوم تنقل ليلاً نحو الضاحية الجنوبية أيضاً، بعدما هدد بعض ضباط الجيش بفضح وجودها ومحاولة إبقائها في المرفأ.

في هذا الوقت يستمر حزب الله باعتراضه على تحقيقات انفجار المرفأ، ويعطل عمل قاضي التحقيق عبر دعاوى عدد من الوزراء والنواب المطلوبين للعدالة، محاولاً إبقاء الوضع على ما هو عليه، والهدف الأساس عدم كشف دور الميليشيات بإدخال "النيترات" مع مواد متفجرة أخرى أدت للانفجار الكبير.