• واجهة محل اللبنانية أية صبرا بعد تحطيمه من مؤيدي حزب الله في الضاحية الجنوبية (تويتر)
    واجهة محل اللبنانية أية صبرا بعد تحطيمه من مؤيدي حزب الله في الضاحية الجنوبية (تويتر)
الإثنين 6 ديسمبر 2021 / 19:16

الضاحية الجنوبية لبيروت.. هل قلت داعش؟

عشرات الرصاصات النارية أطلقت على محل للتجميل النسائي في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، رصاصات دمرت المكان الذي افتتح قبل ساعات، لتنهي حلم صاحبته، آية صبرا بالعمل وتسديد ديونها.

ليلة أمس، افتتحت آية محلها المتخصص في الشؤون النسائية، جاء زوجها وعائلتها، وصفقوا لها لجهدها الكبير مع فريقها، حضر شبان وشابات من الحي للاحتفال معها، فالكل يعلم تعبها لتأمين "باب الرزق" هذا، والديون التي يجب سدادها شهرياً لتأمين لقمة العيش على مرارتها.

خلال الافتتاح رقص شابان أمام "صالون التجميل"، وصفق الحاضرون احتفالاً، وهو أمر لم يعجب عناصر حزب الله في المنطقة، فأرسلوا بعد منتصف الليل بعض مسلحيهم، أو كما سماهم الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي "دواعش الضاحية"، وبدأوا في إطلاق النار على المكان، فدمرت رصاصات كثيرة مؤسسة تجارية كلفت عشرات آلاف الدولارات.

وفي ساعات الصباح أطلقت الميليشيات "جيوشها الإلكترونية" لشتم صاحبة المحل "آية صبرا"، ووصل الأمر ببعضهم إلى السخرية منها، مطالبين بإغلاق باقي المؤسسات الشبيهة لمؤسستها.

ولم ينج المدافعون عن "صبرا" من الشتم أيضاً، وصولاً إلى التشكيك في القضية والقول إن الأمر خلاف سخيف بين امرأتين أو بين شركتي مواد تجميل.

ومن جهتها، نشرت "صبرا" عدداً من الفيديوهات تتحدث فيها عن مأساتها، وتحاول الوقوف قوية، ولكنها نبهت إلى أن "أصحاب القرار"، والمقصود هنا حزب الله، يتركون تجار المخدرات، والسلاح يعملون علناً، خاصةً أمام المدارس، لم تسكت "صبرا"، ولكن رسائل التهديد كانت لها بالمرصاد، ما أجبرها على إغلاق هاتفها والابتعاد عن بيتها، حتى تهدأ الأمور.

وكان اللافت غياب القوى الأمنية لساعات عن التحقيق في إطلاق النار وتدمير المؤسسة، بينما صورت كاميرات صغيرة منصوبة على شرفات الجيران، البناية التي خرج منها مطلق النار ومرافقيه الإثنين، ولحظة إطلاقهم الرصاص، ثم انسحابهم إلى مبناهم الذي يضم شقة تستعملها عناصر من حزب الله.

وعلق عشرات المتطرفين من المقربين لحزب الله بجملة قالوا فيها: "سلمت الأيادي"، فيما رد عليهم لبنانيون آخرون بالقول إن هذه التصرفات، "تطرف لا يقل تشدداً عن عناصر تنظيم داعش".