الثلاثاء 7 ديسمبر 2021 / 10:08

صحف عربية: "تصفير المشاكل" نهج خليجي لبناء جسور متينة بين دول المنطقة

بعد أقل من عام واحد على توقيع اتفاق العلا برعاية المملكة العربية السعودية، تشهد المنطقة زخماً دبلوماسياً كبيراً يسعى من خلاله قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتصفير المشاكل وتقوية الروابط الاقتصادية والسياسية بين الدول الأعضاء والدول المجاورة.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى طهران تأتي للتأكيد على ضرورة التواصل بين البلدين الجارين، وتطوير العلاقات إيجابياً.

جسور إماراتية
قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم، إن زيارة مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى طهران، واجتماعه إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تأتي في إطار جهود دولة الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون مع دول المنطقة، وضمن جولة شملت قبل ذلك تركيا وقطر والسعودية ومصر والأردن.
وأضاف الصحيفة، إن الإمارات التي تنتهج طريق الحوار والدبلوماسية من منطلق إيمانها باحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ترى في هذه الزيارة مناسبة للتأكيد على ضرورة التواصل بين البلدين الجارين، وتطوير العلاقات إيجابياً في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، والبناء على ما هو مشترك وإيجابي، وإدارة الرؤى المختلفة في إطار من الإيجابية والاحترام المتبادل.
وتؤكد، أن هذه الزيارة تأتي في ظروف صعبة ومعقدة، ووسط عالم مضطرب بالصراعات والتنافس الحاد، ومنطقتنا ليست بمنأى عن هذه المخاطر، حيث الاستقطاب الإقليمي والدولي بلغ مستوى يبعث على القلق، ما يستدعي التواصل والحوار مع دول المنطقة، ومن بينها إيران لإبعاد أية مخاطر قد تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها، وبما يمنع أية تطورات سلبية غير محسوبة.

حراك دبلوماسي
صحيفة "العرب" اللندنية قالت، إن منطقة الخليج تشهد حراكاً دبلوماسياً كبيراً هذه الأيام، سواء ما تعلق منه بالعلاقات بين دول المنطقة، أو ما اتصل بعلاقاتها الخارجية. وخرجت المنطقة من حالة الترقب التي عاشتها في السنوات الماضية بسبب خلافات داخل مجلس التعاون الخليجي، وكذلك في ظل الغموض الذي طبع علاقاتها مع الولايات المتحدة، ما قادها إلى بناء علاقات أكثر توسعاً مع دول أخرى ذات أهمية.

وبعد أيام قليلة من جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ثلاث دول خليجية، والتي كشفت عن أهمية المنطقة الاستراتجية دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً بالنسبة إلى باريس، تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الدوحة بحثاً عن اتفاقيات استثمارية كبرى، وهي زيارة تؤكد أهمية الخليج بالنسبة إلى تركيا كملاذ جدي للخروج من وضعها الصعب، وهو ما عكسته قبل ذلك نتيجة الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة وإعلانه عن إنشاء صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار.

وفي هذا الإطار أيضاً تأتي زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد إلى إيران، التي تتنزل ضمن استراتيجية "تصفير المشاكل" التي تعتمدها الإمارات وتبحث من خلالها إيران عن استثمار علاقاتها مع أبوظبي في تخفيف الضغوط الدولية عنها وتبديد مخاوف الخليجيين تجاه ملفها النووي وسياساتها الإقليمية. ويقول متابعون للشأن الخليجي إن زيارة الشيخ طحنون تظهر عزم الإمارات على تجسيد استراتيجية تصفير المشاكل لتطال الدول التي كانت العلاقة معها مثيرة للشكوك مثل تركيا أو بنيت على عداء ظاهر بسبب تناقض الأجندات الإقليمية، مشيرين إلى أن أبوظبي تسعى لتأكيد أن المشاكل الإقليمية لا تستعصي على الحل، وأن أي خلاف يمكن أن يفتح أمامه باب الحل إذا توفرت الشجاعة الدبلوماسية والرغبة في ذلك.

توافقات مثيرة
يقول الكاتب عبدالرحمن الراشد في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط"، قبل 335 يوماً، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الدول العربية الخليجية الخمس الأخرى إلى اجتماع في مدينة العلا، وطرح عليها مشروعه للمصالحة الجماعية. ثم تم توقيع "اتفاق العلا"، بحضور ممثلين من حكومتي مصر والولايات المتحدة، والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. حينها، قال أكثر المتفائلين، لنراقب، أمامنا 6 أشهر حتى نمتحن الاتفاق إن كان ذلك ممكناً، فالخلافات متعددة ومتشابكة فردية وجماعية، ولا يمكن أن تتم المصالحات دون تنازلات صعبة.

وأضاف الراشد، بعد نحو عام على ذلك الاتفاق في العلا، يمكننا الآن أن نقول إنه صمد، والمصالحات سارت ببطء وإلى الأمام، ومعظم القضايا الخلافية تم التوافق حولها، أو التعامل معها، من السياسية إلى القانونية. ولا بد من القول، أيضاً، إن جميع الحكومات قدمت تنازلات. رافقت المصالحات توافقات مفاجئة ومثيرة، أبرزها بين مصر وتركيا، التي تمت بعد اجتماعات تفصيلية عديدة.

الأمير محمد بن سلمان بدأ، أمس، من مسقط، زيارته للعواصم الخليجية الخمس. ستعزز رحلته ما بدأه في العلا، في الخامس من يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد استبقت زيارته أنباء عن المزيد من الانفراجات، كنتائج مكملة لـ"الاتفاق"؛ تركيا أبدت رغبتها في توسيع دائرة المصالحة مع السعودية برعاية أمير قطر لها، وزيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة قبل أسبوعين، ثم زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي إلى طهران أول من أمس، ولقاؤه الرئيس الإيراني، وخلال الأشهر الماضية عُقدت اجتماعات سعودية إيرانية في العاصمة العراقية.
ويختتم العام بنتائج "اتفاق العلا"، بـ"تصفير الخلافات" خليجياً، وتأثيراته الإيجابية على قضايا المنطقة، بالتوافق على تخفيف معظم التوترات الإقليمية.