الثلاثاء 7 ديسمبر 2021 / 14:16

وول ستريت جورنال: إيران وروسيا لا تأخذان بايدن على محمل الجد

دعت صحيفة "وول ستريت جورنال" قراءها للنظر إلى ما يجري حول العالم إذا كانوا يظنون أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه مشاكل في الداخل. فإيران وروسيا والصين تسعى إلى تأسيس هيمنة إقليمية جديدة ولا يبدو أن رؤساءها يعتقدون أن نظيرهم الأمريكي سيفعل أي شيء لمنعهم من ذلك.

تتوقع الولايات المتحدة عواقب وخيمة إذا اجتاحت روسيا أوكرانيا، لكنها لم تبع المزيد من الأسلحة لكييف ولم تستطع حشد الكثير من التحرك الجماعي خلال الاجتماع الوزاري لدول حلف شمال الأطلسي

لقد كشفت إيران عن ازدرائها المناشدات الأمريكية الأسبوع الماضي خلال المحادثات النووية التي استؤنفت في فيينا. وافتتحت الولايات المتحدة إجراءاتها الديبلوماسية مع إعفاء بيع إيران التيار الكهربائي إلى العراق من العقوبات. كانت النتيجة أن اعترف مسؤول أمريكي بارز السبت بعدم إظهار إيران أي إرادة في إبطاء تخصيبها اليورانيوم حتى أنها تراجعت عما توافقت إليه مع الأطراف الأخرى خلال الجولات السابقة من المفاوضات.

عناد إيراني... ما الرد؟

أطلع المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون الإعلام على العناد الإيراني لكنهم بدوا حائرين بشأن كيفية الرد. وقال مسؤول أمريكي إن الإيرانيين "يواصلون تسريع برنامجهم النووي بطرق استفزازية تحديداً" حيث شكل "استفزازهم الأخير" استعداداً لمعاودة التأكيد على إمكاناتهم في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في منشأة فوردو السردية. يظهر أن الأمر جدي، تابعت الصحيفة. وتساءلت "إذاً ما الذي تستعد الولايات المتحدة لفعله؟" قبل أن تجيب: "ستستجدي إيران أكثر بقليل للعودة إلى الطاولة بموقف أفضل".

مشكلة بايدن الأساسية
يقول المسؤول الأمريكي نفسه: "العالم مستعد لدعم عودة متبادلة إلى الامتثال من قبل كلا الجانبين. العالم مستعد حتى للانخراط اقتصادياً مع إيران وديبلوماسياً مع إيران. لكن من أجل ذلك، على إيران إظهار الجدية حول الطاولة والاستعداد للعودة خلال فترة قصيرة إلى الامتثال للاتفاق". توضح الصحيفة أن مناشدة إيران كي تفعل ما رفضت فعله سيعزز وجهة النظر الإيرانية القائلة إن طهران لن تدفع أي ثمن إذا واصلت تخصيب اليورانيوم حتى تصل إلى عتبة الحصول على قنبلة.

إن المشكلة الأساسية لإدارة بايدن تكمن في أنها وصلت إلى السلطة معتقدة أن التهديد الأساسي لاستقرار العالم كان دونالد ترامب. لقد بدا فعلاً أنها آمنت بفكرة عودة النظام الإيراني إلى اتفاق 2015 إذا عرضت الولايات المتحدة إنهاء العقوبات على إيران.

من حملة الضغط إلى حملة المناشدات

خففت الولايات المتحدة بعض العقوبات بشكل استباقي ولم تكن تنوي محاسبة إيران بسبب رفضها السماح بدخول المفتشين الأمميين لمراقبة تطور برنامجها النووي. وحين سئل إذا كانت الولايات المتحدة ستقترح قرار إدانة ضد إيران داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تهرب المسؤول الأمريكي من الإجابة. في هذه الأثناء، تشتري الصين النفط الإيراني في خرق للعقوبات الأمريكية ولا تقوم الولايات المتحدة بالشيء الكثير حيال ذلك. لقد أضعف بايدن حملة الضغط الأقصى التي فرضها ترامب على برنامج إيران النووي ولم يستبدلها إلا بالمناشدات الديبلوماسية.

أمريكا... بين ما تعتقده وما تفعله
وانتقلت الصحيفة إلى الموضوع الروسي، حيث ذكرت أن الإدارة سربت خبراً يوم الجمعة تشير فيه إلى اعتقادها بتحريك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته استعداداً لغزو أوكرانيا أوائل 2022. وقال مسؤول أمريكي لصحيفة واشنطن بوست إن "الخطط تشمل تحريكاً مكثفاً لمئة كتيبة تكتيكية مع ما يقدر بنحو 175 ألف فرد، إلى جانب المدرعات، المدافع والمعدات".

تتوقع الولايات المتحدة عواقب وخيمة إذا اجتاحت روسيا أوكرانيا، لكنها لم تبع المزيد من الأسلحة لكييف ولم تستطع حشد الكثير من التحرك الجماعي خلال الاجتماع الوزاري لدول حلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي. يقول البيت الأبيض إن بايدن سيتحدث مع بوتين في مكالمة هاتفية الثلاثاء، على الرغم من أن الروس أصبحوا أكثر عدوانية بعد قمة جنيف، بحسب الصحيفة.

سينتهزون الفرصة
وصل بايدن إلى الرئاسة واعداً باستخدام لغة صلبة مع بوتين بعكس لغة ترامب، لكن تحركات بايدن كانت أضعف من تحركات سلفه. لقد رفع العقوبات الأمريكية عن مشروع نورد ستريم 2 الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، حتى مع محاولته تقييد إنتاج النفط والغاز الأمريكيين عند كل منعطف. إن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية يقوي بوتين وإيران.

لقد نسيت الصحافة الأمريكية أفغانستان، لكن سائر العالم لم يفعل ذلك. من الصعب معرفة سلسلة الأسباب والنتائج لذلك الحدث لكن يبدو أن الترجيحات تتزايد بشأن بروز شكوك لدى خصوم الولايات المتحدة بشأن التزاماتها وبشأن حكم الرئيس. وهم يهدفون إلى الاستفادة من الوضع بحسب الصحيفة.