الأربعاء 8 ديسمبر 2021 / 13:27

تلغراف: عدم سعي إيران لأسلحة نووية كذبة مكشوفة

أشار محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية كون كوغلين إلى إصرار آيات الله في إيران طوال عقود على أن طموحاتهم النووية سلمية بالكامل رافضين أي ادعاء بأنهم يسعون إلى أسلحة نووية.

بينما لا تزال إدارة بايدن متمسكة بالاعتقاد بإمكانية إعادة إحياء الاتفاق النووي، يبدو المسؤولون العسكريون الأمريكيون أقل اقتناعاً بهذه الرؤية

 
 حتى حين كان يتم تقديم دليل عالي الموثوقية من قبل وكالات استخبارية غربية مثل سي آي أي على أن إيران تسعى إلى بناء أسلحة نووية، كان النظام يحيل متهميه إلى فتوى يُزعم أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أصدرها وهي تحرم حصول إيران على هذه الأسلحة.

سذاجة غربية
يقال إن الفتوى كانت نابعة من تصريحات أدلى بها خامنئي في 2003 حرم فيها تصنيع واستخدام أسلحة الدمار الشامل حين سئل النظام عن جوانب غير معلنة من برنامجه النووي مثل منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم والتي لديها الإمكانات لإنتاج مواد تدخل في صناعة الرؤوس الحربية النووية. أضاف كوغلين أن القادة الغربيين صدقوا بسذاجة نفي إيران السوك السيئ. كجزء من جهوده غير الحكيمة للموافقة على اتفاق نووي مع طهران، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2013 أن "المرشد الأعلى أصدر فتوى ضد تطوير أسلحة نووية".

اعتراف استثنائي
سقطت ادعاءات إيران ببراءتها عقب الاعتراف الاستثنائي لأحد أبرز خبراء البلاد النوويين والذي قال إن إيران احتفظت ببرنامج سري للأسلحة النووية طوال سنوات. في مقابلة نشرت عشية إعادة استئناف المفاوضات في فيينا، كشف الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فيريدون عباسي-دواني أن إيران أنشأت "نظاماً" لتطوير سلاح ذري على الرغم من فتوى المرشد الأعلى. كان هدف المقابلة التي أحيت الذكرى الأولى لاغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده، شرح أساليب عمل الأخير.

عوضاً عن ذلك، قام عباسي-دواني، عن قصد أو عن غير قصد، بتوفير أول تأكيد لمسؤول بارز في النظام على الطموح الطويل المدى لطهران بالحصول على أسلحة نووية: "على الرغم من أن موقفنا بشأن الأسلحة النووية المبني على الفتوى العلنية للمرشد الأعلى لجهة تحريم الأسلحة النووية هو واضح تماماً، أسس فخري زاده هذا النظام، وهاجسه لم يكن مجرد الدفاع عن بلدنا". بعبارة أخرى، كانت نوايا إيران تطوير الأسلحة التي يمكن استخدامها لتهديد أعدائها في المنطقة مثل إسرائيل.

خدمة جليلة
في كثير من النواحي، قدم عباس-دواني خدمة جليلة للعالم، بما أن هذا التوضيح المساعد يعني أنه مع استئناف المحادثات النووية في فيينا، لم يعد على المفاوضين الغربيين العمل تحت وهم أن نوايا إيران النووية لا تفرض أي تهديد. وفيما تقدم تصريحات عباسي-دواني حقائق غير مناسبة لبعض المدافعين عن إيران مثل رئيس غرفة التجارة البريطانية-الإيرانية اللورد نورمن لامونت، يجدر بها أن تشجع الغرب على اتخاذ موقف أكثر تشدداً بكثير مع إيران. وتهدف مشاركة الأخيرة في محادثات فيينا إلى رفع العقوبات الاقتصادية أكثر من تقديم أي تنازلات حقيقية بشأن نشاطاتها النووية، وهذا ما أظهرته مسودة الوثيقة التي قدمتها الأسبوع الماضي.

موقف إيران أكثر صدامية
تابع كوغلين كاتباً أن موقف إيران دفع وزير الخارجية الأمريكي المنضوي في فريق الحمائم عادة إلى التقليل من أهمية أي احتمال بحدوث خرق: "يجب أن أقول لكم، الخطوات الأخيرة، الخطابات الأخيرة، لا تعطينا الكثير من أسباب التفاؤل". ودفع نهج إيران رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى الدعوة لـ"وقف فوري" للمحادثات. بالفعل، أصبح موقف إيران أكثر صدامية منذ انتخاب المتشدد ابراهيم رئيسي رئيساً لإيران في الصيف. واتهمت بريطانيا إيران بإخضاع المفتشين الأمميين لعمليات تفتيش جسدية في إطار حملة ترهيب هادفة إلى منع مراقبة المنشآت النووية الحساسة.

لم يعد بإمكان العالم القبول بها

وبينما لا تزال إدارة بايدن متمسكة بالاعتقاد بإمكانية إعادة إحياء الاتفاق النووي، يبدو المسؤولون العسكريون الأمريكيون أقل اقتناعاً بهذه الرؤية. في منتدى حوار المنامة، أوضح كبار المسؤولين في الجيش الأمريكي أن الحلول العسكرية للتعامل مع برنامج إيران النووي مطروحة بقوة على الطاولة. واعتمد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الذي التقى بنظيرته البريطانية ليز تروس الأسبوع الماضي وجهة نظر مشابهة، مشيراً إلى أن تهديداً عسكرياً جدياً وحده قادر على وقف برنامج إيران النووي.

وأكد كوغلين ختاماً أنه بالنظر إلى الاحتمال المروع في امتلاك إيران أسلحة نووية، لم يعد بإمكان العالم القبول بكذبتها المكشوفة حول أن نواياها النووية سلمية.