رئيس الوزراء السوداني المستقيل عبد الله حمدوك (أرشيف)
رئيس الوزراء السوداني المستقيل عبد الله حمدوك (أرشيف)
الإثنين 3 يناير 2022 / 11:55

عبدالله حمدوك...من منقذ إلى مستقيل

أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مساء أمس الأحد، استقالته من منصبه بعد 6 أسابيع من إعادته إلى المنصب في إطار اتفاق سياسي مع الجيش.

عمل حمدوك قبل أن يصبح رئيساً للوزراء بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا والبنك الأفريقي للتنمية، ومستشاراً خاصاً لبنك التجارة والتنمية في إثيوبيا.

وقد درس حمدوك الاقتصاد بجامعتي الخرطوم ومانشستر.

واختاره مجلس السيادة رئيساً للحكومة في أغسطس(آب) 2019، والمجلس هو الهيئة الحاكمة التي تشكلت من المدنيين والعسكريين للإشراف على الانتقال الديمقراطي بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

وقال حمدوك لدى توليه منصبه، إن "من أولوياته حل الأزمة الاقتصادية العميقة، وعبء الدين العام الخانق، ونشر السلام في ربوع البلاد بعد حروب أهلية طويلة".

وسرعان ما بدأ حمدوك محادثات مع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي لبحث إعادة هيكلة ديون السودان، كما بدأ محادثات مع الولايات المتحدة لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والذي عزل السودان عن النظام المالي العالمي منذ 1993. 

وخلال الفترة التي رأس فيها حمدوك الحكومة، قبل صندوق النقد إدراج السودان ضمن مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون، بناء على التزام البلاد بإصلاحات على صعيد الاقتصاد الكلي، وأدى ذلك إلى تأهل السودان أخيراً للإعفاء من ديون والحصول على أموال جديدة.

وكان من الإصلاحات الاقتصادية الرئيسية التي عمل حمدوك على تنفيذها، رفع الدعم عن الوقود الذي كان يكلف الدولة مليارات الدولارات سنوياً، وخفض قيمة العملة السودانية وتعويمها، كما سعى إلى فرض سيطرة الحكومة على الشركات المملوكة لقوى الأمن.

وقبل أسابيع قليلة من عزله من منصبه، اعترف حمدوك بالصعوبات الناجمة عن الإصلاحات لكنه أبدى أمله في ظهور أثرها الإيجابي بسرعة، وقال إن "الشعب السوداني دفع ثمناً غالياً للإصلاحات، ولابد من تحقيق تطلعاته".

وحمدوك من أنصار الانتقال إلى الحكم المدني في السودان، ومع تزايد التوتر بين الجيش والمدنيين في الإدارة المشتركة في سبتمبر(أيلول) الماضي، قدم حمدوك خارطة طريق للخروج من الأزمة وقال إنه "ليس محايداً أو وسيطاً في النزاع" وأن موقفه "الواضح والثابت هو الانحياز الكامل للانتقال الديمقراطي المدني".

وحقق له موقفه التأييد الشعبي، وخلال المظاهرات احتجاجاً على الانقلاب رفع المتظاهرون صور حمدوك، وعلقوا لافتات عليها صوره.

وبعد توقيع اتفاق للعودة رئيساً للوزراء، وهي خطوة عارضها كثير من المحتجين، والشخصيات السياسية التي أيدته في السابق، قال حمدوك إنه فعل ذلك لوقف إراقة الدماء، بعد مقتل العشرات من المدنيين خلال المظاهرات.