الإثنين 17 يناير 2022 / 12:06

وول ستريت جورنال: مفاوضات موسكو مع الغرب ذريعة لشن عدوان على أوكرانيا

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الكرملين لم يكن جادًا في التفاوض مع الغرب حول أوكرانيا، وأن المفاوضات الروسية- الأمريكية الأخيرة كانت "ذريعة من قبل موسكو لشنّ عدوان".

إذا كان ينوي بالفعل شنّ عملية عسكرية ضد أوكرانيا، فلا يزال بإمكانه القيام بذلك

وكان مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن صرح بأن المحادثات سيتيح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاختيار بين الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية المتعثّرة.

وبعد أسبوع، وعقب محادثات في ثلاث مدن أوروبية شارك فيها مسؤولون من عشرات الدول، قال مسؤولون بالبيت الأبيض وكبار الدبلوماسيين إنهم ما زالوا لا يعرفون المسار الذي ستسلكه موسكو.

مواقف وتهديدات

وأسفرت المحادثات المكثّفة بين روسيا والحلفاء الغربيين عن مواقف وتهديدات، لكنها انتهت مع عدم اقتراب الجانبين على ما يبدو من حلّ للمواجهة التي يمكن أن تتحوّل إلى واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ عقود.

وتصاعدت التوترات يوم الجمعة. وقالت أوكرانيا إنها استُهدفت بهجوم إلكتروني واسع النطاق نسبته إلى روسيا، وكشف البيت الأبيض إن لديه معلومات استخباراتية تفيد بأن موسكو خططت لعمليات "كاذبة" في شرق أوكرانيا من شأنها أن تخلق ذريعة لغزو.

وقالت المسؤولة الدفاعية السابقة في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إيفلين فاركاس: "من الصعب القول ما إذا كان للمحادثات أي تأثير على تفكير بوتين لأنه لا يُمكن قراءة أفكاره"و "إذا كان ينوي بالفعل شنّ عملية عسكرية ضد أوكرانيا، فلا يزال بإمكانه القيام بذلك".

فشل سياسة الجزرة والعصا

وكان المسؤولون الأمريكيون يأملون في أن تشجّع سياسة الجزرة- عرض المحادثات الجديدة حول نشر الصواريخ وتدريبات القوات- والعصا- في شكل عقوبات مالية وضوابط التصدير- بوتين على الانخراط في الدبلوماسية بدلاً من مهاجمة أوكرانيا.

لكن خلال المحادثات، كرّرت موسكو المطالب الرئيسية التي رفضتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وطلبت روسيا من حلف شمال الأطلسي التخلّي عن التوسّع المستقبلي، وكبح علاقات الحلف مع أوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، وتقييد الانتشار العسكري على أراضي أعضاء الحلف من أوروبا الشرقية.

وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن عدم ثقة متزايد في موسكو، كما أن حشد القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا جعل من الصعب على الناتو والجانب الأمريكي الاستمتاع بأفكار روسيا حول مستقبل الأمن الأوروبي.

تهديد حقيقي
وقال المسؤولون الأمريكيون إن التهديد بغزو روسي لأوكرانيا "حقيقي"، بدليل غزو موسكو لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014، وإثارة حرب انفصالية في شرق أوكرانيا، محذّرين من أنهم يرون نفس العلامات على صراع وشيك.

وقال المستشار السابق للبيت الأبيض بشأن روسيا جيفري إدموندز إن إصرار موسكو على المطالب الأمنية التي يعرف الكرملين أنها غير عملية، يثير التساؤل عما إذا كانت المحادثات ليست سوى ذريعة للعدوان.

وأضاف: "سلوك الروس خلال هذه المرحلة التفاوضية بأكملها، يُظهر أنه لم تكن هناك أبداً أي رغبة حقيقية للتوصل إلى موقف تفاوضي".
ومع ذلك، فإن الصعوبات في المحادثات والنهج الروسي الصارم على الأرض ضد أوكرانيا يمكن أن يكون جزءاً من تكتيكات موسكو التفاوضية المتقنة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى روسيا ساندي فيرشبو: "ينجح الروس على الأقل في نوع من زعزعة ثقتنا - هذا ما يفعلونه في المفاوضات"، مضيفة أن "الدبلوماسية ربما لم تأخذ مجراها".

خيارات في حال انهيار المفاوضات

وإذا انهارت المحادثات، يشعر الأوكرانيون بالقلق من أن روسيا قد تقوم بغزو واسع النطاق.
وقال أوليكسندر دانيليوك، السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي الأوكراني، إن أحد الخيارات يتمثّل في عملية واسعة النطاق تهدف إلى الاستيلاء على النصف الشرقي من أوكرانيا، أو الإطاحة بالحكومة أو إجبارها على التفاوض.

وأضاف أن الخيار الثاني يتمثّل في هجوم باستخدام الصواريخ والضربات الجوية لتدمير البنية التحتية العسكرية والنقل، والاستفادة من الدفاعات الجوية التي عفا عليها الزمن في أوكرانيا.وقال دانيليوك: "العدوان الواسع سيخيف الغرب، وسيكونون مستعدين للتحدث".

من ناحية أخرى، لم يستبعد بعض المُحلّلين أن تستخدم روسيا أجهزتها العسكرية والأمنية للتدخّل في أوكرانيا، لكنّها لا تصل إلى حد الغزو العسكري الكامل، وربما تتجنّب أقسى العقوبات والضغط من المجتمع الدولي.

وقالت فيرشبو، الخبير الروسي في مركز أبحاث "المجلس الأطلسي": "قد يكونون قادرين على خلق المزيد من الانقسامات في الغرب مع المزيد من الاعتداءات المتدرّجة".