(صحف 24)
(صحف 24)
الإثنين 17 يناير 2022 / 10:21

صحف عربية: الأزمة الأوكرانية.. هل تؤسس لنظام عالمي جديد؟

24 - أحمد إسكندر

تتزايد التهديدات الروسية على طول الخطوط مع أوكرانيا مع رغبة الأخيرة الجامحة للانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في محاولة للخروج من ملحق الاتحاد السوفيتي التي تحلم روسيا تحت قيادة القيصر بوتين باحيائه من جديد.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم الإثنين، لا يزال سيناريو الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا قائماً بقوة خاصة بعد فشل ثلاث جولات من المفاوضات التي يجريها الغرب مع موسكو لحل الأزمة مع كييف. وفي ظل تصلب مواقف جميع الأطراف بشأن سبل تجاوز الأزمة مع ترجيح أن ينصاع الغرب في نهاية المطاف إلى شروط روسيا التي أثبتت أنها لا تساوم إذا ما تعلق الأمر بفنائها الخلفي.

خيبة أمل
من جانبها تحدثت صحيفة "العرب" اللندنية عن الدعوات الأوكرانية لدول الاتحاد الأوروبي وأخرها لألمانيا على تزويدها بالسلاح، في ظل تصاعد احتمالية غزو روسيا لكييف، بعد فشل ثلاث جولات لمفاوضات غربية مع موسكو التي أرسلت المزيد من الجنود إلى الجبهة على طول الحدود.

واعتبرت كييف أن إحجام حكومة يسار الوسط الألمانية الجديدة عن تقديم الأسلحة "مخيب للآمال للغاية"، نظراً لاحتشاد القوات الروسية على الحدود مع رفض المطالب الروسية الخاصة بالحصول على ضمانات رسمية بعدم انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو مطلقاً، مضيفة أن واشنطن "لن تسمح لأي أحد بإغلاق سياسة الباب المفتوح التي يتبعها الناتو".

وبحسب الصحيفة أبدى الجانب الأمريكي استعداده لبحث فرض قيود على أنظمة الصواريخ الغربية والتدريبات العسكرية في أوكرانيا وحولها، فيما لم يلتزم الجانب الروسي بإجراء مباحثات لاحقة، وأعربت مصادر المخابرات الغربية والخبراء العسكريون الغربيون عن انزعاجهم إزاء ما تردد عن حشد القوات الروسية، وتحركاتها غير العادية على طول الحدود الروسية الأوكرانية، ومع ذلك يواصل المسؤولون الروس تأكيدهم على أنه ليست لدى روسيا خطط لمهاجمة أوكرانيا، وأن لهم الحق غير القابل للتفاوض في نشر القوات ونقلها إلى حدودها حسبما يتراءى لها.

مواقف متباينة
وتحدثت صحيفة "الشرق الأوسط" عن تصريحات المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، التي اعتبر فيها أن مواقف الدول الغربية وروسيا لا تزال "متباينة بالكامل"، حول مسألة الأمن في شرق أوروبا، رغم محادثات هذا الأسبوع حول الأزمة الأوكرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب وأمريكا يتهمون موسكو بنشر نحو 100 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية، تمهيداً لاجتياح محتمل. كما ذكرت الاستخبارات الأمريكية أن موسكو نشرت عناصر في شرق أوكرانيا بهدف تنفيذ عمليات تخريب، غايتها إيجاد ذريعة لشن هجوم، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، لكن الكرملين رفض هذه الاتهامات.

وبينت الصحيفة أن الجانب الروسي رفض تلويح الولايات المتحدة بفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، في حال غزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن ذلك سيكون ذلك خطأ فادحاً، لأنه سيؤدي إلى وقف أي علاقة بين البلدين (أمريكا وروسيا على كافة الأصعدة. وتمارس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون ضغوطاً على روسيا لسحب حشود قواتها من الحدود مع أوكرانيا، في حين تريد موسكو من الغرب الموافقة على سلسلة طويلة من المطالب قدّمتها على أنها "ضمانات أمنية".

نظام جديد
وأوضحت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها أن لكل حرب أدواتها ووسائلها، وأدوات الحرب الحالية تختلف عن سواها من حروب إقليمية وعالمية. الصراع الحالي بين روسيا من جهة والدول الغربية من جهة أخرى حول أوكرانيا ومجمل ساحة أوروبا الشرقية، وأيضاً بين الصين من جهة والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى، حول بحر الصين الجنوبي وتايوان، والنفوذ في جنوب شرق آسيا، يأخذ مديات واسعة سياسية واقتصادية وسياسية وعسكرية وتقنية وسيبرانية، وعلى نتائجها سيتحدد شكل النظام العالمي الجديد إن كان من خلال المفاوضات، أو في الميدان.

وبينت الصحيفة أن أي نظام دولي جديد لا يقوم من تلقاء نفسه؛ بل نتيجة مخاض عسير ومؤلم تفرضه التحولات الدولية وموازين القوى، إما من خلال الحروب، وإما من خلال الحوار والتوصل إلى صيغة مقبولة للمشاركة. وما يجري الآن على الساحة الأوروبية بشأن أوكرانيا، وتمدد حلف الأطلسي شرقاً باتجاه حدود روسيا، وارتفاع سقف المواجهة، ورفض تقديم أي تنازلات من الجانبين، وأيضاً تصاعد حدة النزاع بين الصين والولايات المتحدة، وقيام تحالفات أمنية وعسكرية على اتساع ساحة جنوب شرق آسيا بهدف تطويق الصين، كل ذلك هو الوجه الحقيقي للصراع على النظام الدولي الذي تصر الولايات المتحدة على البقاء وحيدة في قيادته.

وبحسب الصحيفة كل ذلك يشير إلى أن هذه الدول تريد حسم مسألة النظام الدولي، وذلك لن يتحقق إلا من خلال المزيد من سياسة "عض الأصابع" أو "حافة الهاوية"، ومن ثم التوصل إلى صيغة اتفاق، وإلا فإن العالم سيشهد مواجهة ساخنة ومدمرة قد تتجاوز حدود الدول المعنية، وقد لا يبقى معها أي نظام دولي.