صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 20 يناير 2022 / 11:34

صحف عربية: الخناق يضيق على الحوثيين عسكرياً وسياسياً

24. إعداد: شادية سرحان

في تضامن عالمي راسخ مع دولة الإمارات ضد الإرهاب الحوثي، والذي فرض مزيداً من العزلة والغضب الدولي على هذه الميليشيا الإرهابية"، تتواصل الإدانات العربية والعالمية، لليوم الثالث على التوالي، لاستهداف ميليشيات الحوثي منشآت مدنية في دولة الإمارات، فهذه الجريمة الإرهابية النكراء، جاءت لتعزز من أزمة هذه الميليشيات وتكشف وجهها الحقيقي بوصفها جماعة إرهابية تشكل خطراً على الأمن الإقليمي برمته.

ووفق صحف عربية صادرة، اليوم الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن وضع ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهارب مجدداً هي مسألة قيد النظر، فيما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لن تتوانى عن استهداف الكيانات التي تزيد الصراع في اليمن.

واشنطن تهدد
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليلة الخميس، أن وضع ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهارب مجدداً هي مسألة قيد النظر، مشيراً في الوقت نفسه إلى صعوبة إنهاء الحرب في اليمن.

وأضاف بايدن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بمناسبة مرور عام على توليه الرئاسة في الولايات المتحدة: "ننظر في إعادة إداراج الحوثيين في قائمة الإرهاب".

ورحبت بعثة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن بتصريح بايدن بشأن إعادة ميليشيات الحوثي إلى قائمة الإرهاب، في تغريدة على حسابها في تويتر.

وقالت السفارة الإماراتية في واشنطن، في تغريدة ثانية على حسابها في تويتر، إن السفير يوسف العتيبة، بحث الأمر ذاته مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، خلال لقاء جمعها، الأربعاء، في البيت الأبيض.

وأفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلاً عن وزارة الخارجية الأمريكية قولها إنها "لن تتوانى عن استهداف الكيانات التي تزيد الصراع في اليمن"، مضيفة في تصريحات لها أن الإدارة الأمريكية ستعاقب قادة الحوثيين الذين يشكلون خطراً على المدنيين، مضيفةً أن إدارة الرئيس جو بايدن عاقبت وستعاقب قادة الحوثيين المساهمين في التصعيد.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقوف الولايات المتحدة إلى جانب دولة الإمارات في "مواجهة التهديدات التي تستهدف أمنها وسلامة أراضيها". ودعا إلى "ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم تجاه مثل هذه الممارسات العدوانية".


الحسم الإماراتي
من جانبه، قال الكاتب والإعلامي يوسف حداد، في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن "الجريمة الإرهابية التي نفذتها ميليشيات الحوثي الانقلابية ضد منشآت مدنية على الأراضي الإماراتية في العاصمة أبوظبي، لم تكن سوى محاولة يائسة من قبل هذه الميليشيات والقوى التي تقف خلفها لصرف الانتباه عن خسائرها العسكرية المتفاقمة وانهيار جبهاتها القتالية في جنوب اليمن".

وأضاف أن "هذه الجريمة الإرهابية النكراء، التي أرادت ميليشيا الحوثي الإرهابية من خلالها تصدير أزمتها الداخلية للخارج وتحسين صورتها عبر انتصارات وهمية، جاءت لتعزز من أزمة هذه الميليشيات وتكشف وجهها الحقيقي بوصفها جماعة إرهابية تشكل خطراً على الأمن الإقليمي برمته، وليست طرفاً يمكن الحوار أو الحديث معه لبناء سلام مستدام يخدم مصالح الشعب اليمني والأمن الإقليمي".

وتابع "الإمارات دولة سلام وتسامح وهي صديقة لجميع دول العالم وقواه، واستهدافها بهذا العمل الإرهابي الجبان بعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي كله أن هذه الميليشيا لا تستهدف سوى تهديد الأمن والاستقرار الإقليمي، ومن هنا جاء التضامن العالمي الواسع وغير المسبوق مع دولة الإمارات في مواجهة هذه العمل الإرهابي، والذي فرض مزيداً من العزلة والغضب الدولي على هذه الميليشيا الإرهابية".

وأردف "الإمارات أثبتت بوضوح خلال العقد الماضي أنها قوة عسكرية لا يستهان بها، وهي قوة بالأساس لخدمة الاستقرار وحماية الأمن الوطني، وبالتالي فإن محاولة استهداف الأمن الوطني من خلال هذه الهجمات العبثية، استدعى ويستدعي رداً عسكرياً حاسماً وحازماً من الإمارات وقوات التحالف العربي بصورة عامة"، مضيفاً "هذا الموقف الإماراتي الحاسم يبعث برسالة واضحة لا تقبل التأويل، مفاداها أن دولة الإمارات لن تتهاون في العمل من أجل حماية أمنها الوطني، وردع من تسول له نفسه الإضرار به".

وأشار الكاتب إلى أن "هذا الحسم الإماراتي في مواجهة الميليشيات الحوثية وغيرها من الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تعمل من أجل نشر الفوضى والإرهاب والعنف في منطقتنا والعالم، يجب أن يترافق مع حسم مماثل من قبل المجتمع الدولي برمته في مواجهة هذه الميليشيات وممارساتها وأعمالها الإجرامية".

وأكد الكاتب في ختام مقاله أنه "لايمكن الصمت على الخطر المتصاعد الذي تشكله ميليشيات الحوثي الإرهابية على الأمن والسلم الإقليمي والدولي أو تجاهله من جانب المجتمع الدولي، لأنه ربما يبعث برسالة سلبية للميليشيات الطائفية والمسلحة المنتشرة في العديد من دول المنطقة، والمدعومة من نفس القوى الإقليمية، ويجعلها تتبنى نفس السلوك الذي ينتهك القانون الدولي ولا يقيم وزناً للسيادة الوطنية للدول، والنتيجة هي تفاقم حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة".

العالم يتضامن
وبدوره، قال جمال الكشكي، في صحيفة "البيان" الإماراتية، إن "الاعتداء الحوثي على مناطق ومنشآت مدنية في أبوظبي، يمثل جريمة نكراء، أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية"، مضيفاً أن "الحادث يحتاج إلى قراءة وتأمل. تداعيات ما يسمى بالربيع العربي لا تزال قائمة، وكلاء الفوضى والتخريب يستثمرون الفرص جيداً، يواصلون استراتيجيات التجريب وتكتيكات جس النبض".

وتابع قائلاً: "ردود الأفعال تجاه الجريمة النكراء، تؤكد قيمة وأهمية دولة الإمارات، العالم يتضامن مع الشعب الإماراتي، التضامن واجب وطني، اللحظة كاشفة، العرب يد واحدة، الحفاظ على الأمن القومي العربي، يساوي بالضرورة استقرار المنطقة، ليس لدى العرب رفاهية المشاهدة فقط، ولم تعد الخرائط العربية تحتمل هزات جديدة، الرسالة واضحة، لا يجب السماح بالتجريب في المنطقة مرة ثانية".

وأضاف أن "هذه الجماعة التي ارتكبت أبشع الجرائم الإرهابية في حق الشعب اليمني، تحاول الخروج من حدودها الضيقة، بهدف زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، في محاولات بائسة وفاشلة، لنشر الفوضى في المنطقة".

وأكد الكاتب على ضرورة وجود تحركات عربية وعالمية عاجلة، لقطع الطريق أمام هذه التنظيمات ووكلائها في المنطقة، من بين هذه التحركات، ضرورة التكاتف العربي الشامل، وتقديم كل أشكال الدعم العربي، لكل ما تتخذه دولة الإمارات العربية المتحدة من إجراءات، للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها ويهدد أمنها القومي، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي"، لافتاً أيضاً إلى أهمية وقوف المجتمع الدولي، في وجه هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين والأعراف الدولية.

الهجوم الحوثي
فيما، يرى فيصل الشيخ، في صحيفة "الوطن" البحرينية، أن "قرار ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران استهداف دولة الإمارات  وتحديداً مطار أبوظبي بالطائرات المسيرة، ليس وليد أيام قليلة مضت، بل أنه أمر معد له سلفاً ومخطط له بعناية".

وأضاف أن "يحصل هذا الاستهداف الدنيء في وقت تحاول فيه إيران تحسين علاقتها مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والإمارات، بحسب ما يدعيه النظام الإيراني، وهو ما يدفع للتفكير ليس بشأن الحوثي في مقام أول، بل بشأن من يحرك هذه المليشيات الإرهابية التي كان دورها ابتلاع اليمن لصالح إيران".

ويتساءل الكاتب في مقاله "هل تحرك الحوثيون من أنفسهم لاستهداف الإمارات هذه المرة؟! أم إن إيران هي من أصدرت التوجيه؟!"، مؤكداً  أن هذا "الاستهداف يتطلب تحركاً عاجلاً من مجلس الأمن، إذ أن مسألة احتلال اليمن من قبل ميليشيات تدين بالولاء والتبعية لنظام إيران، واستمرار الاستهداف الصاروخي على الشقيقة السعودية واليوم يطول الإرهاب الشقيقة الإمارات، مسألة يجب أن يوضع لها حد، والحد هنا ليس سوى القضاء على هذه الميليشيات الإرهابية وتجفيف منابع دعمها المعروفة".