رئيس البرلمان العراقي محمد الحبلوسي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (أرشيف)
رئيس البرلمان العراقي محمد الحبلوسي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (أرشيف)
الخميس 20 يناير 2022 / 21:45

تحالف "أقوياء" البرلمان العراقي... أزمة الموالين لطهران

في العراق يدخل ممثلو السنة الى قبة البرلمان في دورته الخامسة بتحالف موحد بقيادة كتلتي تقدم وعزم، لتوحيد الرؤى وتحقيق مطالب أبناء المحافظات التي يمثلونها، والذين عانوا خلال الفترات السابقة، من الإقصاء والتهميش.

ولكن هذا التحالف واقترابه من أكراد وشيعة آخرين في البرلمان، أزعج ميليشيات عراقية مقربة من طهران، فافتعلت تفجيرات متنقلة ضد بيوت نواب في البرلمان ومراكز اقتصادية مرتبطة بهم.

وهي المرة الأولى منذ  2003 التي يجتمع فيها السنة للدخول الى قبة البرلمان في تحالف موحد، يضم أكثر من 64 نائباً، يعملون لإصدار ورقة عمل موحدة تتضمن مطالبهم من الحكومة الجديدة.

ويؤكد أحد النواب الذين عملوا على توحيد القوى السنية العراقية أن الاتفاق بين قوى التحالف، كان على تحقيق المسائل المهمة، ومن أهمها الشراكة الوطنية، وعودة النازحين، وتعويض المتضررين، والبحث عن المغيبين، وتعويض ذويهم، وإقرار قانون العفو العام.

ويواجه التحالف بين "تقدم" و"عزم" تصعيداً بالهجمات على مقاره في العاصمة، إضافة الى حملة التشكيك في شرعية الجلسة الأولى التي شهدت اختيار محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان.

ودفعت الهجمات زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى التحذير من اللجوء للعنف واستهداف مقار الأحزاب، قائلاً إنه "ليس من المنطقي أن يلجأ السياسي للعنف إذا لم يحصل على مبتغاه".

وهاجم الصدر منفذي التفجيرات ومن يقف خلفهم، مشيراً ضمناً إلى الميليشيات المرتبطة بطهران، حيث قال: "ليس على مدعي المقاومة أن يستهدفوا العراقيين"، ما يزيد تفاقم الوضع الأمني ويشوه سمعة هذه المجموعات بين الشعب.

وعدّ سياسيون ومحللون التحالف بين كتلتي "تقدم" و"عزم" قوة عراقية في مواجهة محاولات فصل العراق عن محيطه العربي، خاصةً الخليجي.

وقال مصدر أمني عراقي لـ 24، إن "بعض القوى المعترضة على نتائج الانتخابات تعمل بشكل شبه علني، على تفجير الأوضاع، لمنع تشكيل حكومة عراقية جديدة، تبعد العراق عن الأزمات الإقليمية".

ودعا الصدر الحكومة إلى اتخاذ التدابير الأمنية والإسراع بكشف واضعي المتفجرات، لمنع تحول العملية الديمقراطية إلى ألعوبة.

ويتوزع التمثيل السياسي للطائفة الشيعية العراقية في البرلمان بوضوح على كتلتين رئيسيتين، الأولى، التيار الذي يقوده الصدر، أما الكتلة الشيعية الثانية فهي الإطار التنسيقي، الائتلاف الفضفاض الذي يضم أحزاباً شيعية تضم رئيسين سابقين للحكومة العراقية وشخصيات أخرى مؤثرة.

ومع أن رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، هو زعيم كتلة سياسية مستقلة، أعضاؤها من السنة العراقيين، إلا أن فوزه برئاسة البرلمان للمرة الثانية في التصويت النيابي في 9 يناير(كانون الثاني) العام الماضي، اعتبر بشكل كبير فوزاً للتيار الذي يقوده الصدر.