الجمعة 21 يناير 2022 / 10:30

العالم مع الإمارات

حسن مدن- الخليج الإماراتية

ليست دول مجلس التعاون الخليجي وحدها من دانت الاعتداءات الحوثية التي استهدفت مواقع مدنية في الإمارات. وليست الدول العربية وحدها من ندد بها، وإنما دول كثيرة في العالم، بينها الدول الكبرى، ومنظمات دولية وازنة اتخذت الموقف نفسه، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة، حيث دان أمينها العام أنطونيو غوتيريس الهجوم على مطار أبوظبي الدولي والمنطقة الصناعية المجاورة له.

غوتيريس الذي دعا إلى "التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس"، حذّر الحوثيين من "أي تصعيد في سياق توترات متزايدة في المنطقة"، وأكد على أن "الاعتداءات ضد مدنيين أو بنى تحتية مدنية ممنوعة بموجب القانون الإنساني الدولي".

من جانبه، دان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم، في بيان أصدره المتحدث باسمه، حيث أكدّ الاتحاد، بدوره، على أن "الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة.. الهجوم الأحدث يزيد خطر مزيد من التصعيد للنزاع في اليمن ويقوض الجهود الجارية لإنهاء الحرب"، داعياً إلى "دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لوضع نهاية للقتال والتوصل إلى اتفاق سياسي شامل يضم كل الأطياف السياسية".

طبيعي أن تصدر هذه المواقف الدولية المنددة بالاعتداء، والمؤازرة للإمارات، فهي فضلاً عن كونها تأكيداً على حماية المواقع المدنية ومرافق البنية التحتية من أية أعمال عدائية، فإنها تعبر عن رفض المجتمع الدولي لما جرى، كونه يمثل تصعيداً جديداً للموقف المتأزم في اليمن، كما أن هذه المواقف تأتي في سياق دعوات ما انفكت المنظمات الدولية ومختلف دول العالم تدعو إليها بدعم الجهود للوصول إلى حلول سلمية للنزاع في اليمن، والعودة إلى طاولة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة لبلوغ هذه التسوية، وهو ما تتحمل الجماعات الحوثية مسؤولية إعاقته، في قراءة خاطئة ومغلوطة من جانبها لمستجدات الوضعين الدولي والإقليمي.

ما يتعين إدراكه جيداً فيما يتصل بالوضع في اليمن هو أن للجغرافيا والتاريخ منطقهما، فلا يمكن سلخ اليمن عن عمقه العربي، هو الذي يشكل الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية، بكل ما في هذا من معانٍ تاريخية واستراتيجية، وإلحاقه بمشروع إقليمي له حساباته وأجنداته التي تنطوي على مخاطر كثيرة على منظومة الأمن العربي، عبر الزج بالمنطقة في لعبة محاور ليس للدول العربية أي مصلحة فيها، وأن مصلحة اليمن كبلد عربي مستقل وذي سيادة، هي أن يظل، كما كان، ضمن هذه المنظومة للأمن العربي، رغم ما اعتراها من ضعف، عبر سلطة الدولة لا الميليشيات، لا أن يتحول إلى ساحة نفوذ لقوى إقليمية، تهمها مصالحها هي لا مصالح اليمن وشعبه.