الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الجمعة 21 يناير 2022 / 22:08

بايدن يعيد توطين صناعة أشباه الموصلات في أمريكا

يسعى الرئيس جو بايدن للاستجابة للمشكلة الاقتصادية الداهمة، بانضمامه الجمعة إلى إعلان شركة إنتل العملاقة استثماراً ضخماً بـ20 مليار دولار لإنتاج الرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة في وقت سبب فيه نقص هذا المنتج تزايد التضخم.

ويكرر الرئيس الأمريكي أن التضخم المتصاعد مرتبط بمشاكل سلاسل الإمداد العالمية ويحض الصناعيين على إعادة مراكز الإنتاج، خاصةً صناعة أشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة.

وأثنى بايدن الجمعة على مشروع إنتل معتبراً أنه "استثمار تاريخي حقاً من أجل الولايات المتحدة والعمال الأمريكيين".

وقال إلى جانب رئيس مجموعة إنتل بات غيلسينغر بعد لقاء في البيت الأبيض، إن إدارته ستواصل "استخدام كل الأدوات التي في متناولها لتعزيز صمودنا الاقتصادي وصنع المزيد في أمريكا، لأن ما هو على المحك في نهاية المطاف هو أمننا القومي وأمننا الاقتصادي".

والرقائق الإلكترونية أساسية في عدد كبير من القطاعات والمنتجات، من السيارات إلى الهواتف الذكية مروراً بالتجهيزات الطبية، وحتى الأدوات الكهربائية المنزلية.

وأوضحت إنتل الجمعة، أنها ستبني في نهاية مصنعين لأشباه المواصلات قرب عاصمة ولاية أوهايو، لإنتاج الرقائق الإلكترونية، بداية من 2025.

وقال البيت الأبيض في بيان: "إعلان اليوم هو آخر مؤشر على التقدم في جهود إدارة بايدن، ونائب الرئيس كامالا هاريس، لتسريع الصناعة الوطنية للمنتجات الأساسية مثل أشباه الموصلات، لمعالجة نقاط الاختناق في سلاسل الإمداد على المدى القريب، وإحياء قاعدتنا التصنيعية، وإنشاء وظائف جيدة هنا، في بلادنا".

وتعتزم إنتل توظيف 3 آلاف موظف جديد في المواقع التي سيتطلب تشييدها 7 آلاف عامل بناء.

وتسببت الزيادة الهائلة في الطلب في ظل وباء كورونا في اختناق سلاسل التوريد ما يرغم الشركات على إبطاء إنتاجها في كل أنحاء العالم وتتسبّب في زيادة معدلات التضخم.

وذكر البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة كانت في ما مضى تتصدر العالم في الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات. لكن وفي العقود الماضية، خسرت الولايات المتحدة أسبقيتها، تراجعت حصتنا من الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات من 37% إلى 12% فقط في السنوات الثلاثين الماضية".

ويشير المستشارون الاقتصاديون للرئيس الأمريكي إلى أن ثلث الزيادة السنوية للأسعار في العام الماضي كانت ناتجة "فقط عن أسعار السيارات المرتفعة"، القطاع الأكثر تضرراً من أزمة الرقائق الإلكترونية.

وصادق مجلس الشيوخ في يونيو (حزيران) على قانون حول الابتكار والمنافسة، وقال البيت الأبيض إن "الإدارة تعمل مع مجلسي النواب والشيوخ لإقرار هذا التشريع بشكل نهائي".

وأوضح البيت الأبيض أن النص يتضمن تمويل "قانون رقائق من أجل أمريكا" بـ 52 مليار دولار "لاجتذاب مزيد من الاستثمارات من القطاع الخاص، والحفاظ على الريادة التكنولوجيّة الأمريكية".

ومع اشتداد الأزمة الصحية التي سلطت الضوء على التبعية الصناعية لآسيا، باتت الحكومات خاصةً في الولايات المتحدة وأوروبا حريصة على تأمين إمدادها بأشباه الموصلات بعد سنوات انتقلت خلالها مراكز الإنتاج إلى البلدان الآسيوية، حيث الكلفة أدنى.

وينتَج القسم الأكبر من الرقائق الإلكترونية في تايوان التي تطالب بكين بالسيادة عليها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

وأعلن قطاع صناعة أشباه الموصلات منذ مطلع 2021 استثمارات جديدة تقارب 80 مليار دولار في الولايات المتحدة حتى 2025، حسب بيانات لاتحاد هذا القطاع استشهد بها البيت الأبيض.

وشدد على أن "هذه الاستثمارات ستؤمن عشرات آلاف الوظائف جيدة الأجر في الولايات المتحدة، وستدعم الريادة التكنولوجية الأمريكية، وتشجع أمان وصمود سلاسل الإمداد العالمية بأشباه الموصلات".

وأوضحت وزيرة التجارة جينا ريموندو، أن "بإمكان المستهلكين الأمريكيين أن يترقبوا أسعاراً أدنى فيما نعيد إلى البلاد إنتاج أشباه الموصلات، التي تشكل محركاً لاقتصادنا".

لكن لا يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى تراجع التضخم في المدى القريب إذ أن الإنتاج لن يبدأ قبل فترة من الزمن.