قائد البحرية الألمانية المستقيل كاي-أخيم شونباخ (أرشيف)
قائد البحرية الألمانية المستقيل كاي-أخيم شونباخ (أرشيف)
الإثنين 24 يناير 2022 / 14:27

كييف تتهم ألمانيا "بالغطرسة وجنون العظمة"

باتت العلاقات بين برلين وكييف مهددة بالخلاف في خضم التوتر الخطير في الصراع الأوكراني، بعد صدمة كييف من تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها قائد البحرية الألمانية المستقيل، كاي-أخيم شونباخ.

واستدعت الخارجية الأوكرانية سفيرة ألمانيا في كييف انكا فيلدهوزن، كما قوبل الرفض القاطع من الحكومة الألمانية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة بانتقادات أوكرانيا، وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر أن "التصريحات الحالية لألمانيا مخيبة للآمال". وفي الوقت نفسه، تصاعدت حدة اللهجة بين بريطانيا، وروسيا.

من جانبه، وصف السفير الأوكراني في برلين، أندري ميلنيك، الضجة التي أثارها قائد البحرية الألمانية بـ "وضع فوضوي"، وقال في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية إن الأمر "يضع المصداقية الدولية لألمانيا والثقة فيها محل تساؤل ليس من وجهة النظر الأوكرانية وحسب"، ورأى أن تصريحات شونباخ تنطق بـ"الغطرسة الألمانية وجنون العظمة".

تجدر الإشارة إلى أن شونباخ أدلى بتصريحات خلال زيارة للهند أبدى فيها تفهمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا: "شبه جزيرة القرم ضاعت ولن تعود"، واستقال شونباخ من منصبه مساء السبت. غير أن كييف لم تعتبر الأمر منتهياً. 

يذكر أن أوكرانيا تطالب باستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 ومن المحتمل أن تعتبر الحكومة الألمانية استياء كييف في غير محله نظراً للتوترات الخطيرة بين روسيا وأوكرانيا.

وتتوسط ألمانيا مع فرنسا بين روسيا وأوكرانيا في الصراع الدائر في شرق أوكرانيا منذ 8 أعوام.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين عند زيارتها لكييف وموسكو يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي.

وتتواصل جهود نزع فتيل الصراع منذ أيام في محادثات مختلفة. وتطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها بسحب القوات الروسية المحتشدة على الحدود الأوكرانية.

وفي المقابل تطالب روسيا بضمانات أمنية وإنهاء توسع حلف شمال الأطلسي، في شرق أوروبا والذي تعتبره روسيا تهديداً لها.

وطلبت أوكرانيا من ألمانيا مراراً المساعدة، وتعتزم ألمانيا إرسال مستشفى ميداني إلى كييف في فبراير (شباط) المقبل.

وأوضحت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرشت في تصريحات لصحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية  أمس الأحد، أن ألمانيا لن تزود أوكرانيا بأسلحة، وقالت: "تصدير أسلحة لن يكون مفيداً في الوقت الراهن، وهذا محل إجماع داخل الحكومة الألمانية".

ومن جهتها أكدت الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع الجاري مرة أخرى استعدادها لمساعدة أوكرانيا، وبعد ساعات قليلة فقط من لقاء وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف يوم الجمعة الماضي، هبطت طائرة شحن أمريكية في مطار كييف وعلى متنها 90 طنا تتضمن ذخيرة "للدفاع في خط المواجهة" وذلك حسب السفارة الأمريكية في كييف. ومن المنتظر وصول شحنات أخرى.

ودعت روسيا مراراً إلى التوقف عن تزويد أوكرانيا بالسلاح، ورأت أن ذلك يؤجج التوترات العسكرية وقد يشجع أوكرانيا على مهاجمة حوض الدونباس، مثلاً لاستعادة منطقتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين.

غير أن بريطانيا أرسلت أسلحة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، ولم يكن هذا هو السبب الوحيد لرد الفعل الغاضب من جانب موسكو.

وزعمت وزارة الخارجية البريطانية أول أمس السبت أن روسيا تسعى إلى إنشاء حكومة موالية لها في أوكرانيا مشيرة إلى أن النائب الأوكراني السابق يفغيني موارييف هو المرشح المحتمل لتولي المنصب القيادي في هذه الحكومة.

يذكر أن موراييف الذي تصفه لندن بممثل موسكو المحتمل في الحكومة الأوكرانية، مدرج على قائمة العقوبات الروسية منذ 2018.

وفي تصريحات لصحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية، قال موراييف إن الخارجية البريطانية تبدو "مرتبكة" وأضاف "الأمر ليس منطقياً بشكل خاص، فأنا ممنوع من دخول روسيا" ولفت إلى أن أموال شركة والده في روسيا مصادرة، إلى جانب وضعه على قائمة العقوبات الروسية.

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التصورات البريطانية بـ "هراء"، ودعت في تصريحات على تليغرام، وزارة الخارجية البريطانية إلى "التوقف عن الأنشطة المستفزة"، ورأت أن نشر هذه "المعلومات المضللة" عبر وسائل إعلام بريطانية، دليل آخر على أن "دول ناتو بالتحديد التي يقودها الأنجلوسكسون، تعمل على تفاقم الوضع في أوكرانيا".

وفي حديث مع إذاعة "إيكو موسكفا" الروسية، قالت زاخاروفا عن تقرير تحدث عن مناشدة الصين لروسيا للامتناع عن غزو أوكرانيا أثناء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير(شباط) المقبل، إنه من قبيل "الحملات الإعلامية".

وفي ذات السياق، قال وزير العدل البريطاني دومينك راب في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس الأحد، إن غزو روسيا لأوكرانيا يمثل "مخاطرة هائلة للغاية" وقال إن مثل هذه الخطوة ستكون لها "عواقب وخيمة للغاية".

وفي غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة مناورة جديدة لناتو رغم التوتر الخطير.

ومن المنتظر أن تبدأ المناورة "نبتون سترايك 22"، حسب البيانات الأمريكية، في البحر المتوسط اليوم الإثنين وستستمر 12 يوماً.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إن "المناورة لا علاقة لها بالتخوفات من غزو روسي لأوكرانيا".

وأعلنت روسيا في وقت سابق، مناورات بحرية مختلفة في الأسابيع المقبلة في البحر المتوسط، والمحيط الهادئ، والمحيط الأطلس،ي وسيصل مجموع السفن المشاركة فيها إلى 140 سفنية حربية.