رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي (أرشيف)
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي (أرشيف)
الإثنين 24 يناير 2022 / 15:23

دراغي المرشّح الأوفر حظاً للرئاسة الإيطالية والحكومة منقسمة

يجتمع البرلمان الإيطالي اليوم الإثنين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويبدو رئيس الوزراء ماريو دراغي (74 عاماً) المرشّح الأوفر حظاً للمنصب، غير أن فوزه غير مضمون في سباق رئاسي يُهدد استمرار الحكومة.

وذهب رئيس الوزراء السابق الملياردير سيلفيو برلسكوني 85 عاماً، الذي كانت حملته الانتخابية الأقوى، إلى حد التباهي بحفلات "بونغا بونغا" الشهيرة التي نظمها مع شابات مقابل أجر، لكنه تراجع عن الترشح السبت الماضي، ما أعطى حلفائه فرصة اختيار مرشح أقل إثارة للانقسام.

ولم تظهر بوادر توافق رغم مفاوضات الكواليس في عطلة نهاية الأسبوع، ويتمتّع رئيس إيطاليا عادةً خلال عهده الذي يدوم 7 أعوام بسلطة مهمّة في الأزمات السياسية، رغم أن دوره فخري بشكل أساسي، إذ يستطيع حل البرلمان واختيار رئيس الحكومة أو رفض تحالفات سياسية هشّة.

وإذا انتُخب الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي دراغي رئيساً لإيطاليا، سيبقى المنصب الذي يشغله حالياً، أي رئاسة مجلس الوزراء، شاغراً في فترة دقيقة جداً، في حين تحتاج إيطاليا إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى، تخوض الأحزاب المنتمية إلى التحالف الذي يدعم دراغي معركةً، تحضيراً للانتخابات التشريعية في العام المقبل.

ويقول مدير "لويس سكول اوف غوفرنمنت" في روما جيوفاني أورسينا: "إنها انتخابات مهمّة ومعقّدة جداً، لأن الأحزاب السياسية ضعيفة وفي انقسام تامّ".

وعُين دراغي من الرئيس المنتهية ولايته سيرجيو ماتاريلا في فبراير(شباط) 2021، وتمكن من الحفاظ على وحدة الحكومة المكونة من كل الأحزاب السياسية في إيطاليا تقريباً، ومن إنعاش النمو الاقتصادي، وأشرف أيضاً على إصلاحات أساسية مطلوبة مقابل أموال من خطة التعافي الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، بحيث تستفيد روما في هذه الخطة من نحو 200 مليار يورو.

ويخشى المستثمرون الدوليون أن تتأخر إيطاليا الغارقة في الديون عن الإصلاحات خلال الوقت الضيّق المُحدّد، إذا انتُخب دراغي رئيساً للبلاد، في وقت تواجه البلاد موجة وبائية جديدة من الجائحة قد تُعرقل الانتعاش الاقتصادي.

ويعتقد معظم الخبراء أن دراغي سيصلح أكثر رئيساً للبلاد لتحقيق الاستقرار السياسي والعلاقات الجيدة مع بروكسل، إذا فاز اليمين واليمين المتطرّف بالانتخابات المرتقبة في 2023.

وستبدأ الجولة الأولى من الانتخابات اليوم في مجلس النواب، على أن تصدر النتيجة بحلول المساء، والتزاماً بالقيود المفروضة لمكافحة تفشي الوباء، ستستغرق كلّ جولة انتخابية يوماً كاملاً، ولا وجود نظرياً لمرشح رسمي.

وترشحت أسماء أخرى لمنصب الرئاسة غير دراغي، منها المفوض الأوروبي الحالي لشؤون الاقتصاد باولو جنتيلوني، ورئيس الحكومة السابق الاشتراكي جوليانو أماتو، ووزيرة العدل مارتا كارتابيا التي ستكون أول امرأة تترأّس البلاد في حال انتخابها.

أما سيلفيو برلسكوني، فعاد إلى المستشفى أمس الأحد بعد أن انسحب من السباق الانتخابي من مبدأ "المسؤولية الوطنية"، حسب قوله، ولم تكن فرصته في دخول القصر الرئاسي الإيطالي كبيرة لا سيّما بسبب العواقب القانونية لحفلات "بونغا بونغا" التي نظّمها.