صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 25 يناير 2022 / 10:41

صحف عربية: استهداف الإمارات...أجندة إيرانية عبر ساعي بريد حوثي

24 - أحمد إسكندر

شكلت الاعتداءات الحوثية على الإمارات والسعودية في الأيام القليلة الماضية، فرصةً جديدة لكشف تورط الميليشيا الموالية لإيران في اليمن في مشروع متكامل لتقويض السلم الإقليمي والدولي، وربط اليمن بمشروع إيراني نووي، لا علاقة له بالتوازانات الدولية أو الإقليمية، وكلفة هذا المخطط التخريبي على دول الجوار والعالم، إذا لم يبادر المجتمع الدولي بوقفه.

وحسب صحف عربية صادرة، اليوم الثلاثاء، كان الاستهداف الحوثي للسعودية والإمارات رسالة إيرانية واضحة مفادها أن مصالح أمريكا وقواتها في الخليج مستهدفة، طالما لم تطوي ملف مفاوضات فيينا، وأنه لا علاقة للحوثيين في اليمن من بعيد أو قريب، بمصالح اليمنيين، وأن كل ما في الأمر أن طهران حولت الميليشيا إلى مجرد سعاة بريد. 

مقايضة نووية
وفي هذا السياق قالت صحيفة "العرب" اللندنية إن استهداف الإمارات من قبل الميليشيا الإرهابية، ليس أكثر من توسيع لرقعة الحرب، بحثاً عن توتر أوسع في المنطقة، ضغطاً على الولايات المتحدة على التفاوض على الملف النووي.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين، أن الاستهداف ينفي محاولة ربط الحوثيين هذه الهجمات بالتطورات في اليمن، في شبوة أومأرب، بعد هزائم الحوثيين في الأيام القليلة الماضية، لأن الواضح أن استهداف الحوثيين للإمارات، ليس وليد الأمس، بل اقتضى الإعداد والتخطيط له فترة طويلة، ما يضعه في قلب الأجندة الإيرانية، والضغط على الأمريكيين لتسريع الاتفاق على الملف النووي ورفع ما تبقى من العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني، خاصة على قطاع النفط.

ضرب الرأس
في الوطن البحرينية، قال فيصل الشيخ، بعد الاستهداف الحوثي الجديد للإمارات، أمس الإثنين، بالتزامن مع استمرار الميليشيا في استهداف السعودية، إن "الإدانة والتنديد لا يكفيان، إذ لوقف إرهاب الحوثيين لابد من ضرب الرأس وفصل الذيل عنه" في إشارة إلى التنديد الواسع من مجلس الأمن الدولي، ومن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية، للاعتداءات الحوثية المتواصلة.

وأضاف الكاتب، أن "النظام الإيراني هو الداعم الأول للحوثيين، وحتى القضاء على هذه الميليشيات وكف أذاها عن منطقتنا، لابد من تحجيم المورد والداعم الأول. بالتالي على مجلس الأمن أن يتخذ قرارات عاجلة وصارمة بحق النظام الإيراني لأنه هو المخطط والمدبر والممول لكل شر يستهدف منطقتنا" ويمضي الكاتب في شرح المعادلة قائلاً، إن مجلس الأمن اجتمع بشكل عاجل لإدانة إرهاب الحوثيين، لكن بعض الدول تتلكأ في تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وفق المعيار الدولي، ووفق الوقائع المُثبتة من سنوات، التي تؤكد أن الحوثيين "ميليشيات مسلحة ثبت وبالأدلة أنها تتلقى دعماً مباشراً من النظام الإيراني، بل الأسلحة تصلها منهم لتستخدم في استهداف السعودية والإمارات من جانب، وفي جانب آخر لإعمال القتل في اليمنيين واستهداف إسقاط الشرعية اليمنية، وعليه يُفترض أن وصف الجماعة الإرهابية مثبت على هذه الميليشيات منذ ظهورها ومساعيها لابتلاع اليمن".

إهمال دولي

أما في صحيفة "الشرق الأوسط" فاعتبر يوسف الديني، أن الأسبوع الجاري، كشف أن الحوثيين لا يختلفون عن داعش، في سوريا أو العراق، بعد الهجوم على سجن الحسكة، بعد هجوم الميليشيا على الإمارات، ومضيها في استهداف السعودية. 

واعتبر الكاتب أن الأسباب التي أفضت إلى ظهور داعش، وغيره من التنظيمات المماثلة في المنطقة العربية، هي ذات الأسباب التي خلفت الحوثيين في اليمن، أو حزب الله في لبنان.

وشدد الكاتب على أن "انسحاب وانكفاء الولايات المتحدة وارتباك المجتمع الدولي" المزمن عن مشاكل المنطقة الحقيقة، الذي تحول إلى "تخلٍ" كارثي عن قضايا المنطقة أدى إلى تفاقم بؤر التطرف والعنف وبالتالي استثمار إيران في رعاية الإرهاب وجنوح القيادات الهاربة والقتلة والكوادر الفاعلة إلى طهران لإعادة رص الصفوف" الأمر الذي فتح المجال أمام "نمو وتغلغل جماعات العنف لا يمكن فهمه من دون تأمل دور إيران وأذرعها العسكرية من حزب الله في لبنان، إلى الحوثيين في اليمن، وصولاً إلى الميليشيات المنفلتة في العراق، وهو ما يمكن معه فهم أسباب حالة التنافسية في عودة الإرهاب والتطرف حتى لدى داعش التي تخدم ولو بشكل عكسي مصالح إيران بتأجيج المنطقة، وهو ما يجعلنا نفهم غض الطرف عن مسببات عودتها".

واعتبر الكاتب أخيراً أن سبب تأخر حل الأزمة اليمنية اليوم "تلكؤ القوى الدولية في اتخاذ مواقف حاسمة وإعاقة عاصفة الحزم، أو انتظار نتائجها ببرود، رغم أنها لم تنطلق إلا بيافطة قانونية كبرى متمثلة في ردع التعدي على الشرعية، وإعادتها لليمن بأقل الخسائر".

تضامن شعوب العالم
في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، قال سعيد بن علي الكعبي، إن الإمارات أكدت منذ اللحظات الأولى لإعلان العدوان الذي شنته ميليشيات الحوثي الإرهابية على أبوظبي أن "العدوان لن يمر دون رد قوي"، وهو ما حدث بالفعل من رصد واستهداف الميليشيات الحوثية ومنصات صواريخها في الجوقف اليمنية.

وأوضح الكاتب أن الرد القوي، تزامن مع حرص إماراتي على الالتزام بخط "سياسي مواز دعت خلاله الإمارات إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن بغرض توثيق الإدانة الدولية لهجمات الحوثيين، وللوقوف بمسؤولية بما يتجاوز الإدانة بهدف مواجهة جريمة الحوثيين".

وأوضح الكاتب أن "اللجوء إلى منظمة دولية ليس أبداً عنوان ضعف أو عجز عن الرد، بل هو تأكيد لاحترام الشرعية الدولية، ووضع العالم أجمع عند مسؤولياته، خصوصاً وأن هذا العدوان ليس هو الطعنة الأولى للإمارات" وهو ما أثبته الموقف الدولي والعربي والإسلامي، المؤيد للموقف الإماراتي، والمندد بالإرهاب الحوثي، ما شكل مناسبة جديدة تأكدت فيها "مكانة الإمارات عند الشعوب، والقادة والحكومات، فكثيرون هم الذين ساندونا معنوياً، وأدانوا عدوان الحوثيين على دولتنا، ودعموا حقها في الرد، وأعادوا الحديث عن ضرورة تصنيف الحوثي جماعة إرهابية. ولا شك أن هذا الموقف الدولي وحجم التضامن والتأييد العالمي يعكس نجاح سياسة الإمارات ودبلوماسيتها وعلاقاتها مع الدول، المبنية على أساس التعاون المشترك، والاحترام المتبادل".