ناشطات أفغانيات تتظاهرن ضد طالبان (أرشيف)
ناشطات أفغانيات تتظاهرن ضد طالبان (أرشيف)
الثلاثاء 25 يناير 2022 / 14:00

أفغانيات ينددن بالخيانة بعد المحادثات بين الغرب وطالبان في أوسلو

أعربت ناشطات أفغانيات خرجنَ في الأسابيع الماضية للتظاهر ضد حكم حركة طالبان، عن شعور بالخيبة والخيانة بعد استضافة النرويج محادثات بين الحركة وقوى غربية، لتصبح الدولة الأوروبية الأولى التي تستقبل حكام أفغانستان الجدد منذ عودتهم إلى السلطة.

وتشعر ناشطات أفغانيات يعانينَ قمع حركة طالبان لتحركاتهن المحدودة، بغضب شديد على الجهود الدبلوماسية مع الحركة، التي اتخذت في الأشهر الماضية إجراءات تعيد إلى الأذهان القيود المشددة التي فرضتها خلال الفترة الأولى من حكمها في التسعينات.

وأعربت وحيدة أميري، التي شاركت في تحركات عدة في كابول، عن أسفها لتنظيم "دول مثل النرويج هذه القمة، وللجلوس مع إرهابيين وعقد صفقات"، وأضافت "يحزنني كثيراً هذا الأمر، عار على العالم الذي قبل ذلك ويفتح أبوابه لطالبان".

ومنذ عودتها إلى الحكم، فرقت طالبان تظاهرات وإن كانت محدودة، واعتقلت منتقدين، واعتدى مقاتلوها على صحافيين، وبعد أيام قليلة من تظاهرة نسائية فرقتها بالقوة، اتهمت ناشطات مساء الأربعاء الحركة باعتقال المتظاهرتين تمنى زريابي برياني، وبروانة ابراهيم خل، في سلسلة مداهمات نفّذتها ليلاً، ولم يعرف مكان الشابتين حتى الآن، فيما تنفي الحركة اعتقالهما.

وأعربت الأمم المتحدة في أفغانستان عن "قلق متزايد" من اختفاء الناشطتين، وحثت طالبان "على توفير المعلومات عن مكانهما".

وخشية من قمع طالبان، اختارت ناشطات في اليومين الماضيين التظاهر في منازلهنّ في كابول وباميان ومزار شريف، ونشرن لاحقاً صورهنّ يحملهنَ لافتات منددة بمؤتمر أوسلو.

وقالت إحدى الناشطات في باميان، طالبة حجب اسمها، إن "النرويج دعت مجرمين وإرهابيين لا يحترمون حقوق المرأة وحقوق الإنسان، إنهم ضد المرأة وضد الإنسانية ولا يؤمنون بحرية التعبير"، وأعربت أخرى عن خشيتها من التنازل عن حقوقهنّ "خلف الأبواب المغلقة في أوسلو".

وتُعد حقوق المرأة من أبرز القضايا العالقة في أفغانستان، إذ يشدد المجتمع الدولي على ضرورة احترام حقوق المرأة بالكامل إذا أرادت طالبان الاعتراف بحكومتها، وتصر الحركة على أنها ستحترم حقوق المرأة، "في إطار الشريعة" الإسلامية.

إلا أن نساء عديدات يُشككن في نية الحركة، بسبب اتخاذها في الأشهر الماضية إجراءات عدة تحد من حرية المرأة، بينها منع النساء من الخروج في رحلات طويلة دون محرم.

وفي العقدين الماضيين، ورغم المجتمع المحافظ إلى حد بعيد في أفغانستان، تمتعت النساء بهامش من الحرية، وبحق الدراسة والتعليم ووصلن إلى مناصب مهمة في الدولة، وفي المقابل، يرى البعض أنه لا مفر من التحدث مع طالبان لانتشال البلاد من الانهيار الاقتصادي، في وقت يعاني الملايين من الجوع. 

واتخذ الوضع الإنساني في أفغانستان منعطفاً مأساوياً مع عودة طالبان إلى الحكم، مع تجميد الولايات المتحدة 9.5 مليارات دولار من أصول المصرف المركزي الأفغاني، أي ما يعادل نصف إجمالي الناتج المحلي لأفغانستان في 2020.

ولم تعترف أي دولة حتى الآن بحكومة طالبان، وشددت النرويج على أن محادثات أوسلو "لا تشكل إضفاء للشرعية أو اعترافاً بحركة طالبان".

وفي اليوم الأول من المحادثات الأحد، التقى وفد طالبان بممثلين عن المجتمع المدني، بينهم ناشطات وصحافيين من كابول، وشاركت مدافعات عن حقوق المرأة في مباحثات سابقة بين الحركة والولايات المتحدة في الدوحة، وانتهت باتفاق في 2020، إلا أنها فشلت في منع طالبان من استعادة السيطرة على الحكم.

وفي جلسة الأحد، قالت الناشطة الحقوقية هدى خاموش للدول الغربية إنها "بصمتها وصبرها على طالبان، تتحمل جزءاً من مسؤولية الجرائم التي ترتكبها الحركة"، وتساءلت "لماذا طالبان تسجننا في كابول وتجلس هنا على طاولة المحادثات معنا في أوسلو؟".

وفي المقابل، أعربت محبوبة سراج، التي شاركت أيضاً في المحادثات، عن تفاؤلها بأن تكون حركة طالبان "سمعتنا"، وعلى عكسها، ترى كثيرات أن المؤتمر يهمشهن وأن ناشطات مثل سراج لا يعبرنَ عن رأيهن.

وقالت إحدى الناشطات في شريط فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي "باعتباري متظاهرة من أجل حقوق المرأة في أفغانستان تواجه حركة طالبان في الشارع، أرى أنهن، لا يمثلنَني".