قوات من اليونيفيل تراقب الحدود اللبنانية (أرشيف)
قوات من اليونيفيل تراقب الحدود اللبنانية (أرشيف)
الأربعاء 26 يناير 2022 / 19:42

الاعتداء على "اليونيفيل" في لبنان..رد ميليشيوي على مبادرة الكويت

لا تستغرب مصادر أمنية في بيروت الاعتداء الأخير على دورية لقوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل"، بالنسبة لهذه المصادر فإن الاعتداءات الأربعة الأخيرة في شهر واحد ورغم ترابطها بالعنوان والزمان، إلا أن الأخير فيها يشكل رداً واضحاً من "حزب الله" على المبادرة "الكويتية" التي نقلها وزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح إلى الحكومة اللبنانية.

ويشير المصدر الأمني في حديثه لموقع "24" إلى ما تعرض له عناصر قوة اليونيفيل خلال عبورهم في بلدة رامية الجنوبية برفقة دورية للجيش اللبناني، حيث أوقفهم مسلحون تابعون للميليشيات تحت مسمى "الأهالي"، وتعرضوا لهم بالضرب والاعتداء.

وكان الوزير الكويتي، سلم المسؤولين في بيروت مبادرة تتضمن بنوداً، أبرزها: القيام بإصلاحات شاملة، وتنفيذ اتفاق الطائف، والحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي (1559) و(1701) و(1680)، وضمان ألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع استقرار وأمن المنطقة، وضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية، ووقف العدوان اللفظي والعملي ضد الدول العربية ووقف تهريب المخدرات.

واللافت أن رفض هذه البنود بدأه الرئيس ميشال عون، بتبليغه الوزير الكويتي استياءه من الإشارة إلى سلاح الميليشيات بالقرارات الأممية، محاولاً الإيحاء بأن هذا الموضوع إقليمي – دولي يرتبط بطهران ومفاوضاتها مع المجتمع الدولي في فيينا.

ويرى المصدر أن حزب الله قرر توجيه رسالة رفضه للمبادرة الكويتية وخصوصاً البنود المتعلقة بسلاحه من خلال التعديات الميدانية، لأنه يدرك أن تنفيذ القرارات الدولية يتطلب الاستعانة باليونيفيل، المفترض فيها الانتشار بشكل واسع على كافة الحدود اللبنانية لوقف تهريب السلاح والمخدرات، ودعم الحكومة بإجراء الانتخابات ومنع التعديات وعمليات الاغتيال.

وتصاعدت أعمال الاعتداء على دوريات اليونيفيل بعد صدور توصية، عن لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، تتضمن إرسال قوات دولية إلى لبنان، تحت وصاية الأمم المتحدة والبنك الدولي، لحفظ الأمن ودعم  الجيش اللبناني بحفظ الأمن والاستقرار، ومساعدة الشعب اللبناني اقتصادياً في الأزمة التي يواجهها.

ويقف وراء الاعتداءات، عناصر من حزب الله ينتحلون اسم "الأهالي"، لمنع القوة الأممية من التحرك بمناطق انتشارها، والهدف منها، توجيه رسائل للمجتمع العربي والدولي، بأن أي قرار يتخذ لإرسال قوات دولية إلى لبنان، استناداً الى القرار الأممي 1559، أو أي قرار جديد سيتخذ، لن يكون سهلاً تنفيذه، وسيواجه من قبل عناصر الميليشيات.

ونبه المصدر الأمني إلى أن الاعتداء على دورية اليونيفيل جرى بوجود دورية للجيش اللبناني، وقف عناصرها يتفرجون على المعتدين، بعدما أصدر لهم قائد الدورية أمراً بعدم التدخل، إلا حين أنهى عناصر حزب الله هجومهم. ويشير المصدر إلى أن ضباط الجيش اللبناني في مناطق جنوب لبنان هم من المحسوبين على حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، صهر الرئيس عون.