الخميس 17 فبراير 2022 / 17:39

عرض مخطوطة "الأمير الصغير" للمرة الأولى في فرنسا

تُعرض مخطوطة "الأمير الصغير" للمرة الأولى في فرنسا ضمن معرض ينطلق الخميس في باريس يزخر بنصوص مكتوبة بخط يد الكاتب والطيار الفرنسي الشهير أنطوان دو سانت-إكزوبيري تكشف المخيلة الخصبة لصاحب القصة التي اكتسبت شهرة عالمية واسعة.

ويتيح معرض "لقاء مع الأمير الصغير" الذي يستضيفه متحف الفنون الزخرفية في باريس حتى 26 يونيو (حزيران)، الفرصة أمام زوّاره للاطلاع على نسخة القصة المكتوبة بخط اليد.

وكُتبت الرواية عام 1942 في الولايات المتحدة، وتحديدا في نيويورك وقرية أشاروكن المتاخمة لجزيرة لونغ أيلاند.
وعندما غادر سانت-إكزوبيري أميركا في أبريل (نيسان) عام 1943 ليحارب في شمال إفريقيا، أعطى المخطوطة لعشيقته الصحافية سيلفيا هاميلتون التي باعتها بدورها إلى مكتبة ومتحف مورغان عام 1968.

وأعارت المؤسسة النيويوركية أهم أوراق الرواية، ومن بينها رسوم مائية أصلية تمثل كويكب الأمير الصغير، وغلاف الكتاب، وصفحة يظهر فيها الأمير الصغير مرتدياً معطفه الطويل مع طية حمراء.

لم يشهد الطيار الذي توفي خلال مهمة في البحر الأبيض المتوسط في يوليو (تموز) عام 1944 على النجاح العالمي الذي حققته الرواية.

لكنه نجح في تحديد ملامح الشخصية وعيشها في حياته الخاصة لدرجة أنه في نهاية حياته، حين لم يكن الكتاب قد نُشر سوى عبر إصدارات أميركية (بالإنجليزية والفرنسية)، "أصبحت الشخصية والمؤلف في حال اندماج"، وفق مفوضة المعرض آن مونييه-فانيرب.

ويُظهر المعرض عمق الوحي الذي أثمر هذا العمل، بدءاً بطفولة الكاتب وبرسالة بعث بها إلى كونسويلو، وهي المرأة التي أصبحت زوجته، عام 1930 ويستحضر فيها "طفلاً اكتشف كنزاً" و"أصبح حزينًا"، وصولا إلى التحديات التي صاغت شخصية البطل.

واتخذ سانت-إكزوبيري خيارات جذرية لقصته الفلسفية. وكي يصل إلى أفضل تصوّر ممكن، حذف تفاصيل وشخصيات كحلزون، وصائد فراشات، ولقاء مع زوجين عجوزين يطردانه من منزلهما.

ويقول ألبان سوريزييه، المفوض الآخر للمعرض، "لا يزال الغموض يلف هذا العمل، إذ يكفي قراءة ورقة واحدة لتكتشف الألغاز".

ويضيف "لم نتوقف عن اكتشاف هذه الألغاز". وأعارت مؤسسة سويسرية إحدى الأوراق الأولى للقصة للمتحف الباريسي لم تدرج في المعرض، ويقول فيها الراوي إنّه لا يعرف كيف يرسم طائرة.

وأعاد سانت - إكزوبيري صياغة الأحداث ثم كتب عن الحادث الذي تسبّب بتحطم الطائرة في الصحراء الليبية عام 1935. وتُذكَر قارورة ماء وقطعة من طائرة بهذه الحادثة، ما ينعكس بطلب الأمير الصغير في القصة "من فضلك... ارسم لي خروفاً".