العلم الإيراني (أرشيف)
العلم الإيراني (أرشيف)
الأربعاء 13 أبريل 2022 / 20:59

تقرير: الشروط الإيرانية تتصاعد مع تقدم المفاوضات النووية

عهد التفاوض بين "الأقوياء" في كل من طهران وواشنطن يبدو حتى الآن ليس إلا مجموعة من التنازلات الغربية من دون الحصول على أي تراجع إيراني.

المحادثات بدأت بمطالب من الإيرانيين مقابل عروض أمريكية تلتها تنازلات ليجد المفاوضون الغربيون مطالب جديدة فيقدمون تنازلات ليجدوا بعدها مطالب جديدة، "خربطة" تفاوضية كما يسميها أحد الدبلوماسيين في فيينا المطلعين على سير المحادثات لإعادة إحياء الاتفاق النووي.

ويذكر المصدر بأن العودة الأمريكية للمحادثات عبر الحلفاء الغربيين بدأت ببحث العودة للاتفاق النووي من دون شروط متبادلة، ولكن بعد الجولة الأولى من التفاوض وجد الوفد الأمريكي نفسه مطالب بتقديم تنازلات جديدة لطهران على خلفية أن الحكم الجديد في إيران يريد تقديم نفسه كمخلص من العقوبات ومنتصر أمام شعبه ليستحق توقيع الاتفاق الجديد.

تنازلات بالجملة
في المحادثات الطويلة التي شهدت خروج جزء من الفريق الأمريكي، قدم الغرب تنازلات عديدة أهمها عدم بحث دور إيران التخريبي عبر الميليشيات التابعة لها في المنطقة، وكذلك تنازل آخر هو التخلي عن مطلب وقف إنتاج الصواريخ البالستية، وملف الحريات وخطف الإيرانيين من حاملي الجنسيات الغربية.

وفي الآونة الأخيرة عملت طهران على رفع مطلب رفع اسم "الحرس الثوري" من قائمة المنظمات الإرهابية، وفيما كان الموفد الأمريكي لطهران يكاد يوافق على هذا المطلب دفع المفاوضون الإيرانيون بشروط جديدة تتعلق برفع اسم "حزب الله" اللبناني من قائمة الإرهاب، ومعها لائحة أسماء تود طهران رفعها عن العقوبات، وفق ما يؤكد المصدر الدبلوماسي في حديثه لـ24.
ولكن ما تفعله طهران في المحادثات دفع أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي إلى تحذير البيت الأبيض بتخليهم عن دعم أي اتفاق جديد، لينضموا إلى زملائهم الجمهوريين، ما يعني نسف أي اتفاق جديد للعودة إلى الاتفاق النووي، وهو ما سيؤدي إلى خسارة الديمقراطيين للانتخابات النصفية المتوقعة بنهاية هذا الصيف.

ويؤكد المصدر أن طلب رفع "الحرس الثوري" من قائمة الإرهاب ودفع طهران بشروط جديدة، إضافة إلى مواقف دول عدة رافضة للاتفاق بشكله الحالي، ومن بين هذه الدول إسرائيل ودول عربية، دفعت الإدارة الأمريكية للتوقف قليلاً قبل تقديم أي تنازل سيؤدي إلى خسائر بالجملة، مقابل استمرار الإيرانيين بزيادة مطالبهم التي وجد فيها الاتحاد الأوروبي استنزاف جديد يعرف الإيرانيون الاستفادة منه لتحقيق مكاسب تعطيهم دوراً لم يكونوا يحلمون به في ظل حكم إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وينبه المصدر من أن إيران ستستخدم رفع "الحرس الثوري" من القائمة لكي تقول إنها لن تشارك في أي أنشطة إرهابية، فيما يستمر التابعين لها مثل حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي وغيرها بأعمالهم المدمرة تحت مسميات مختلفة، ويشير المصدر إلى أن إسقاط هذا التصنيف سيقوض مصداقية العقوبات الأمريكية، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى بديل للحروب العسكرية التي كانت تعتمدها واشنطن قبل عقود طويلة.