الملياردير الأمريكي إيلون ماسك (أرشيف)
الملياردير الأمريكي إيلون ماسك (أرشيف)
الخميس 21 أبريل 2022 / 21:11

تحذيرات من استحواذ ماسك على تويتر

تسعى تويتر إلى منع إيلون ماسك من الاستحواذ على كامل أسهمها، ما يشير إلى أن المخاوف على مصير المنصة إذا امتلكها ماسك تطغى على المبلغ الذي اقترحه رجل الأعمال لشرائها.

ويقول المحلل روغر كاي من شركة إندبوينت تكنولوجيز إن "مجلس الإدارة يشعر بأن الأمور ليست على ما يرام"، مضيفاً أن "ماسك هو في الأساس مستبد، ونظرته التحررية فيها شيء من سياسات اليمين المتطرف".

وقبل أسبوع، عرض إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومستخدم تويتر المثير للجدل، شراء كامل أسهم المنصة بـ 43 مليار دولار، مشيراً إلى رغبته في جعلها مكاناً أفضل لحرية التعبير.

ويثمن العرض الذي قال ماسك إنه نهائي قيمة سهم تويتر بـ54.20 دولاراً، وهو سعر أعلى من الذي أغلق عليه السهم قبل عرض الملياردير، لكنه أقل من أعلى مستوى سجله في فبراير (شباط) الماضي عند 77.06 دولاراً.

وقال مجلس إدارة تويتر إن أي استحواذ على أكثر من 15% من أسهم الشركة دون موافقته من شأنه أن يغرق السوق بالأسهم ويجعل الاستحواذ بالتالي أكثر صعوبة.

ويملك ماسك أساساً أكثر من 9% من أسهم الشركة، ما يجعله أكبر المساهمين فيها.

وغرد الملياردير في صفحته عبر تويتر "لوف مي تاندر"، عنوان أغنية لإلفيس بريسلي اعتبر البعض أنّها تلميح إلى أنه يفكر في تخطي مجلس الإدارة وعرض طرحه مباشرة على المساهمين.

ويرى المحلل روب إندرلي من مجموعة إندرلي، أن ماسك "يتصرف بتهور"، معتبراً أن "تركيبة ماسك التي تجمع بين التحكم المحدود بالانفعالات والثراء الفاحش غير مناسبة".

وأعرب ماسك عن رغبته في جعل خوارزمية تويتر مفتوحة المصدر، للسماح للمستخدمين بالاطلاع عليها واقتراح تغييرات فيها.

ودعا إلى سياسة تعتمد على إشراف أقل على المحتوى، وهي مسألة شائكة خاصةً في قضايا بارزة من بينها قضية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي مُنع من استخدام وسائل التواصل بعد اقتحام مناصريه مبنى الكابيتول في محاولة لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام الماضي.

ويقول المحلل روب إندرلي إن "ماسك يؤكد أنه سيجعل تويتر منصة اجتماعية دون قيود، لكن كان هنالك عدد كبير من منصات مماثلة، ولم ينجح، إذ يسيطر عليها المتصيدون ويصبحون عدائيين جداً ويبعدون الناس عن المنصة".

ويرى إندرلي أن محاولات إنشاء "منصات شبيهة بتويتر لليمين المتطرف" فشلت في جذب الانتباه، مشيراً إلى أمثلة عدة من بينها منصة بارلر، والشبكة الاجتماعية لترامب.

ويقول ماسك إنّه لا يوافق على منع استخدام تويتر بسبب سوء السلوك، ما جعل كثيرين يعتقدون أنه لو ملك المنصة لسمح بعودة ترامب إليها.

وبالإضافة إلى حديثه عن حرية التعبير، يتضمن سجل ماسك السخرية من مبلغ عن مخالفات في شركة تيسلا.

ويرى إندرلي أن "ماسك ليس تماماً من دعاة حرية التعبير"، مضيفاً "أعتقد أن السبب غضبه من رفض طلباته".

وتعتبر المحللة في كرييتف ستراتيجيز، كارولينا ميلانيسي، أن تفاصيل الأعمال في رؤية ماسك لتويتر بسيطة.

وتقول: "لا أعتقد أن أحداً يشك أن كل ما يفعله إيلون ماسك، لمصلحته".

وتضيف "يُسمع في شركة تيسلا عن العنصرية والافتقار إلى الاتحادات والطريقة التي يُعامَل بها العمال، ولا يبدو لي أن أولوياته تندرج في المكان المناسب".

وقد يكون مجلس إدارة تويتر قلقاً كذلك من أن يؤدي استحواذ ماسك على المنصة إلى تكثيف الضغط لمحاربة المعلومات المضللة المنتشرة عبر مواقع التواصل.

وتقول ميلانيسي: "ربما تفكر تويتر في التدابير التي ستتخذها الجهات الرقابية إذا سيطر ماسك على المنصة"، مضيفةً أن "تويتر تخضع أصلاً إلى مراقبة كبيرة ستعزز إذا استحوذ عليها ماسك".

وفيما تقدر مجلة فوربس صافي ثروة رجل الأعمال بـ 265 مليار دولار، فإن قسماً كبيراً من أسهم شركة "تسلا" لتصنيع السيارات الكهربائية التي يديرها.

وأشارت وكالة موديز إلى أن ماسك سيحتاج إلى 39 مليار دولار لشراء كل أسهم تويتر، لافتةً إلى "احتمال كبير" لتسديد أو إعادة تمويله مليارات الدولارات من الديون الحالية للشركة.

ومن الشائعات المنتشرة أن ماسك يتطلع إلى التعاون مع شريك ثري.

ولم يبد المحللون جميعهم تشاؤماً، إذ اعتبر البعض أن عرضه إيجابي مستندين إلى تاريخ ماسك الريادي.

ويقول الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة ريسك سميث، ريتشرد سميث: "لا يمكن إنكار ما أنجزه ماسك"، مضيفاً " أعتقد أنه قد يُحدث تحولات في تويتر".