(صحف 24)
(صحف 24)
السبت 23 أبريل 2022 / 10:52

صحف عربية: انتخابات لبنان.. المقاطعة بالورقة البيضاء

24 - أحمد إسكندر

ما زالت طبقة واسعة من اللبنانيين تحلم بالتغيير عبر الانتخابات النيابية المرتقبة في منتصف مايو(أيار) المقبل، رغم قتامة المشهد وعزم كثيرين على مقاطعتها، لاعتقادهم بأنها ستفرز نفس المنظومة السياسية.

وبحسب صحف عربية صادرة اليوم السبت، تنظر المعارضة إلى الانتخابات التشريعية المقبلة على أنها منازلة جديدة ضد النظام السياسي، مع إدراكها بأن الحظوظ ضئيلة لإحداث تغيير في بلد أنهكته الأزمات المتراكمة.

الورقة البيضاء
وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية وزاد الحديث مؤخراً عن لجوء الناخبين المعترضين على السلطة، إلى خيار الورقة البيضاء، كتعبير عن اعتراضاتهم على القوى السياسية التقليدية، وعدم اقتناعهم بالبدلاء الذين يخوضون غمار الانتخابات تحت عناوين مستقلين، أو مجتمع مدني، أو قوى التغيير، أو المعارضة، فيما أشارت مصادر لبنانية إلى أن القوى الحزبية التقليدية تشجع الناخبين المعترضين على خيار الورقة البيضاء بدلاً من مقاطعة الانتخابات.

وذكرت الصحيفة أن الورقة البيضاء تُحتسب ضمن القسائم، وتحظى بالقيمة الانتخابية، لأنها تُعتبر مشاركة بالاستحقاق، وهي تختلف عن الأوراق الملغاة، مما يتيح للقوى السياسية الحزبية التقليدية الاستفادة من وجودها لرفع الحاصل الانتخابي الأول، عبر جمع الأوراق البيضاء مع باقي القسائم الانتخابية الصحيحة، وقسمة المجموع على عدد المقاعد في الدائرة الكبرى.

وبحسب الصحيفة يمكن للقوى الحزبية التقليدية التي تملك الحاصل الانتخابي الأول أن تستفيد من رفعه لمنع القوى المعارضة والتغيير من الوصول إليه، خصوصاً أن لوائح المجتمع المدني تعدّدت، مما يشتت الأصوات في أكثر من لائحة، وعلى الرغم من مرور أكثر من سنتين على "الثورة"، فإن مطالب الشعب لم تتحقق، إذ يعيش اللبنانيون اليوم أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية.

رغبة التغيير
وبينت صحيفة "النهار" اللبنانية أن رغبة اللبنانيين في التغيير، تصطدم مع الإطباق على مراكز القرار ومصادرة المؤسسات والقمع والاختراق لدى كل مكونات الطبقة السياسية. وإذا كان استحقاق الانتخابات النيابية في 15 مايو(أيار) المقبل فرصة لإدلاء اللبنانيين بأصواتهم للتغيير، إلا أن الأمور تبدو ضبابية في ظل حالة الضياع لدى الأكثرية الساحقة منهم، بعد فشل انتفاضتهم أو تطويقها وانقضاض قوى السلطة والطوائف عليها لمنعها من تشكيل حركة اعتراضية كبرى بحاضنة شعبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن قصى ما يطمح إليه اللبنانيون اليوم أو بعد الانتخابات أن يتوقف الانهيار ويستعيدون قدرتهم المعيشية وحداً أدنى من الاستقرار. وهم باتوا على قناعة أن الحل يأتي من الخارج، ولا يأبهون بالشعارات المرتفعة السقف للقوى السياسية التي تخوض الانتخابات وتعتبرها وجودية، فيما تسقط كل محاولات الإصلاح التي تدّعي الحكومة اللبنانية أنها تسعى الى إقرار مشاريعها، لا مع صندوق النقد ولا الكابيتال كونترول، ولا حتى مشاريع الكهرباء ووقف انهيار العملة الوطنية التي تتهاوى عند أي منعطف سياسي أو خلاف على التعيينات وغيرها.

وأوضحت الصحيفة أنه يجب الانتباه إلى أن حدود التغيير هو الذي يجب التنبه اليه وعدم الرهان على أن الأمور ستسلك طريقها لإسقاط قوى السلطة التي يتقدمها اليوم "حزب الله" ومعه "التيار الوطني الحر". فالحزب الذي يسعى الى الأكثرية لفرض شروطه على طاولة التفاوض الإقليمية، لا يحمل حلولاً للأزمة، فيما الأكثريات التي تحققت للمحور المسمى بـ"السيادي" منذ العام 2005 تصارعت أيضاً على السلطة ولم تستطع تقديم حلول لمشكلات البلد، ولا حتى التمكن من الحكم، فعقدت التسويات والصفقات والمحاصصات في السلطة.

تصويت المغتربين
من جانبها تحدثت صحيفة "الشرق الأوسط" عما وصفته ببدع عرقلة تصويت غير المقيمين، واتهم في بيان "المنظومة (الحاكمة) باستعمال كل وسائل العرقلة لكتم أصوات اللبنانيين أينما وجدوا خاصةً إذا كانت ستصب في غير مصلحتها. ولتنفيذ مخططها تضع شروطاً تعجيزية على غير المقيمين للإدلاء بأصواتهم عبر بدع جديدة وفوضى وارتجال وتأجيل في إتمام الإجراءات الضرورية لإنجاز العملية الانتخابية.

وفي الإطار نفسه، جاء موقف لجنة التنسيق اللبنانية الأمريكية التي حذرت من "تفخيخ تصويت المغتربين". وقالت اللجنة التي تضم ست منظمات لبنانية أمريكية في بيان لها، إن الشعب اللبناني معني بكثافة التصويت لحماية الهوية اللبنانية، وتحرير الدولة، وتحقيق السيادة الكاملة، وإطلاق مسار الإصلاحات البنيوية على كل المستويات، وإنفاذ العدالة في كل الجرائم التي طالت قادة فكر، ورجالات دولة، ومؤثرين في الشأن العام، وأفظع هذه الجرائم جريمة تفجير مرفأ بيروت وإعادة لبنان إلى الشرعية العربية والشرعية الدولية، وتطبيق الدستور بكل مندرجاته، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وتحييد لبنان عن الصراعات والمحاور.

اصطفاف
وتناولت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها الوجاهة في اصطفاف بعض المرشحين الجدد للبرلمان اللبناني فوق المنابر أمام أسيادهم أو بعيداً منهم، أو أمام رؤساء اللوائح و"جيش الإعلاميين" تأهباً لقراءة برامجهم الانتخابية أو إعلان انسحاباتهم أو عزوفهم لا فرق. ما لا يمكن فهمه وهضمه، هو أن يقف وراء كل مرشح رجل مدني أمني الملامح أو سائق طويل الهامة، حليق الذقن والرأس وفوق عينيه نظارتان سوداوان لا تفارقان وجهه، يتلفّت يميناً ويساراً، والأرجح أنه يجفل من برغشة تطير أمامه.

وبينت الصحيفة أنه قد يفهم أحدنا صراع أشقاء الأرحام والأحزاب في الانتخابات اللبنانية؛ إذ يهاجر مرشحون من محافظة إلى أخرى ومن حزب لآخر خلسة بهدف الالتحاق بلائحة مضمونة مهما عظم الثمن نقداً، وقد يفهم أحدنا معنى السياسيين لأولادنا وبناتنا وحرمانهم الاقتراع قبل بلوغ الـ21 القرن 21، لأسباب لا يمكن الدفاع عنها بجملة مفيدة أو برمشة عين، ويمكن للدولة أن ترممها بفتح سفاراتها أمام المهاجرين المشتتين في العالم، ولكن ما لا نفهمه هو كيف نقنع أحفادنا الذين تجاوزوا آباءهم وأجدادهم بذكائهم وحضورهم ونجاحاتهم وحرياتهم وهم يديرون المؤسسات الشبابية الريادية بعد نضجهم المبكر في وسائل الاتصال، بأنهم لم ينضجوا كفاية ليختاروا ممثليهم إلى البرلمان؟.

قد يفهم أحدنا أيضاً ترضية خواطر المرشحين المنسحبين خوفاً أو تهديداً أو رشوة أو وعداً بمنصب مقبل، وقد نسمع حتى عن تدخّل دول العالم في الانتخابات، لكننا لا نفهم تدخّل دول لضمّ مرشح وفرضه على إحدى اللوائح؟
قد يفهم أحدنا توزيع "بونات" البنزين والمازوت والإعاشات وأجهزة الخلوي وقصص الملايين الخيالية التي توزّع نقداً وبالعملات الصعبة على معظم اللبنانيين الفقراء، لكننا لا نفهم إطلاقاً كيف أن بعض الأحزاب واللوائح قد تجاوزت كل سقوف الإنفاق الانتخابي المالي المسموح به قانوناً، إلى حدود خيالية عبر خطب ومقابلات حافلة بالكراهية والمذهبية، كما أننا نشعر بعجزنا حيال السلطات الإعلامية التي تجاوزت كل مفاهيم السلطات الأخرى في لبنان والعالم.