(صحف 24)
(صحف 24)
السبت 7 مايو 2022 / 09:54

صحف عربية: انتخابات لبنان وهيكلية التغيير بوجه حزب الله

24 - أحمد إسكندر

يخوض اللبنانيون "معركة التغيير" في وجه حزب الله وتشكل الانتخابات مرحلة جديدة يأمل المواطنون في أن تقودهم نحو الخروج من المخاض العسير الذي تسير فيه البلاد منذ سنوات.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم السبت، بدأ الاستحقاق السياسي باقتراع من هم في الخارج بهدف إحراز تغيير سياسي واقتصادي في ظل الأزمات المتلاحقة وتفشي الفساد السياسي الذي تتهم باتباعه أغلب الأحزاب السياسية الحاكمة، رغم إدراك المقترعين أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة، في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته الأزمات.

هيكلية المفأجات
واعتبرت صحيفة "الجمهورية اللبنانية أن لا مفاجآت منتظرة في نتائج الانتخابات النيابية. فالغالبية الحالية ستَحكم البلد 4 سنوات مقبلة. لكن الانتخابات ستُفرز هيكلية مختلفة للقوى التي يتألف منها المجلس. ففي الساحة السنّية، سيُعاد خلط الأوراق بتأثير من الموقف المربك الذي تسبَّب به الرئيس سعد الحريري. وفي الساحة المسيحية، سيستفيد العديد من القوى الحزبية والمستقلة وقوى المجتمع المدني من تراجع رصيد التيار الوطني الحرّ.

بذلك سيكون من البديهي أن تعيد هذه الغالبية انتخاب الرئيس نبيه بري على رأس السلطة التشريعية، فيكون أول أركان الحكم الذين سيديرون المرحلة المقبلة ويتحكّمون بالاستحقاقات الآتية، ولاسيما تشكيل الحكومة الجديدة وإجراء انتخابات رئاسية، وعلى هذا الأساس، سيكون بري هو الأقوى بين أركان الحكم، على الأقل حتى انطلاق العهد الرئاسي الجديد. وهذا الأمر يستنفر القوى السياسية والطائفية جميعاً، ولاسيما الشريكين الآخرين في الحكم الرئيس ميشال عون والرئيس نجيب ميقاتي. فكل منهما يسعى إلى ضمان حضوره، ويريد من الانتخابات النيابية أن تشكِّل جسر عبور له إلى هذه المرحلة التأسيسية.

قناعات
ولخص رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة في حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط" أسباب اتخاذه قرار دخول معترك الانتخابات، رغم قرار رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري تعليق العمل السياسي، لقناعته أنه لا يجوز ترك الساحة فارغة ليصار إلى ملئها من قبل طارئين وأصحاب مصالح شخصية ومعتبرا أن هؤلاء "يخدمون بعض القوى التي تحاول أن تطبق على الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية اللبنانية من خلال المجلس النيابي، والتأثير على عملية انتخاب رئيس جمهورية واستعمال الأكثرية إذا حصلوا عليها بالمجلس النيابي وما يمكن أن يحصلوا عليه من دعم آخرين في مجلس النواب بسبب التهويل والتهديد والتأثيرات لكي يساهموا في تعديل الدستور وتشريع سلاح حزب الله.

ويرى السنيورة أن المقاطعة عبثية، وهذه الوقائع تدفع السنيورة أيضاً للاستشهاد بها كسبب رئيسي لعدم "إدارة الظهر للناس" وبانت "أصداء إيجابية" من قبل المكون السني بلبنان ومن المكونات الوطنية أيضاً وتجاوباً عربياً، لأن العرب يريدون أن ينهض لبنان من كبوته وأن يقف إلى جانبهم إذا أراد اللبنانيون أن ينهضوا بوطنهم بالتالي هم حريصون على لبنان وعلى أن لا تتأزم الأمور أكثر مع ما يحمل من شرور على الوطن العربي.

ولهذا يشعر السنيورة أن "هذا العمل على مقدار مصاعبه والمشكلات التي يطرحها هو أقل بكثير من المصائب أو المشكلات التي يمكن أن تحصل بلبنان إذا جرت المقاطعة"، ومن هذا المنطلق، يدعو الجميع إلى "موقف جدي وصارم في الرغبة بالاقتراع وأنا أدعوهم للاقتراع والمشاركة بالعملية الانتخابية التي هي حق وواجب على كل واحد كما أدعوهم أن يختاروا صح، بمعنى أن يختاروا من يقوم فعلياً بدعم الدولة اللبنانية واستعادة دورها وسلطتها وهيبتها، ولمنع أن يصار إلى القبض على الدولة اللبنانية لخدمة مصالح آخرين.

الإفلاس
من جانبها ذكرت صحيفة "الاتحاد" بأن مصطلح "الإفلاس" يستخدم بانتظام في وسائل الإعلام، للإشارة إلى حالة الدولة التي تمر بصعوبات اقتصادية كبيرة، خصوصاً فيما يتعلق بتفاقم ديونها، وعدم قدرتها على سداد الأقساط المستحقة عليها. وتنطبق هذه الحالة على لبنان، عندما أعلن رئيس حكومته حسان دياب في 9 مارس(آذار) 2020 التخلفَ عن دفع قسطٍ قيمته 1.2 مليار دولار من سندات الخزينة اللبنانية "اليوروبوند".. فهل يعني أنه مفلس؟.

وبينت الصحيفة أنه لا يمكن لدولة ما أن "تفلس" على ذلك النحو، أي أن تتم تصفية أصولها مثل أي شركة، لأنها كيان سيادي بحكم تعريفها. ويستدل من كل ذلك أن لبنان بلد غير مفلس وهو بالوقائع والأرقام، بلد غني بدولته التي تملك أصولاً وعقارات وشركات استثمارية كبيرة منتجة، وكذلك غني بشعبه الذي يملك ثروات مالية وودائع مصرفية وأسهماً في شركات عالمية.

وبحسب الصحيفة تكمن المشكلة الخطيرة التي أدت إلى الانهيار المالي والاقتصادي تكمن في إفلاس المنظومة السياسية، وعجزها حتى فشلها عن إدارة شؤون البلد، نتيجة الفساد المستشري والغارقة فيه. ورغم أن لبنان متعثر مالياً منذ أكثر من سنتين، فهو قادر على النهوض الاقتصادي، واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي به، مع التزامه بتنفيذ الإصلاحات التي سبق أن اتفق عليها مع صندوق النقد الدولي.

سُنّة لبنان
وأشارت صحيفة "عكاظ" بمقال للكاتب زياد عياتي إلى أن سُنّة لبنان في بيروت سيصوتون للمرشحين المؤمنين بالسيادة والاستقلال، سيصوّتون لكل من يحمل الهوية العربية مؤمناً بها ومدافعاً عنها أنها هوية نهائية لا تتبدل ولا تُهان. سيصوّت السُنّة في مدينة طرابلس بوجه من دفعهم لركوب قوارب الموت، ومن أغرقهم بالوعود الجوفاء، ومن يغيب عنهم 4 سنوات ليُطل عليهم في يوم الانتخاب مفتتحاً جسراً سبق له أن افتتحه لأكثر من 5 مرات، واعداً إياهم كما وعدهم في السابق أن يُنشئ المستشفيات والمدارس والمعاهد، وأن يوجد لأبنائهم فرص العمل، وهي وعود لم تغادر أوراق الخطابات.

سيتوجه السُنّة في البقاع الغربي والأوسط ليصوتوا بوجه "المشروع الفارسي"، مؤكدين أن لا مكان هناك لفارس ومليشياتها. سيصوّتون لأبنائهم الأحرار الذين ما غادروا السهل يوماً وما استسلموا في ساحات القتال وسيدفن سُنّة لبنان كل "الجيف السياسية" التي أنهكتهم طوال تلك السنوات، سيدفنونها دون أن يضعوا شاهداً على قبورها في مقابر الغرباء، دون أن يلتفتوا إليها وهم يغادرونها، لقد أصابتهم التخمة من أشباه الرجال. سُنّة لبنان هم عصب الدولة، عماد المؤسسات، سلاحهم موقفٌ ولم يتورطوا يوماً بالدماء. سُنّة لبنان هم دولة ولا يمكن لدويلة أن تختصرهم مهما كانت الضغوطات، سيصوّتون بقلوبهم للوائح السيادة المؤمنة بقيمهم الأخلاقية والسياسية، هم العروبة الضامنة بمواجهة كل الاحتلالات.