عامل في منشأة نفط روسية (أرشيف)
عامل في منشأة نفط روسية (أرشيف)
الخميس 19 مايو 2022 / 18:34

ضخ خامات روسيا شرقاً يحد من صادرات إيران النفطية إلى الصين

تراجعت صادرات النفط الخام الإيراني للصين بشدة منذ بداية الحرب في أوكرانيا، إذ فضلت بكين الخام الروسي منخفض السعر وتركت 40 مليون برميل من الخام الإيراني مخزنة في ناقلات في البحر في آسيا تبحث عن مشترين.

ودفعت العقوبات الأمريكية والأوروبية على موسكو بعد غزو أوكرانيا المزيد من الخام الروسي نحو الشرق، والتقطته الصين مخفضة طلبها للنفط من إيران وفنزويلا، الرازحتان تحت عقوبات غربية.

وأظهرت بيانات ملاحية أن نحو 20 سفينة بالنفط من إيران راسية قرب سنغافورة حتى منتصف مايو(أيار) الجاري.

وقالت مصادر تجارية وملاحية إن بعض الناقلات راسية هناك منذ فبراير(شباط) الماضي، لكن عدد السفن التي تخزن الخام الإيراني زاد بسرعة منذ أبريل (نيسان) الماضي مع توجيه المزيد من الخام الروسي شرقاً.

وقالت شركة كبلر للبيانات والتحليلات إنها تقدر أن حجم الخام الإيراني المخزن في مستودعات عائمة قرب سنغافورة زاد إلى 37 مليون برميل في منتصف مايو (أيار) الجاري، من 22 مليون برميل في أوائل أبريل(نيسان) الماضي.

وحظرت الولايات المتحدة واردات الخام الروسي بعد فترة وجيزة من غزو أوكرانيا في حين يدرس الاتحاد الأوروبي حظراً تدريجياً ما دفع المزيد من شحنات الخام الروسي إلى آسيا.

وقال حميد حسيني عضو مجلس إدارة اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني في طهران: "روسيا يمكنها تحويل نحو نصف صادراتها إلى جنوب شرق آسيا خاصة الصين، وهذا تهديد محتمل ضخم لصادرات الخام الإيرانية".

وتفيد حسابات شركة كبلر بأن صادرات إيران إلى الصين تقدر بما بين 700 ألف و900 ألف برميل يومياً في مارس (آذار) الماضي، وفي أبريل(نيسان) الماضي أفادت التقديرات بانخفاضها بين 200 ألف و250 ألف برميل يومياً، حسب إيمان ناصري العضو المنتدب لمنطقة الشرق الأوسط في شركة "إف.جي.إي" الاستشارية.

وقالت كبلر إن إيران صدرت في المتوسط 930 ألف برميل يومياً للصين في الربع الأول من العام، في حين تشير تقديراتها الأولية لصادرات أبريل(نيسان) الماضي إلى 645 ألف برميل يومياً، لكنها قالت إن التقديرات يمكن تعديلها بسبب صعوبة تعقب المبيعات الإيرانية.

التجارة في ظل العقوبات
وقال همايون فلكشاهي المحلل البارز في كبلر "الواضح أن الصين تشتري الآن المزيد من شحنات خام الأورال، وزادت صادرات خام الأورال للصين إلى ثلاثة أمثالها، رغم تراجع الواردات الصينية".

والصين، التي تراجعت وارداتها الإجمالية من النفط بسبب كورونا، هي أكبر مشتر كذلك للمزيج الروسي إسبو.

وقالت ثلاثة مصادر إن إيران وروسيا، كانتا على اتصال وثيق في الأسابيع الماضية لبحث كيفية تجارة النفط في ظل العقوبات، وقال أحد المصادر إن الجانب الروسي يريد معرفة كيف أدارت إيران إجراءات النقل والبيع والتحويلات في ظل العقوبات. 

وبحث الجانبان إنشاء شركات وبنوك وصناديق مشتركة، لكن المحادثات لم تخفف المنافسة على مشترين للخامات الروسية والإيرانية الأثقل، التي تحتوي على كبريت أكثر جعلها أكثر كلفة في تكريرها، من النفط الروسي.

وقال متعامل من مصفاة صينية: "لا أحد يتطلع للخام الإيراني الآن الخامات الروسية أفضل جودة وأرخص سعراً، باعة الخام الإيراني يتعرضون لضغوط شديدة".

ومن ناحية أخرى، زادت الهند مشترياتها من الخام الروسي، وبحلول أوائل يونيو(حزيران) المقبل ستشتري الهند أكثر من 30 مليون برميل في 3 أشهر، حسب كبلر، أي أكثر من مثلي وارداتها  طيلة 2021.