الجمعة 20 مايو 2022 / 10:26

مبايعة أسلس من الماء في الجداول

علي أبو الريش- الاتحاد الإماراتية

هكذا جرت مبايعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهكذا كان اجتماع أعضاء المجلس الأعلى، حيث اللقاء تم بين قلوب نبضها من نبض وطن شرايينه هذه الأشواق الحري لعلاقة أصفى من الزلال، وأرق من أوراق التوت، وأجمل من عيون الطير، وأرهف من أجنحة الفراش.

في تلك الجلسة المباركة أنشد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً نحن جئنا نبايعك يا أبا خالد، ونهنئك برئاسة وطننا، كما أننا عزينا أنفسنا وعزيناك في فقيد الأمة، وتأكد أننا سنكون سنداً لك للعبور بالوطن نحو آفاق التقدم، وبعد أعرب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن مواساته، لفقيد رجل التمكين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ثم عبر سموه عن إيمانه بقدرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على الإمساك بالدفة، بثقة وثبات، متكئاً على الإرث القويم إرث زايد المؤسس، والباني، ولم يمكث اللقاء أكثر من دقائق حتى نهض الجميع، أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى مهنئين، مباركين لسموه متمنين له السداد والتوفيق، وفي نهاية اللقاء أعرب أبو خالد عن شكره وتقديره للثقة الغالية التي أولاها إياه إخوانه الحكام وأكد بشفافيته المعهودة ورقة بوحه، وحنان صدحه، وبلاغة مشاعره أنه سيكون في نفس طبيعته كما عهدوه، وكما دأب عليها من سجايا عرفه بها القاصي والداني.

نتوقف عند هذا الاجتماع، ونتأمل ذلك المشهد، ونقرأ بين السطور، فنجد أننا في بلد قادته يرسمون المستقبل في غضون دقائق، ويتولون المسؤوليات الجسام من دون رتوش ولا شعارات، صدعتنا بها دول ادعت الديمقراطية، وتبين أن الديمقراطية ليست إلا مساحيق تجميل، بينما هنا تسير القوافل نحو الماء من دون أهازيج، ولا طبول تثقب الأمخاخ، وتحرق الدماء.

في بلادنا الحياة في كل مجرياتها بدءاً من علاقة الإنسان بالإنسان، وانتهاء بالقضايا الجوهرية، والتي تمس عميق الشؤون، والشجون، فقضايانا تسير بسهولة ويسر، وأسهل من جريان الجداول في عروق العشب القشيب، وأحلامنا لا تعترضها خصومات، وطموحاتنا لا تعرقلها تنظيرات، كل شيء هنا يمضي في الحياة على صهوة الحب، تحركه دفة مشاعر صافية، كل ذلك يحدث بفضل القيم الراقية التي ينتهجها قادتنا الكرام، ويؤمن بها شعبنا، حتى أصبح الوطن وحدة في وجودنا، وكياناً راسخاً في عقلية كل إنسان يعيش على هذه الأرض وينعم بخيراتها.

كانت الدموع تنهال فرحاً، والشاشة الملونة تنقل للعالم مشهداً لم ير مثله في التاريخ، مشهد له معناه، ومغزاه في ضمير قادتنا، ومشاعر هذا الشعب النبيل.