الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أف ب)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أف ب)
الجمعة 20 مايو 2022 / 11:16

بلومبرغ: هذه قصّة أردوغان مع السويد وفنلندا

24-زياد الأشقر

سلط الصحافيان نيكولاس رولاندر وأوت أوميلز الضوء في مقال نشره موقع "بلومبرغ" الأميركي على الأسباب التي تحدو بتركيا إلى معارضة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فقالا إن جوهر التهديد التركي بوقف عملية توسع الحلف إلى شمال أوروبا، عائد إلى خلاف في وجهات النظر حول المجموعات الكردية السياسية.

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السويد بأنها "أرض تعشعش فيها التنظيمات الإرهابية"

وتعتبر السويد، التي تسعى مع فنلندا إلى الانضمام إلى الناتو، من أكثر الدول استضافة لمهاجرين يفرون من مناطق النزاع ومن بينهم الأكراد. وترفض تركيا المطالب الكردية بإنشاء دولة مستقلة لهم. ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السويد بأنها "أرض تعشعش فيها التنظيمات الإرهابية".

وطالما سعت السويد إلى تعزيز حقوق الإنسان واحترام الأقليات في الخارج، وقد استقبلت نحو مئة ألف كردي. ورغم إقامتها اتصالات مع بعض المجموعات الكردية السياسية، فإنها تميل إلى التزام معايير دول أوروبية أخرى لجهة التعامل مع المطالب الكردية لتقرير المصير. وكانت السويد الدولة الثانية بعد تركيا، التي تصنف "حزب العمال الكردستاني" كمنظمة إرهابية، في عام 1984.

لقاءات مع سياسيين أكراد

وسبق لتركيا أن انتقدت المسؤولين السويديين بسبب لقاءاتهم مع سياسيين من الأكراد، مذكرة بلقاء بين وزيرة الخارجية آنا ليند وإلهام أحمد التي تمثل "حزب الإتحاد الديمقراطي" الكردي السوري الجناح السياسي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية. وعندما انتخبت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسن عام 2021، كان الفضل في ذلك يعود إلى النائبة الكردية في البرلمان السويدي أمينة كاكابافيه. وتم تأمين هذا الدعم في مقابل تعهد من أندرسن بزيادة التعاون بين الحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي تتزعمه وحزب "الاتحاد الديموقراطي الكردي" السوري. كما أن هناك نقطة توتر أخرى تتعلق بـ"مجلس سوريا الديمقراطية" الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" في شمال سوريا والذي تقول تركيا إن إرهابيين يهيمنون عليه. لكن السويد تقول إنها تتعاون مع "قوات سوريا الديموقراطية"، وليس مع "وحدات حماية الشعب" أو "حزب العمال الكردستاني".

"العمال الكردستاني"
ويطالب أردوغان السويد وفنلندا بالتنديد علناً بـ"حزب العمال الكردستاني" وفروعه كشرط مسبق للموافقة على انضمامهما إلى الناتو. ووفقاً لمسؤولين أتراك تحدثوا إلى بلومبرغ، فإن تركيا تريد أيضاً من السويد وفنلندا أن تقمعا المتعاطفين مع "حزب العمال الكردستاني" الموجودين في البلدين. ويتحدث المسؤولون عن شرط آخر، وهو أن تلغي السويد وفنلندا قيوداً فرضها البلدان ودول أخرى في الإتحاد الأوروبي أواخر 2019 على تركيا، بعدما أرسلت أسلحة إلى سوريا.

ويلفت الكاتبان إلى أن أي تحرك يمكن تفسيره على أنه تملق لأردوغان، قد لا يحظى بتأييد الناخبين السويديين، ومن المرجح أن تقاوم حكومة أندرسن جرها إلى مفاوضات حول تسليم المجرمين أو بالنسبة إلى صادراتها من الأسلحة. وعوض ذلك، من المرجح أن يحاول الديبلوماسيون السويديون تجنيد الحلفاء للضغط على تركيا حتى لا تعرقل انضمام السويد إلى حلف الأطلسي.

فنلندا ضحية
ويبدو أن فنلندا ضحية للنزاع. فهذا البلد لا يوجد فيه أقلية كردية مهمة، ويقتصر الأمر على وجود 15 ألف كردي يقطنون فيها. ويؤكد المسؤولون الفنلنديون أن بلدهم ملتزم كل تصنيفات الإرهاب التي يصدرها الإتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعني أنه يحظر نشاط "حزب العمال الكردستاني". وعلى غرار السويد، حظرت فنلندا تصدير السلاح إلى تركيا عام 2019، لكن تجارة الأسلحة مع تركيا كانت متواضعة. وخلال العقد الماضي، صدرت فنلندا إلى تركيا ما قيمته 63.2 مليون دولار من بضائع مصنفة على أنها أسلحة إلى تركيا، بما في ذلك ذخائر وأجهزة حماية ودروع.