صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الأحد 22 مايو 2022 / 09:52

صحف عربية: الحوثيون يفتكون باليمنيين.. بالطائفية والجوع

لجأت مليشيات الحوثي إلى طرق إجرامية جديدة تؤكد انتهاجها للعنف والقتل المتعمد، حيث سعت مؤخراً إلى سلاح الجوع والطائفية لتفكيك الأسر اليمنية والضغط عليها للانصياع لأوامرهم وتنفيذ أجنداتهم الاجرامية.

ووفق صحف عربية صادر اليوم الأحد، تعالت التحذيرات من كارثة حقيقية تعيشها مدينة تعز جراء حصارها المستمر من جماعة الحوثي منذ 7 سنوات، والاستمرار في الضغط على الشعب اليمني من كافة الاتجاهات.

جرائم أسرية
وتحدثت صحيفة "عكاظ" عن الجرائم التي شهدتها الأسر اليمنية مؤخراً حيث وصف ناشطون وحقوقيون يمنيون شهر مايو بالأسوأ لجرائم عناصر المليشيا الذين خضعوا لدورات طائفية وشاركوا في عمليات حربية ضد ذويهم، إذ اعترف الإعلام الأمني الحوثي بـ1321 جريمة خلال شهر رمضان بينهم 299 جريمة جنائية متعمدة.

ولم تمضِ ساعات على تشييع سكان صنعاء، أسرة بالكامل جرى تصفيتها على يد أحد أبنائها الذين خضع لدورة طائفية حوثية ليعود ويطالب أسرته بحصته من الميراث، فيقتل والده وزوجته وشقيقه وزوجته حتى أعلن جريمتين داخل الأسر في محافظتي عمران وإب.

وأفادت مصادر محلية أن يمنياً انتحر عقب إطلاق النار على عدد من أفراد أسرته، ما أدى إلى مقتل زوجته وابنته وإصابة والده بمحافظة عمران، موضحة أن يوسف عرار من منطقة السكيبات بمديرية عذر محافظة عمران قتل بالرصاص الحي زوجته وابنته ثم أطلق النار على نفسه منتحراً على الفور.

وذكرت المصادر أن مناطق سيطرة الحوثي تشهد انفلاتاً أمنياً كبيراً واشتباكات يومية خصوصاً في محافظات إب وعمران وحجة وذمار، بعضها بين مسلحي المليشيا أنفسهم، إذ اندلعت أمس اشتباكات أمام إدارة أمن مديرية بعدان بمحافظة إب تسببت في مقتل مسلح وشخصين آخرين كانا على متن دراجة نارية ودهستهما دورية حوثية أثناء محاولاتها إسعاف أحد جرحى الاشتباكات الذي قتل بعد انقلاب الدورية.

تمديد الهدنة
أما صحيفة "الشرق الأوسط" قالت إنه في الوقت الذي يتطلع فيه اليمنيون إلى أن تفضي المساعي الأممية والدولية إلى الضغط على الميليشيات الحوثية لتنفيذ بقية بنود الهدنة الإنسانية، جددت الحكومة اليمنية التشديد على ضرورة الإسراع برفع الحصار عن تعز وفتح المعابر، والضغط على الميليشيات لتحييد عائدات مواني الحديدة وتخصيصها لصرف الرواتب.
وتوقعت الصحيفة أن ينجح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ قريباً في عقد اجتماعات بين ممثلي الحكومة الشرعية وممثلي الجماعة الحوثية، للتوصل إلى صيغة تنفيذية لفتح المعابر، خصوصاً في تعز، يطالب الناشطون اليمنيون بسرعة إزالة المعاناة عن سكان المدينة، مع تشكيكهم في نيات الجماعة المعروفة بالتنصل من التزاماتها.

ولا يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تتوج الجهود الأممية بانتزاع موافقة الحكومة الشرعية والحوثيين في الأيام المقبلة على تمديد الهدنة، على الرغم من التقارير الواردة بشكل يومي عن الانتهاكات الميدانية من قبل الميليشيات الحوثية.

وكان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن قد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، التزامه «بدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وتقديم كافة التسهيلات لإنجاح الهدنة ورفع المعاناة عن كافة اليمنيين»، بحسب ما جاء في رسالة نقلها وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة.

وتضمنت رسالة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي "مطالبة الأمم المتحدة بممارسة كافة الضغوط لاستكمال تنفيذ كافة بنود الاتفاق، وعلى رأسها رفع الحصار عن محافظة تعز، وفتح المعابر والطرق وتسهيل انتقال المواطنين، وكذا تخصيص رسوم الشحنات النفطية الواردة لميناء الحديدة لتسليم مرتبات الموظفين".

حوافز اقتصادية
فيما ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن الأمم المتحدة تنتظر ردود الحكومة اليمنية والحوثيين، على طلبها تمديد الهدنة القائمة، والتي ستنتهي مطلع الشهر المقبل، استعرض تقرير دولي، الحوافز الاقتصادية التي ستترتب على المضي في طريق السلام، وأكد أن نجاح تمديد الهدنة والوقف الدائم للأعمال العدائية العسكرية، واستعادة واردات الوقود عبر ميناء الحديدة، وتشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء الدولي، وإلغاء الرسوم الجمركية الداخلية، وإنهاء الانقسام النقدي من شأنه أن يولد حوافز اقتصادية كبيرة لأطراف الصراع، كي تقبل بالسلام. وتوقع التقرير أن يكون لهذه الإجراءات تأثير إيجابي في العديد من الأنشطة الاقتصادية، وبالتالي، على الوضع الإنساني العام.

وأشارت الصحيفة إلى أن إنتاج وتصدير النفط والغاز، عانى من نكسات كبيرة، حيث إن تفعيل الإنتاج وزيادة الصادرات، يمكن أن يؤدي إلى توليد عائدات إضافية، يمكن إدارتها بين العديد من الأطراف المتحاربة، وإن كانت محدودة أكثر من ذي قبل. ورأى أن ذلك يمكن أن يساعد في معالجة ميزان المدفوعات، وتقليل فجوة التمويل الآخذة في الاتساع حالياً.

ورجحت مصادر يمنية أن تتم أنشطة إعادة الإعمار بعد اتفاقية السلام، ومن شأنها أن تعزز فرص العمل، وتحسن وصول الناس إلى سبل العيش، وتزيد من قدرتهم على تلبية احتياجاتهم. كما أن توفر مضخات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية والوقود في السوق، والمزيد من التحسينات في الممارسات الزراعية، وتحسين الوصول إلى الأراضي الزراعية، يمكن أن يزيد أيضاً من إنتاج الغذاء المحلي. كما أن رفع القيود على التنقلات والبيع للمنتجات، من شأنه أن يقلل التكاليف التي يتحملها المزارعون. 

دفع الثمن
ومن جانبه حذر مسؤول حكومي يمني من كارثة حقيقية تعيشها مدينة تعز (جنوب غرب) جراء حصارها المستمر من جماعة الحوثي منذ 7 سنوات، معتبرا أن الهدنة السارية بالبلاد "لبّت مصالح الحوثيين".

وقال رئيس الفريق الحكومي الخاص بالتفاوض لفتح طرقات مدينة تعز عبدالكريم شيبان لصحيفة العرب اللندنية إن "تعز تدفع ثمن رفضها لمشروع جماعة الحوثي والحوثيون ينتقمون منها أشد انتقام ويمنعون عنها المياه والكهرباء والإغاثة".

واستغرب شيبان فتح ميناء الحديدة، وتشغيل مطار صنعاء الدولي (خاضعان للحوثيين) قبل فتح منافذ مدينة تعز، معتبرا هذه أن الخطوة "ستدفع جماعة الحوثي إلى المزيد من التعنت حيال تعز بعد تلبية مطالبها من الهدنة الأممية".

وأضاف "نتفهم الحاجة الإنسانية لفتح مطار صنعاء لكننا لسنا مسؤولين عن هذه المأساة التي يتحمل مسؤوليتها الحوثيون باعتبارهم الطرف المتسبب بالصراع المستمر".

وأردف شيبان "كان من المفترض أن يتم تنفيذ عناصر الهدنة الأممية بشكل متزامن كي لا يكون هناك مجال لأحد للتهرب من تنفيذ التزاماته لكن ما حدث هو العكس (…) تمت فقط تلبية مطالب الحوثيين في وقت يستمرون بفرض الحصار على تعز".

واتهم الجماعة بأنها "ترفض حتى اللحظة تسمية ممثليها للتفاوض من أجل فتح طرقات في تعز وفق الهدنة الأممية رغم تشغيل مطار صنعاء الدولي".

وكشف شيبان أن قرار رفع الحصار عن تعز مرتبط رأسا بزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي. ويرى أن باقي المسؤولين في الجماعة "لا يمتلكون القرار أو القدرة على تنفيذ التزاماتهم".

وتتضمن الهدنة "اجتماع الأطراف للاتفاق على فتح الطرقات في تعز وغيرها من المحافظات لتيسير حركة المدنيين وتنقلاتهم بالاستفادة من الجو الذي تهيئه الهدنة".