الرئيس الأمريكي جو بايدن.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن.(أرشيف)
الأحد 22 مايو 2022 / 10:23

نيوزويك: على بايدن التوقف عن استجداء إيران

قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن زيارة منسق الاتحاد للمحادثات النووية في فيينا إنريكي مورا لطهران هذا الشهر "جرت بشكل أفضل من المتوقع". وأبلغ إلى وزراء خارجية مجموعة السبع إن محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي لم تعد "متوقفة" بل "أعيد فتحها". وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الاجتماعات في طهران "حددت المسار الصحيح وكانت تمضي قدماً".

إيران هي تهديد تقليدي ونووي في الشرق الأوسط وأبعد. يجب عدم تقديم فرصة لها كي تضغط باتجاه دفع أمريكا والغرب إلى تقديم المزيد من التنازلات


في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تشرح المديرة البارزة للمركز اليهودي للسياسات في واشنطن شوشانا براين أن الإيرانيين كانوا قد غادروا المحادثات بعدما اعترضت مجموعة مشرعين من كلا الحزبين في مجلس الشيوخ على طلب إيران برفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب. اعترافاً منهم بأن الحرس كان مسؤولاً عن موت مئات الجنود الأمريكيين وجرح آلاف آخرين في العراق، عرقل السيناتورات آمال إدارة بايدن باسترضاء طهران. لكن كيف نجح مورا في حلحلة العقد؟

ثلاث نقاط جديرة بالملاحظة

استشهدت شوشانا بما جاء في تقرير لمجلة بوليتيكو بشأن أن "الديبلوماسيين الغربيين يتوقعون تقدم طهران بمطالب محتملة بديلة، مما يمنح واشنطن فرصة للتفكير بتنازلات أخرى يمكن أن تعرضها. الهدف هو إيجاد طريقة للالتفاف حول عقبة الحرس الثوري التي ستترك كلتا الحكومتين تروجان للاتفاق داخلياً".

وفقاً للكاتبة، ثمة ثلاثة أمور جديرة بالملاحظة في هذه الرواية عن الموقف الديبلوماسي لإدارة بايدن. أولاً، ليس هدف الإدارة إبرام اتفاق يقيد إمكانات إيران النووية؛ الهدف هو "الالتفاف حول" اعتراض السيناتورات. ثانياً، ليس هدفه إزالة التهديد النووي الإيراني للمنطقة والعالم؛ الهدف هو تسهيل بيع واشنطن وإيران الاتفاق لشعبيهما.

ثالثاً، ليس الهدف دفع إيران إلى الامتثال لموجباتها وفقاً لاتفاق 2015 النووي ومطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ إنه العثور على "تنازلات أخرى" تستطيع واشنطن تقديمها. تلفت الكاتبة نظر مورا إلى أن "المطالب البديلة" لإيران لا تشكل اتفاقاً فعلياً.

كيف سمحت لروسيا بتولي الدفة؟
في هذه الأثناء، رمى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مسؤولية إعادة إطلاق المحادثات على واشنطن قائلاً "إننا ننتظر عودة الولايات المتحدة إلى إطار العمل القانوني لهذا الاتفاق النووي، وننتظر أيضاً رفع العقوبات غير القانونية". في غضون ذلك، ووفقاً لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، "حصلت موسكو على ضمانات من الولايات المتحدة بشأن قدرتها على التجارة مع إيران".

تتساءل شوشانا عن السبب الذي يجعل روسيا في موقع إصدار البيانات، ناهيكم عن التقدم بمطالب أو الحصول على ضمانات من واشنطن. ليست الولايات المتحدة في قاعة المحادثات لأن إيران رفضت الجلوس معها. كان يجدر بإدارة بايدن مغادرة فيينا حين حصل ذلك. لكن الحلفاء الأوروبيين والصين وروسيا يتحدثون مع طهران. "حتى بعدما غزت أوكرانيا، اعتمدنا على روسيا كي تكون صوتنا".

بايدن وعادة توزيع الرشاوى
ذكرت شوشانا أن هذه السياسة تتماشى مع عادة بايدن في توزيع الرشاوى للحصول على التوقيع الإيراني على قصاصة ورق. لقد رفع الرئيس الحوثيين عن لائحة الإرهاب وسحب الدعم الأمريكي من السعودية في حرب اليمن وضغط على كوريا الجنوبية للإفراج عن أصول إيرانية مجمدة وأعفى بيع إيران الطاقة الكهربائية للعراق من العقوبات وكذلك بيع نفطها للصين. وقلل بايدن من أهمية اتفاقات أبراهام بين إسرائيل ودول عربية قلقة من التهديدات الإيرانية وألغى الدعم الأمريكي عن كونسورتيوم خط أنابيب إيست ميد. رأت الكاتبة أن هذه رشاوى ممتازة مستدركة أن إيران تريد أكثر.
خلاف
تصر إيران الآن على رفع الحوثيين عن قائمة الإرهاب. سيترك ذلك بعض التداعيات على تلك المنظمة، علماً أن وزارة الخزانة الأمريكية صنفت قوة القدس التابعة للحرس على لائحة الإرهاب منذ سنة 2007، وتبعت ذلك تصنيفات أخرى. يبدو أن التصنيف الذي أعلنه دونالد ترامب هو فقط محل الخلاف على افتراض أن الإيرانيين ظنوا أن الإدارة الحالية ستكون سعيدة لإلغاء جانب آخر من سياسات إدارة ترامب.

كلام خاطئ لأوباما

لقد كان الرئيس باراك أوباما مخطئاً حين قال إن البديل عن اتفاق 2015 النووي هو "الحرب". لقد تزامن ذلك الاتفاق مع حرب أطلقتها إيران قبل عقود. قتلت إيران ومجموعاتها الوكيلة عبر نشاطات تقليدية علنية أو سرية مئات الآلاف من الناس في سوريا ولبنان والعراق واليمن والسعودية وإسرائيل وأماكن أخرى. لقد تم تصدير الصواريخ الإيرانية الدقيقة إلى الميليشيات في العراق وحزب الله ومجموعات وكيلة في سوريا وغزة واليمن.
وتم اكتشاف أول برنامج نووي سري لإيران في 2002 والثاني في 2009. كذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 2011 أن إيران "قامت بأنشطة مرتبطة بتطوير جهاز نووي متفجر". إن الكثير مما ظن المراقبون أنهم يعرفونه، أو مما عرفوا أنهم يعرفونه، تم تأكيده في 2018 حين سرقت إسرائيل الأرشيف النووي من طهران سنة 2018.

إيران تهديد تقليدي ونووي

خلصت شوشانا إلى أن إيران هي تهديد تقليدي ونووي في الشرق الأوسط وأبعد. يجب عدم تقديم فرصة لها كي تضغط باتجاه دفع أمريكا والغرب إلى تقديم المزيد من التنازلات – وينبغي على إدارة بايدن التوقف عن الاستجداء.