صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الإثنين 23 مايو 2022 / 10:23

صحف عربية: روسيا تخسر أهدافاً استراتيجية وبوتين تحت الضغط

يدخل الغزو الروسي لأوكرانيا الشهر الثالث، دون أن يتمكن الجيش الروسي من رسم "صورة نصر" واضحة، أو تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية، في حين تلقي العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا بظلال ثقيلة على العالم.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، الضوء على تداعيات هذه الحرب ومدى تأثيرها على الاقتصاد الروسي وما يتبعه من تأثير على العالم، وتحركات حلف شمال الأطلسي لفرض معادلة جديدة على روسيا من خلال دعم انضمام فنلندا والسويد إليه.

سيناريو أفغانستان
وقال الكاتب في صحيفة "العرب" علي الصراف، إنه "لا يهم كيف سوف يذكر العالم هذه الحرب، يكفي أن الرئيس بوتين سوف يرى بنفسه كيف تنتهي مغامرته بمكانة بلاده، تاريخها، وكبريائها، والحقيقة تقول إن روسيا تتكبد كل يوم خسائر لا معنى لها، بالأرواح والمعدات".

وأضاف "الآلاف من الجنود الروس قتلوا، ولسوف يُقتل أكثر منهم إذا ما امتدت الحرب ثلاثة أشهر أخرى، حتى يفيض ببلاده الكيل، فتضطر إلى انسحاب مخز، كما فعلت في أفغانستان".

ويشير إلى أن روسيا اكتشفت أن لديها جيشاً من طراز جيوش العالم الثالث، دباباتها تتعرض لمجزرة كل يوم، وطائراتها تتهاوى، وكتائبها تقاتل بوسائل بدائية، ما يجعلها عرضة سهلة للاستهداف.

وقال إن "التحالف الغربي لا ينتظر هزيمة موسكو عسكرياً، إنه ينتظر هزيمتها الاقتصادية، وعندما تنهار، فإن كل دبابات بوتين وطائراته وأسلحته النووية سوف تنهار من تلقاء نفسها".

خيارات محدودة لبوتين
ورأت الكاتبة في صحيفة "النهار" راغدة درغام، أن الرئيس بوتين يقف الآن على حافة الشراسة أو على حافة الاستدراك، أو أنه سيحاول الجمع بين النقيضين، حيث خياراته تتقلّص، والوقت يداهمه، والناتو يطوّقه.

وقالت الكاتبة إن "أوراق الرئيس الروسي النووية التكتيكية لا تزال في يديه، ولربما تلك هي المفاجأة التي تعدّها موسكو رداً على طلب هلسنكي واستوكهولم الانتماء إلى حلف الناتو، لكنها أوراق انتحارية ولا يبدو أن فلاديمير بوتين جاهز للانتحار، بعد".

وتابعت "هناك كلام جديد عن تحوّل مهم في مواقف دول حلف شمال الأطلسي نحو اعتماد فرض حظر الطيران في أوكرانيا، الأمر الذي قاومته دول عديدة، بما فيها ألمانيا وكذلك الولايات المتحدة، فإذا حدث حقاً هذا التحوّل النوعي، فإن إمكان وقوع اشتباكات جوية مباشرة بين روسيا وحلف الناتو تصبح شبه مؤكدة وتفتح الباب على تطورات ضخمة في الساحة الأوكرانية والأوروبية برمّتها".

وفي سوريا ولبنان، قالت الكاتبة: "ترى موسكو أن اندلاع أزمة بين حزب الله وإسرائيل سيجبر إسرائيل على الاستعانة بروسيا ومناشدتها للعب دور مع إيران للجم حزب الله، وللضغط على كليهما كي لا تتورّط أكثر".

وأضافت "الهجمة الودّية الأمريكية والأوروبية، على الدول الخليجية العربية لها دلالات فائقة الأهمية تصبّ في جزءٍ منها في الحرب الروسية مع الدول الغربية وتداعياتها النفطية والجيو - سياسية. إنها خطوات مدروسة تسعى لإصلاح ما سبقها من اعتباطية في السياسات الغربية، بالذات الأمريكية، نحو الدول الخليجية العربية".

حسابات خاطئة
بدوره رأى الكاتب في صحيفة "الشرق الأوسط" عمر أنهون، أن روسيا لم تكن تتوقع مثل هذه المقاومة العسكرية القوية على الأرض، ولا ذلك الإصرار والتضامن الذي أبداه الغرب، ولا العقوبات التي فرضها عليها.

وقال: "كان للاجتياح الروسي تداعيات تتجاوز حدود أوكرانيا، تركت آثارها على الحياة بصور عدة، فالغذاء العالمي وأمن الطاقة باتا في خطر، والأسعار آخذة في الارتفاع في كل مكان، والعديد من الحكومات باتت معنية بالتأثيرات الاجتماعية المحتملة".

وأضاف "عطلت الحرب الصادرات الزراعية من روسيا وأوكرانيا، وكانت المناطق الجغرافية الأكثر ضعفاً، مثل الشرق الأوسط وأفريقيا، هي الأكثر تضرراً، وروسيا التي تمتلك أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، كان هناك اندفاع لشراء الغاز الذي تملكه، والآن هناك اندفاع لتقليل الاعتماد عليه".

وقال: "لقد أحدثت الحرب في أوكرانيا العديد من التغييرات على نطاق عالمي، وهناك بنية أمنية جديدة في أوروبا في طور التكوين، النتيجة الأكثر احتمالاً، على المدى المتوسط على الأقل، تبدو وكأنها صراع مجمد مع استمرار التداعيات العالمية".

مغامرة الناتو
في حين يرى الكاتب في صحيفة "الخليج" يونس السيد، أن روسيا خففت من حدة تعاملها مع خطوة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، متسائلاً هل كانت فنلندا والسويد اللتان حافظتا على حيادهما لعقود طويلة بما في ذلك مرحلة الحرب الباردة، بحاجة إلى الانضمام للناتو لحماية أمنهما.

وقال: "الحرب الأوكرانية اندلعت أساساً لوقف توسع الناتو ومنع انضمام أوكرانيا إلى الحلف حيث سيصبح جنوده على أعتاب موسكو، وبالتالي فإن توسع الناتو شمالاً بانضمام فنلندا والسويد يطيح بالأهداف الروسية في وقف تمدد الحلف في الفضاء الروسي".

وأضاف "ربما يكون الأهم فتح طريق بحر الشمال نحو السيطرة على القطب الشمالي وإزاحة روسيا التي تهيمن على المنطقة جانباً، وهذا هدف استراتيجي لحلف الناتو، إذ إن وجود قواعد في هاتين الدولتين، سيضعف قبضة روسيا على القطب الشمالي ويشكل تهديداً مباشراً للأراضي الروسية وربما يؤدي إلى حصار الأسطول الروسي في بحر البلطيق، الذي تتصاعد نغمة الحديث عن تحويله إلى بحر داخلي لحلف الناتو".

وتابع "روسيا قد تجد نفسها مرغمة على التخلي عن هدوئها وتحفظاتها إزاء التصعيد الغربي على حدودها وفي مناطق مجالها الحيوي، والرد بقوة على كل هذه التحركات، ليس فقط عن طريق زيادة قواتها العسكرية في المناطق المحاذية لفنلندا والسويد، أو حتى نشر أسلحة نووية في تلك المناطق، وهو أمر يبدو أنه قد أصبح حتمياً، وإنما الذهاب ربما إلى أبعد من ذلك".