ميلان (رويترز)
ميلان (رويترز)
الثلاثاء 24 مايو 2022 / 12:40

ميلان.. "شخصية بطل" يرفض الاستسلام

بعد واحد من أقوى المواسم وأكثرها إثارة في تاريخ الدوري الإيطالي لكرة القدم، استعاد ميلان لقب المسابقة والذي غاب عنه في آخر 10 مواسم ليضع الفريق بهذا اللقب حجر الأساس لحقبة جديدة من تاريخه.

وتوج ميلان بلقبه الـ19 في المسابقة معادلاً رصيد جاره ومنافسه العنيد إنتر ميلان من الألقاب في المسابقة، فيما يتصدر يوفنتوس السجل الذهبي للبطولة برصيد 36 لقباً.

وبعد عشرة مواسم غاب فيها ميلان عن منصة التتويج باللقب، لم يكن الطريق هذه المرة مفروشاً بالورود خاصة في ظل المنافسة القوية من جاره إنتر الذي توج باللقب في الموسم الماضي، والذي أنهى هذا الموسم في مركز الوصيف للمرة الـ16 في تاريخه معادلاً بهذا رصيد ميلان في مركز الوصيف.

وبعد تسعة مواسم، احتكر فيها يوفنتوس اللقب، استعاد قطبا ميلان بريقهما في الدوري الإيطالي من خلال الموسمين قبل الماضي والماضي، وبدأ ميلان مساعيه الحقيقية لاستعادة البريق في المسابقة خلال الموسم الماضي، والذي أنهاه في المركز الثاني خلف انتر ثم توج الفريق جهوده في الموسم المنتهي بإحراز اللقب الغالي.

وعلى مدار الموسم الحالي وبفريق يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 26:8 عام فقط برهن ميلان أنه يمتلك شخصية البطل الحقيقي الذي يجمع بين عناصر الخبرة والمواهب الشابة ما يعني أن الفريق لديه القدرة على الاستمرار في المنافسة بقوة على مزيد من الألقاب لسنوات مقبلة.

وتوج ميلان هذا الموسم بأول لقب له منذ 1976 يوماً وبالتحديد منذ إحراز لقب كأس السوبر الإيطالي في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2016 بالفوز على يوفنتوس وقتها.

وكان الفريق قد تعرض لصدمة قوية قبل بداية هذا الموسم برحيل حارس مرماه الشاب جانلويجي دوناروما (23 عاماً) إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صفقة انتقال حر لكن الفريق لم يستسلم لليأس واستعاض عن هذا الحارس بالفرنسي مايك ماينان (26 عاماً) الذي أثبت جدارته بعد الانتقال إليه في صيف 2021 قادماً من ليل الفرنسي.

وخاض ماينان 32 من مباريات الفريق في الدوري هذا الموسم واهتزت شباكه 21 مرة في هذه المباريات ليكون من أبرز عناصر نجاح ميلان في الموسم الحالي حيث حافظ على نظافة شباكه في 17 من هذه المباريات.

وحصد ميلان بقيادة مديره الفني ستيفانو بيولي هذا الموسم 86 نقطة، وهو أعلى رصيد للفريق في مسابقة الدوري بأي موسم للبطولة منذ الثمانينيات ومنذ تطبيق نظام منح الفائز في المباراة ثلاث نقاط.

كما حقق الفريق 26 انتصاراً في المسابقة هذا الموسم للمرة الأولى منذ 16 عاماً، كما أنها المرة الرابعة فقط في تاريخه التي يحقق فيها 26 انتصاراً على الأقل بموسم واحد في الدوري الإيطالي.

ووصل الفريق إلى الجولة الأخيرة من المسابقة وهو يتفوق على انتر بفارق نقطتين فقط ما يعني تعرضه لضغط كبير في الجولة الأخيرة.

وبرغم هذا حسم الفريق اللقب بجدارة من خلال ثلاثية نظيفة في شباك مضيفه ساسولو علماً بأن التعادل كان كافياً له في ظل تفوقه على إنتر 3-2 في نتيجة المواجهة المباشرة.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى في هذا الموسم التي تبرهن على امتلاك الفريق لشخصية البطل و للقدرة على اجتياز المواقف الصعبة حيث نجح الفريق على سبيل المثال في قلب تأخره بهدفين نظيفين في الشوط الأول إلى فوز ثمين 3-2 على ضيفه فيرونا في الجولة الثامنة من المسابقة ليحافظ الفريق على سجله خالياً من الهزائم في أول 12 مباراة (11 انتصاراً وتعادل واحد) بموسم الدوري المحلي.

كما كرر الفريق هذا في مباراة مهمة للغاية عندما قلب تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول إلى فوز ثمين على مضيفه لاتسيو في الجولة 34 ليحافظ على صدارته لجدول المسابقة في المراحل الصعبة والحاسمة.

وخلال مباراة "ديربي" ميلانو أمام جاره العنيد انتر في فبراير (شباط) الماضي، كان إنتر متقدماً بهدف نظيف حتى قبل ربع ساعة فقط من نهاية اللقاء لكن الفرنسي أوليفيه جيرو سجل ثنائية في غضون أربع دقائق ليحقق ميلان الفوز الثمين.

وبرغم التعادل مع ساليرينيتانا وأودينيزي اللذين عرقلا انطلاقة الفريق في مباراتين أثارا الجدل بسبب بعض الأخطاء التحكيمية لم يستسلم ميلان وواصل رحلة البحث عن اللقب.

وخلال مسيرته نحو منصة التتويج، اعتلى ميلان الصدارة منفردا أو بالشراكة مع منافسه في 24 جولة من 38 جولة في المسابقة فيما اعتلى إنتر الصدارة منفرداً أو بالشراكة معه في 10 جولات فقط.

وبعدما اعتمد الفريق كثيراً في الماضي على قوة خط الدفاع، تميز ميلان في الموسم المنقضي بالتوازن بين الدفاع والهجوم وكان الفريق صاحب أكبر عدد من الانتصارات بين جميع فرق المسابقة وإن حل رابعاً في قائمة الأكثر تهديفاً بالمسابقة.

كما اقتسم مع نابولي صدارة قائمة الفرق الأفضل دفاعاً في المسابقة بعدما اهتزت شباك كل منهما 31 مرة فقط في 38 مباراة بالمسابقة.

وتميز ميلان أيضا بالدمج بين عناصر الشباب والخبرة خاصة في خط الهجوم الذي قاده المهاجم الشاب البرتغالي رافاييل لياو (22 عاماً) والفرنسي المخضرم أوليفيه جيرو (35 عاماً) والنجم السويدي الشهير زلاتان إبراهيموفيتش (40 عاماً)، حيث أحرز كل من لياو وجيرو 11 هدفاً مقابل 8 أهداف لإبراهيموفيتش صاحب الطموح المتجدد والتألق الدائم.

وأصبح جيرو أكبر لاعب سناً (35 عاماً) و234 يوماً يحرز عشرة أهداف أو أكثر في أول موسم له بالدوري الإيطالي.

كما اعتمد بيولي مدرب الفريق كثيراً في خط الوسط على مهارة ونشاط لاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسي الذي سجل أيضاً ستة أهداف للفريق.

وفي الدفاع، اعتمد الفريق على مجموعة مميزة من اللاعبين مثل ديفيد كالابريا وثيو هيرنانديز وفيكايو توموري وبيير كالولو.

وإلى جانب الخبرة الكبيرة التي جعلت إبراهيموفيتش بمثابة القاطرة لدفع هذا الجيل من اللاعبين الشبان إلى الأمام، حيث لعب النجم السويدي دور القائد بما يتمتع به من شخصية قوية وكاريزما وقدرات تهديفية عالية.

وكان للمدرب ستيفانو بيولي دور بارز أيضاً مع الفريق حيث نجح في إضفاء صبغة الاتحاد والتماسك على لاعبي الفريق بخلاف نجاح أفكاره وأساليبه الخططية وقدرته على توظيف اللاعبين بالشكل الأمثل.

وأصبح التحدي الجديد - الذي يسعى إليه الفريق في المواسم المقبلة - هو المنافسة بقوة على لقب دوري الأبطال الأوروبي لاستعادة أمجاد الفريق على المستوى القاري.