الأربعاء 25 مايو 2022 / 11:42

ناشونال إنترست: هل باتت تركيا حليفاً مشكوكاً فيه؟

24-زياد الأشقر

عن مواقف تركيا المتعارضة في أحيانٍ كثيرةٍ مع سياسة الولايات المتحدة وحلفائها، كتب مدير برنامج إعادة البناء وحقوق الإنسان في جامعة كولومبيا ديفيد فيليبس أن إدارة الرئيس جو بايدن بذلت جهوداً دؤوبة لتوحيد الصفوف عبر ضفتي الأطلسي، لمعاقبة روسيا على مهاجمتها أوكرانيا، والحد من قدرتها على شن هجمات مستقبلية على دول أخرى، إلا أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي باتت حليفاً من الخارج ومشكوكاً فيه.

الحفاظ على علاقات اقتصادية مع كلٍ من روسيا وأوكرانيا، سيحد من تأثير النزاع على الاقتصاد التركي، ويساعد تركيا سياسياً

 فقد انتقدت روسيا لمهاجمتها أوكرانيا لكنها رفضت الإنضمام إلى العقوبات المتعددة الرامية إلى الحد من قدرة الكرملين على تمويل حرب أخرى أو شنها. ويمارس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعبة مزدوجة مع طرفي النزاع لتعزيز قوته الإقليمية ومكاسبه الاقتصادية.

علاقات اقتصادية مع روسيا وأوكرانيا
ويعتقد أردوغان أن الحفاظ على علاقات اقتصادية مع كلٍ من روسيا وأوكرانيا، سيحد من تأثير النزاع على الاقتصاد التركي، ويساعد تركيا سياسياً.
وقال الكاتب في مقاله بمجلة "ناشونال إنترست" إن التعامل الاقتصادي مع روسيا هو قرار خطير بالنسبة لتركيا. إذ إن المصارف التركية الخاصة والعامة يمكن أن تواجه رقابة دولية مع احتمال التعرض لعقوبات قاسية لإنتهاكها العقوبات على روسيا. والعقوبات قد تؤثر على قدرة تركيا على الإقتراض من الأسواق الدولية.

يركز أردوغان على الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا. إن تركيا هي خامس سوق تصدير لروسيا، بينما روسيا هي عاشر سوق تصدير لتركيا. والعام الماضي، زودت روسيا تركيا بـ50 في المئة من حاجتها إلى الغاز و17 في المئة من النفط ونحو 40 في المئة من البترول. كما أن روسيا هي سوق رئيسية لصادرات تركيا من الفواكه والخضر. وفي عام 2021، صدرت تركيا كمية قياسية تمثلت بـ 1.5 مليون طن من الفواكه والخضار إلى روسيا. وتستورد تركيا 56 في المئة من حاجتها إلى الحبوب من روسيا، بما يصل إلى مبلغ 2.24 مليار دولار.

كما أن السياحة الروسية هي مساهم رئيسي في الاقتصاد التركي، مع وصول عدد السياح الروس إلى 7 ملايين عام 2019. وهناك الكثير من الدول التي حظرت رحلات شركة أيرفلوت الروسية، لكن تركيا أبقت مجالها الجوي مفتوحاً أمام الرحلات المدنية الروسية. وبينما حظرت دول الاتحاد الأوروبي رسو السفن الروسية في موانئها، لا تزال تركيا ترحب بها. وفضلاً عن ذلك رفضت تركيا الإنضمام إلى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي ترسل أسلحة إلى أوكرانيا. ورفضت أنقرة طلباً أمريكياً بنقل تركيا منظومة الدفاع الجوي إس-400 التي ابتاعتها من روسيا إلى أوكرانيا من أجل صد الهجمات الجوية الروسية. كما رفضت تركيا إرسال أسلحة أخرى تملكها من الحقبة السوفياتية.

الأوليغارشية
وفي الوقت نفسه تساعد روسيا تركيا في بناء محطة نووية في محافظة مرسين. وبعد العقوبات الغربية، فتح رجال من الأوليغارشية الروسية حسابات جديدة في البنوك التركية، من أجل حماية ودائعهم من التعرض للمصادرة في الغرب.

ومن الواضح أنه من طريق إقامة علاقات تجارية مع الحلقة الضيقة لبوتين، فإن أردوغان يسعى إلى توسيع النفوذ الإقليمي لتركيا من خلال الإضطلاع بدور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا. وفي مارس (آذار) استضافت تركيا مسؤولين روساً وأوكرانيين في أنطاليا واسطنبول. لكن النقاشات أخفقت في التوصل إلى اختراقات ملموسة.