المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الخميس 26 مايو 2022 / 10:41

استطلاع رأي جديد.. معظم الإيرانيين يرفضون نظامهم

لفت نائب رئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية إيلان بيرمان إلى استطلاع رأي جديد يفند ادعاء آيات الله وعملهم طوال سنوات على إقناع العالم بأن ثورتهم الإسلامية مشروع شعبي ومستدام. الحقيقة مختلفة جداً، كتب بيرمان في مجلة "نيوزويك".

لا عجب إذاً في أن يكون حكام إيران قد تمسكوا بفكرة اتفاق نووي جديد كشريان حيوي لنظامهم المريض والذي يخسر شعبيته على نحو متزايد

 بعد ثلاثة وأربعين عاماً على ثورة روح الله الخميني التي أطاحت شاه إيران وحولت البلاد من حليف قديم إلى عدو عنيد للولايات المتحدة، تتضاءل شرعية الثورة المتطرفة بشكل واضح.

هذا هو استنتاج أحدث استطلاع رأي نشره معهد غامان ومقره هولندا أواخر شهر مارس (آذار) الماضي. سأل الاستطلاع قرابة 20 ألف إيراني معظمهم داخل إيران عن تفضيلاتهم السياسية وأفكارهم حيال النظام الذي ينبغي أن يحكم البلاد. كانت الردود مذهلة وارتقت إلى مستوى نبذ عميق للنظام الديني وأولوياته.

ماذا في النتائج؟

ذكرت دراسة المعهد كيف "أظهرت النتائج أن 88% من السكان يرون في ‘وجود نظام سياسي ديموقراطي‘ أنه ‘جيد إلى حد ما‘ أو ‘جيد جداً‘". بالمقابل، يرى "67% من السكان في ‘وجود نظام محكوم بقانون ديني‘ أنه ‘سيئ إلى حد ما‘ أو ‘سيئ جداً‘". علاوة على ذلك، دعم 22% فقط من المستطلعين فكرة "جمهورية إسلامية" مع تفضيل البقية لكل ما يتراوح بين الديموقراطية البرلمانية وإعادة تأسيس الملكية التي سادت في عهد الشاه. وعارض 72% من المستطلعين أن يكون رئيس الدولة "سلطة دينية" كما لم يوافق 66% على فكرة أن يكون رئيس الدولة معيناً لمدى الحياة.

مواقف بالغة الأهمية
يرى بيرمان أنه يجب على هذه المواقف أن تهم الغرب إلى حد بعيد، وخصوصاً الولايات المتحدة. منذ توليها السلطة السنة الماضية، جعلت إدارة بايدن من إحياء الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الست (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) حجر الزاوية في سياستها الشرق أوسطية.

لقد أقدمت على ذلك بالرغم من اعتراضات الحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وهي جميعها مهددة من إيران العدوانية والمغامراتية بشكل متزايد. وقد مضت الإدارة قدماً في سياستها بصرف النظر عن العديد من السيئات التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الاتفاق الحالي، بما فيها إضعاف العقوبات الغربية على روسيا بشكل كبير من خلال منح وكالة البلاد للطاقة النووية روساتوم مبلغ 10 مليارات دولار عبر عملها النووي المدني مع نظيرتها الإيرانية.

رسالة سلبية إلى الشعب الإيراني
علاوة على ذلك، تابع الكاتب، أثبت الدفع باتجاه نوع من الاتفاق الجديد مع إيران أنه مرن بشكل ملحوظ بالرغم من معارضة كبيرة في الداخل الأمريكي. حتى مع توقف المفاوضات بسبب مطلب إيران المثير للجدل برفع جيش رجال الدين، أي الحرس الثوري عن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، ثمة عدد لا بأس به من داعمي التواصل المتجدد مع طهران الذين يأملون في إبرام نوع من أنواع الاتفاق معها.

إذا حصل ذلك فستكون النتائج مناقضة لرغبات معظم الإيرانيين كما تظهر نتائج غامان بإسهاب. ذاك أن الاتفاق الجديد سيعزز النظام الديني في إيران وعلى حساب الشعب الإيراني وخياراته السياسية.

وقت حرج
إضافة إلى ذلك، سيصبح هذا الأمر ساري المفعول بالتحديد في وقت يمكن القول إن الحكم الإيراني الحالي هو في أضعف نقطة له خلال أربعة عقود، نتيجة لأزمات داخلية متعددة. تبدأ تلك الأزمات بالنقص الحاد في توفر المياه وتمر بالتظاهرات التي تزداد حدة بسبب ارتفاع أسعار الغذاء وتصل إلى انخفاض نسبة التدين بين المواطنين الإيرانيين العاديين.

نظام مريض
لا عجب إذاً في أن يكون حكام إيران قد تمسكوا بفكرة اتفاق نووي جديد كشريان حيوي لنظامهم المريض والذي يخسر شعبيته على نحو متزايد. ويبدو فريق بايدن الذين كان كبار مسؤوليه من أصحاب المصلحة في اتفاق 2015 ملتزماً بهذه الفكرة أيضاً. لكن النتيجة الأكثر ترجيحاً لتسوية كهذه هي نظام إسلامي متجدد وهو ما لا تريده الغالبية العظمى من الإيرانيين.