الخميس 26 مايو 2022 / 11:24

ما هي خيارات إيران للردّ على إغتيال خدائي؟

24-زياد الأشقر

كتب الصحافي سيث ج. فرانتزمان في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه بعد اغتيال الضابط في الحرس الثوري حسن صياد خدائي في طهران في وقت سابق من هذا الأسبوع وزعت إيران صوراً عن الحادث وتوعدت بالإنتقام. لكن كيف يمكن طهران أن تفعل ذلك عملياً؟.

طالما اعتبرت إيران أن منطقة كردستان العراق هي أقرب إلى إسرائيل مما هي إلى طهران. ومنذ اغتيال خدائي هددت إيران منطقة كردستان العراق

ورأى الكاتب أن المشكلة بالنسبة إلى النظام تكمن في أن ثمة مزيداً من عمليات الاغتيال لشخصيات بارزة في البرنامج النووي الإيراني و"الحرس الثوري"، وأنه كلما أقرت إيران علناً بخساراتها، كلما ازدادت صعوبة الرد بشكل سليم.

ولفت إلى أن التقاريرعن الاغتيال تصور شخصاً ميدانياً رئيسياً، من الممكن أن يكون وراء تهديدات لإسرائيليين ويهود في الخارج، في وقت تحدثت وسائل إعلام أجنبية عن تهديدات للإسرائيليين في تركيا وقبرص.

برنامج المسيّرات
وهناك من يتحدث عن وقوف خدائي وراء التهديدات المتزايدة التي يشكلها برنامج المسيرات الإيرانية.
ومنذ 2018، شكلت المسيرات الإيرانية تهديداً متصاعداً لإسرائيل ودولٍ أخرى في المنطقة. وأطلقت إيران مسيرات في فبراير(شباط) 2022 وفي مايو (أيار) 2021 وفي فبراير 2018 وفي تواريخ أخرى.

ووعدت إيران بالكشف عن المسؤول عن اغتيال خدائي. وتعهد الحرس الثوري "الأخذ بالثأر". وهذا يعني أن إيران ستجد طريقة معينة للعمل في سياق حرب الظل التي تخوضها ضد إسرائيل.

وهي تدرك أن عليها على الأقل التظاهر بالانتقام بنموذج معين، إذا أرادت ألا تظهر بمظهر، أنها قابلة للإختراق بالكامل.

لماذا المسيرات؟
إن المسيرات هي خيار إيران لأنها غير مأهولة ولا يترتب عليها التضحية بعسكريين.
ورغم ذلك، فإن هذه الإستراتيجية لا تنجح دائماً. ففي أغسطس (آب)2018، شجعت إيران "حزب الله" على نقل مسيرات إلى منطقة قريبة من مرتفعات الجولان. لكن هذه المسيرات تم تحييدها.

وفضلاً عن ذلك، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على الدوام من التهديدات التي تشكلها المسيرات، مسلطاً الضوء على مراكز المسيرات الجديدة في إيران حيث مصدر التهديد، ومشيراً إلى تقدم طهران في تكنولوجيا المسيرات، وكيف تدرب وكلاؤها على إستخدامها.

خيارات أخرى
وتتوجه إيران بشكل أساسي نحو إسرائيل، لكنها تجد أن الأخيرة متنبهة إلى الخطر المتصاعد وجاهزة للتعامل معه بالتعاون مع شركاء عالميين.
لكن لدى إيران خيارات أخرى. فهي استهدفت مؤخراً منطقة كردستان العراق بشمال العراق بصواريخ باليستية. والهجوم، الذي أعلنت إيران مسؤوليتها عنه، استهدف موقعاً قرب أربيل، بزعم أن له علاقة بإسرائيل.

وطالما اعتبرت إيران أن منطقة كردستان العراق هي أقرب إلى إسرائيل مما هي إلى طهران. ومنذ اغتيال خدائي هددت إيران منطقة كردستان العراق. وقد يكون ذلك مجرد تهديد كلامي، لكنه تهديد موثوق لأن الجمهورية الإسلامية سبق أن استخدمت في الماضي ميليشيات شيعية متمركزة في سهل نينوى من أجل استهداف منشآت نفطية قرب كالاك وأماكن أخرى، بما في ذلك قاعدة تركية في بعشيقة.

وخلص الكاتب إلى إيران راغبة في فعل شيء ما من أجل الرد، حتى ولو كان عملاً لا تستطيع الدفاع عنه، بحيث يكون في مقدور النظام التظاهر بأنه فعل شيئاً.