الخميس 26 مايو 2022 / 18:11

برنامج "ذي إلين دي جينيريس شو" الشهير يسدل ستارته وسط انتقادات لأجواء العمل فيه

يتوقف برنامج "ذي إلين دي جينيريس شو" الحواري الخميس، بعد أكثر من ثلاثة آلاف حلقة على مدى حوالى عقدين، كان له خلالها تأثير ثقافي كبير بكسره الأفكار النمطية وجمعه بين الكوميديا والحوارات مع النجوم، لكن سمعته تلطخت أخيرا بفعل فضيحة مرتبطة بأجواء عمل مسيئة.

وبعد ثلاثة آلاف حلقة، توقف عرض البرنامج الذي شكّل منافساً حتى لبرنامج أوبرا وينفري الحواري لناحية التأثير الثقافي، وذلك بعد اتهامات طالته في شأن وجود أجواء عمل غير لائقة تتناقض مع شعاره "كن لطيفاً".

وقالت مقدمته الشهيرة إلين دي جينيريس المعروفة بميولها المثلية في تصريح أدلت به الشهر الماضي بعد تسجيل مسبق للحلقة الأخيرة "عندما انطلقنا عام 2003، لم يكن الأيفون ولا وسائل التواصل الاجتماعي موجودة. ولم يكن زواج المثليين مشرّعاً".

وأضافت "شهدنا على التغيير الذي حدث في العالم، وكان إيجابياً أحياناً وسلبياً أحياناً أخرى".

ولا شك في أنّ المشهد الثقافي شهد تبدلاً منذ العام 1997 عندما أطلت الممثلة الصاعدة آنذاك دي جينيريس على الشاشة، تزامناً مع تأديتها دور البطولة في مسلسل "إلين" الأميركي وظهور شخصيتها الحقيقية خلال مقابلة تصدرت غلاف مجلة "تايم".

وباتت دي جينيريس تُعتبر رمزاً للمثليين، لكن مسلسلها أُلغي بعد عام جراء ردود فعل سلبية، وأمضت خمس سنوات قبل أن تنطلق مجدداًبحلة جديدة كمقدمة برنامج حواري.

وتقول الأستاذة المعاونة في مادة الصحافة بجامعة جنوب كاليفورنيا ماري مورفي إنّ البرنامج "كان مثيراً وشكل علامة فارقة وأصبح بمثابة كرة قدم سياسية".

وتضيف أنّ دي جينيريس "فتحت المسار، وكانت وربما لا تزال أشهر شخص ذي ميول جنسية مثلية في الولايات المتحدة".

19 موسم لبرنامجها الحواري
وفيما لم تظهر دي جينيريس أي خجل من ميولها الجنسية، شكل ضيوفها من الصف الأول إلى جانب حسّها الفكاهي عاملين أساسيين في نجاح برنامجها الحواري وتحديداً في المناطق الأمريكية المحافظة.

وعلى مدار 19 موسماً، استضاف البرنامج أبرز الوجوه الهوليوودية ونجوم البوب وشكل منصة أتاحت لهم الترويج لأحدث أعمالهم. لم يحمل البرنامج أي مواقف مفاجأة أو محرجة للضيوف.

وظهر عدد من النجوم أكثر من 12 مرة في البرنامج، ومن المقرر استضافة الممثلة جنيفر أنيستون، وهي أول ضيفة حلت في البرنامج عند بدء عرضه، في الحلقة الختامية المرتقبة الخميس.

وأوضحت مورفي أنّ دي جينيريس "واحدة من المشاهير وصديقة لهم"، مضيفةً "إنهم يدركون ذلك، فيما حرصت دي جينيريس على أن يكون جو برنامجها مرحاً".

وكان البرنامج يستضيف كذلك أفراداً من الجمهور بالإضافة إلى أحدث نجوم يوتيوب الذين تحقق مقاطع الفيديو الخاصة بهم انتشاراً كبيراً، وذلك في مداخلة لـ15 دقيقة ضمن فقرات تُعنى باهتمامات البشر والألعاب الغريبة.

وقال مؤلف كتاب "ذي كيم كارداشيان برينسيبل" جيتندر سيديف إنّ "إلين تمثل تلك الشخصية المرحة والمجنونة والغريبة التي لم تأخذ نفسها على محمل الجد".

تحرش جنسي وتنمر وعنصرية
إلا أن شائعات مفادها أنّ الأجواء وراء الكواليس أقل مثالية مما يظهر طالت البرنامج، ووصلت إلى ذروتها بعدما أشار موقع "بازفيد" عام 2020 إلى وجود "ثقافة عمل مسيئة" تحيط بالبرنامج من ضمنها تحرش جنسي وتنمّر وعنصرية.

وطُرد ثلاثة منتجين رئيسيين من البرنامج، فيما اتُهمت دي جينيريس بالفشل في الاهتمام بفريق عملها وبأنها أقل لطفاً مع الموظفين عند التعامل الشخصي معهم، عكس ما تظهره شخصيتها السعيدة أمام الجمهور.

وكانت دي جينيريس أعلنت في مايو (أيار) الفائت أنّ البرنامج سينتهي بعد موسمه التاسع عشر، نافية أن يكون سبب ذلك يعود إلى الادعاءات المرتبطة بأجواء العمل.

وفي حديث إلى صحيفة "ذي هوليوود ريبورتر"، قالت دي جينيريس "أحتاج إلى مشروع جديد أتحدى نفسي به".