الحدود بين لبنان وإسرائيل (أرشيف)
الحدود بين لبنان وإسرائيل (أرشيف)
الخميس 26 مايو 2022 / 22:09

خطوط قابلة للاشتعال.. لبنان بانتظار "ترسيم البحر" مع إسرائيل

تقترب الحدود اللبنانية الإسرائيلية من التوتر ومن ثم تبتعد عنه، حيث تحاول ميليشيات حزب الله كل فترة التذكير بأنها تنتظر قراراً إيرانياً يرتبط بالمفاوضات النووية التي تجريها مع الولايات المتحدة عبر المجتمع الدولي.

زعيم الميليشيات حسن نصرالله هدد بعد جلسة الكونغرس الأمريكي التي ناقشت المفاوضات النووية بأن لبنان ومحيطه سيشهدان في الأيام القليلة المقبلة أموراً من شأنها "تفجير" الوضع في المنطقة، داعيا إلى الترقب والانتباه والاستعداد "لما يجري".

وكان الكونغرس الأميركي أجرى جلسة استجواب للمبعوث الأمريكي للملف الإيراني روبرت مالي، ظهر فيها أن التوجه في واشنطن أقرب للابتعاد عن الاتفاق بظل الشروط الإيرانية المتتالية، التي تبدأ برفع اسم "الحرس الثوري" عن قائمة المنظمات الإرهابية والامتناع عن مناقشة السلاح البالستي وتدخلات الميليشيات بالمنطقة وتهريب المخدرات وتبييض الأموال.

وتوقعت مصادر دبلوماسية في فيينا في حديث إلى موقع 24 أن يؤدي ازدياد الشروط الإيرانية إلى وقف المفاوضات أو قيام الولايات المتحدة والدول المشاركة في المحادثات النووية بخطوة أحادية الجانب، ما يعني دفع طهران بميليشياتها إلى محاولة إشعال حرب من سوريا ولبنان ضد القوات الإسرائيلية.

المعلومات التي تنقلها المصادر تكشف عن مخططات خطيرة لإيران، تشبه التي حصلت عام 2006 حين اختطفت جنوداً إسرائيليين بعد قتلهم، ما أشعل حرباً دامت شهراً أدت إلى دمار البنية التحتية اللبنانية.

الجيش الإسرائيلي من جهته كثف خلال الأسابيع الماضية تدريباته، تحضيراً لأي حرب شاملة تصل حد ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتركز التدريبات في أسبوعها الأخير على المنظومات الدفاعية والهجومية المشتركة. وتشمل توجيه ضربة ضد المنشآت الإيرانية والتدريب على حرب تشمل الجبهات كلها في آنٍ واحد. كما تنفذ فرقة المظليين التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مناورة في قبرص للتدريب على العمل في منطقة غير معروفة تشبه منطقة لبنان.

ويشمل سيناريو أي حرب مقبلة عملية برية في لبنان، رداً على إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية، وتكون نسبة الخسائر عالية في أوساط المدنيين، ما يولد ضغطاً متزايداً على الحكومة والجيش للرد جواً بصورة أشد، وبعد ذلك، إرسال قوة برية لعملية عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، لوقف إطلاق الصواريخ.

وتنبه القيادة العسكرية الإسرائيلية من بناء الميليشيات منظومة متقدمة، وهو ما يستدعي العمل على سبل مواجهة هذه الحقيقة وخطورتها.

كذلك ينبه المصدر من محاولات إيران لاختطاف شخصيات إسرائيلية بينها أكداديميين ومسؤولين، من خلال دعوتهم للسفر إلى الخارج بهدف اختطافهم أو المساس بهم. ولتحقيق ذلك، انتحل عناصر إيرانيين هوية محاضرين وصحافيين ورجال أعمال وتواصلوا مع الإسرائيليين عبر البريد الإلكتروني. وهو ما استدعى توجيه رسائل خاصة لكل المعنيين للانتباه لكل ما يردهم من دعوات في المرحلة الحالية، والتأكد منها عبر السفارات الإسرائيلية في الخارج.

وفيما تستمر المحاولات الإيرانية، ينتظر لبنان عودة التفاوض لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، من المتوقع أن تحوي حقول غاز ونفط يمكن لاستخراجها أن يخفف الأزمة الاقتصادية عن اللبنانيين.