زعماء تحالف "كواد".(أرشيف)
زعماء تحالف "كواد".(أرشيف)
الجمعة 27 مايو 2022 / 13:46

هل ينجح تحالف "كواد" في حصار الصين؟

انتفد سارانج شيدور، مدير دراسات المخاطر الجيوسياسية والإستراتيجية وأمن الطاقة والمناخ في معهد "كوينسي"، القمة الرباعية- أو ما يطلق عليه التحالف الرباعي "كواد"- التي انعقدت في اليابان مؤخرًا، معتبرًا أنه على الولايات المتحدة التعاون مع الصين في مجالات رئيسية على الرغم من أن المنافسة بين البلدين أمر حتمي.

يتعيّن على بايدن (وكذلك القيادة الصينية في بكين) أن يكون صادقاً في كلمته ويبذل قصارى جهده لإيجاد طرق للتعاون الجاد مع الصين

وكتب شيدور، في تحليل لمجلة "ريسبونسبل ستيت كرافت"، أنه في قمة "كواد" الأخيرة في العاصمة اليابانية طوكيو، اتخذ أعضاؤها الأربعة (الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا) بضع خطوات في إطار التركيز على مواجهة الصين، أكثر من الدعوة للتعاون معها.

قمة التحالف الرباعي
وأعلنت الأطراف الأربعة عن مبادرة جديدة لمكافحة عمليات الصيد غير القانوني (من خلال شراكة المحيطين الهندي والهادئ من أجل التوعية بالمجال البحري)، بالإضافة إلى الالتزام بتقديم مبلغ 50 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لدعم مشاريع البنية التحتية في منطقة المحيط الهندي-الهادئ.

وأضاف أن قمة "كواد" الرباعية كانت حتى وقتٍ قريبٍ، مجرد تجمّع للنقاشات يرسل إشارات دبلوماسية بصفته جبهة مشتركة مناهضة للصين؛ ومع ذلك، كان أحد النتائج المهمة الملموسة (التي لم تُذكر في القمة، والتي تنصلت منها المجموعة بصورة رسمية) تتمثّل في التعامل مع التحديات الأمنية الصعبة، في ظلّ تنامي مناورات "مليبار" التي تجريها الدول الأربع نفسها بصورة منتظمة من حيث التعقيد والتخطيط لمواجهة الطوارئ.

التركيز على الصين
وعلى الرغم من المبادرات الاقتصادية والإنمائية الجديدة لمجموعة "كواد" الرباعية، لا تزال الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية اقتصادية واضحة في آسيا، ولا يزال الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ لتحقيق الازدهار، الذي أُعلن عنه خلال رحلة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة إلى اليابان وكوريا الجنوبية، يفتقر إلى التفاصيل ويبدو أنه يحتوي على القليل من الحوافز للدول الإقليمية للتوقيع عليه.
ورغم من عدم الإشارة إلى بكين بصورةٍ رسميةٍ في أي سطر من بيانات مجموعة "كواد" الرباعية، فإن التركيز على الصين في هذه القمة كان واضحًا وضوح الشمس. ومع ذلك، استبعدت المجموعة الصين تحديدًا من جميع مبادراتها، بما في ذلك تغيّر المناخ.

ونظراً إلى أن بايدن وصف تغير المناخ بأنه تهديد "وجودي"، فمن المنطقي أن تضم مجموعة "كواد" الرباعية الصين في هذا المضمار، بما في ذلك المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث، وينطبق هذا أيضًا على نهج المجموعة الرباعية تجاه رابطة دول جنوب شرق آسيا (المعروفة بـآسيان).

وعلى الرغم من إشارة البيان المشترك إلى "وحدة آسيان ودورها المحوري"، فمن الواضح أن المجموعة الرباعية تنشئ هياكل موازية لـ"آسيان" ومنفصلة عنها. ويوجد في آسيا متسع لإنشاء تجمعات وإطلاق مبادرات عديدة، ولكن باعتبارها أكثر تجارب آسيا نجاحًا في التكامل والسلام، فلا بد أن تُشرِك المجموعة الرباعية رابطة دول جنوب شرق آسيا بصورةٍ أكثر جدية.

التعاون مع الصين
وأضاف شيدور أن استمرار عمل المجموعة الرباعية على نطاق أوسع كجزء من استراتيجية بايدن لـ"احتواء الصين" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بالإضافة إلى أنشطة الصين التدخلية في المجالات البحرية والبرية في الدول المجاورة، يزيد من حدة الانقسامات في قارة آسيا.
ومع تقارب روسيا والصين بقدر أكبر في أعقاب الأزمة الأوكرانية، كما يتجلى في تحليقهما المشترك بالقرب من اليابان مؤخرًا، فإن هذه الاتجاهات تُسرّع من انقسام القوى الكبرى إلى كتلتين تذكران بحقبة الحرب الباردة.

وقال إنه "من غير المحتمل أن تصبح مجموعة كواد الرباعية تحالفاً رسمياً، لأنها في الأساس تكتل أمني غير مُعلن، وكلما مر الوقت يبدو أنه تحالف إستراتيجي بالأساس".

واستشهد شيدور بما قاله بايدن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2021: "إننا لا نسعى إلى حربٍ باردةٍ جديدة، أو عالم منقسم إلى تكتلات جامدة"، ليؤكد أنه يتعيّن على بايدن (وكذلك القيادة الصينية في بكين) أن يكون صادقاً في كلمته ويبذل قصارى جهده لإيجاد طرق للتعاون الجاد مع الصين، وإطلاق مبادرات شراكة مع الصين، لا سيما في مجالات تغير المناخ والصحة العامة؛ وبالتالي، المساعدة في كبح جماح التوجه الخطير الحالي في آسيا نحو المواجهة والصراع المحتملين بدلاً من التلويح بالتحالف ضدها.