الجمعة 27 مايو 2022 / 16:08

الحرس الثوري الإيراني الضعيف في مرمى نيران إسرائيل

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي "فرانسوا ألونسون"، أنّ حادثة مقتل العقيد حسن صياد خدائي يوم الأحد الماضي في طهران، تدلّ بشكل واضح على ضعف المؤسسات الإيرانية بكافة مستوياتها حتى الأمنية والعسكرية العُليا منها.

وأكد ألونسون، في مقال له نشرته يومية "لا كروا" الفرنسية، أنّ استراتيجية السلطات الإسرائيلية تغيّرت تجاه التعامل مع طهران، وستطال الاغتيالات المسؤولين الإيرانيين المتورطين في أيّ أنشطة مُعادية لإسرائيل. واعتبر أنّ العمليات التي استهدفت خلال السنوات الأخيرة مسؤولين وشخصيات إسرائيلية في الهند والولايات المتحدة وبعض دول آسيا الوسطى، دفع تل أبيب إلى تنفيذ اغتيالات ضدّ كبار المسؤولين المتورطين في البرنامج النووي على الأراضي الإيرانية وخارجها.

من جهته رأى الخبير السياسي "كليمان ثيرم" المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أنّ الأردن وإسرائيل تشعران بالقلق من تزايد وجود إيران والميليشيات الشيعية الموالية لها جنوب سوريا بعد أيّ انسحاب روسي، وبالتالي يجب ربط اغتيال هذا المسؤول الإيراني الكبير بتطور السياق الإقليمي.

واعتبرت "لا كروا" أنّ اغتيال مسؤول إيراني كبير في الحرس الثوري في طهران بالقرب من منزله، في منطقة آمنة للغاية وقريبة من البرلمان، وفي وضح النهار، ليس بالأمر الهيّن. فبعد عامين من مقتل الفيزيائي النووي محسن فخري زاده في نوفمبر 2020 بالقرب من طهران أيضاً في هجوم على موكبه، فإنّ حادثة مقتل العقيد صياد تُبرهن بقوة على درجة عالية من اختراق المؤسسات الأمنية الإيرانية من قبل الموساد والمخابرات الخارجية الإسرائيلية، بينما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتعهد بالثأر للقتل ويندد بما أسماه "يد الاستكبار العالمي"، وهو تعبير يُشير إلى الولايات المتحدة وحلفائها في العبارات الرسمية لطهران.

وترى اليومية الفرنسية أنّ الضابط الإيراني الأخيرة كان سمكة كبيرة. وفي طهران، حرصت السلطات على إظهاره على أنّه "مدافع عن المقدسات"، أي أنّه يخدم الجمهورية الإسلامية في كل من سوريا والعراق، وهما دولتان تضمّان دور عبادة شيعية. وبشكل أكثر تحديدًا، فقد كان صياد خدائي، الملقب بـِ "الذئب" عضوًا - إن لم يكن مسؤولًا - في الوحدة 840 داخل فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والمسؤول عن الحرب غير التقليدية والاستخبارات العسكرية. وكان الرجل الذي يبدو بسيطاً في مظهره، يرتدي ملابس مدنية، ويتحدث بطلاقة عدّة لغات منها العربية، ومسؤولاً عن تجنيد نشطاء لهجمات إرهابية تستهدف إسرائيليين. وبهذه الصفة، كان قد شارك في سلسلة من العمليات ضدّ الإسرائيليين في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وخلصت "لا كروا" إلى أنّه حتى قُبيل مقتل العقيد صياد، كانت الاغتيالات تستهدف فقط كبار المسؤولين على الأراضي الإيرانية المتورطين في البرنامج النووي. ولكن يبدو الآن، أنّ استراتيجية "الأخطبوط" لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تتجاوز ذلك لتستهدف المسؤولين الإيرانيين المتورطين في الأنشطة المعادية لإسرائيل سواء في إيران أو سوريا أو العراق، وليس فقط وكلاءهم مثل حزب الله اللبناني، بل تشمل الضباط الإيرانيين أنفسهم.