السبت 28 مايو 2022 / 10:16

صحف عربية: الحرب في أوكرانيا تواصل نقل رسائل عسكرية واستراتيجية

ما تزال روسيا ماضية في مسارات العملية العسكرية على أوكرانيا، ولم تتوقف بعد عن نقل رسائل عسكرية واستراتيجية للولايات المتحدة، ولدول حلف الناتو.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن الحرب أثبتت أن الحلف الأوروبي العسكري لا يمكن أن يستقيم بدون أمريكا وأن فكرة الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي جزء من الوهم المتكرر.

معالم الصراع
الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، محمد الرميحي، رأى أن معالم الحل في الصراع أصبحت حدودها واضحة، وقد تجري على مسارات متعددة من خلال مفاوضات تتعدى ربما الأوكرانيين، وتُطبخ في الحجرات الخلفية للقوى الكبرى، كما تعود العالم بعد الردع النووي أن يشاهد.

وأضاف "الخطوط العريضة هي أن تحتفظ روسيا بجزء من أوكرانيا بجانب جزيرة القرم السابقة، وتبقى بقية أوكرانيا دولة ليبرالية قد تنضم إلى المجموعة الأوروبية الاقتصادية في وقت ما، ولكن ليس إلى حلف الأطلسي. تكون روسيا قد حققت بعض المكاسب، ولكنها استمعت إلى درس مفاده (إلى هنا وفقط)، أي أن فكرة إعادة الإمبراطورية السوفياتية يتوجب أن تنسى".

أما في الشأن الاقتصادي فقد توقع الرميحي أن "يستمر الضغط الاقتصادي ومصادرة الأموال من أجل استمرار تذكير موسكو بأن اللعبة لم تعد تحمّل تكاليفها. فاستمرار دول الغرب أو عودتها للاعتماد على الطاقة الروسية سوف يقلل إلى درجة عدم التأثير على اقتصادها في المستقبل وعلى الاقتصاد العالمي، كما أن تمويل الاتحاد الروسي بالتقنية الحديثة سوف يمنع أو يكون في أدنى مستوياته، تذكيراً بأن حدود السماح لروسيا للدخول في السوق الرأسمالية قد انخفضت".

مقاربات جديدة
وحدد الكاتب في صحيفة الاتحاد الإماراتية، مقاربات جديدة في ملف الحرب الدائرة في أوكرانيا، وستحدد مصير العلاقات المستقبلية بين روسيا والحلف من جانب، والولايات المتحدة من جانب آخر.

وأضاف "ثمة تطورات هيكلية أهمها تلويح روسيا مجدداً، بقدراتها النووية، والتي رأت أنها تشكل ضمانة لكبح جماح في مواجهة من يسعون إلى حرب عالمية ثالثة، واستمرار المواجهات على الرغم من تأكيدها على مواصلة الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها على المستوى الدولي والمنصوص عليها في الاتفاقيات الرئيسية المتعلقة بالسلاح النووي، وما زالت روسيا تؤكد على أن التوجهات الغربية تهدد البنية الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتزعزع الاستقرار في العالم بشكل عام".

وخلص إلى القول "إننا أمام مشهد مفتوح على كافة السيناريوهات سياسياً واستراتيجياً، وفي ظل مقاربات متعددة على مسارات مختلفة أهمها استمرار حالة عدم الاستقرار إقليميا ودولياً، وهو ما سيرتب مساحات من التوافقات الشكلية والجوهرية داخل الناتو من جانب والولايات المتحدة من جانب آخر، وفي ظل علاقات مفتوحة مع روسيا، وضمن استراتيجية توسيع منظومة العقوبات، وتطويرها برغم التجاذب بشأن الحزمة السادسة من العقوبات، وكذلك إعلان موسكو بأن الاقتصاد الروسي تجاوز الصدمة الأولى من العقوبات التي فرضت على قطاعات متنوعة للاقتصاد الروسي، وبعد أن دخلت الحرب شهرها الرابع".

أوهام الاستقلال
وفي قراءته لنتائج الغزو الروسي لأوكرانيا، قال الكاتب عبد الحق عزوزي "أصبحنا في حقبة جديدة، ودخلنا في تغيرات جيوسياسية واسعة في أوروبا وفي أهداف حلف الناتو والنظام العالمي، ولربما سنصبح في حقبة قد تسيطر فيها الصين على تايوان وجنوب شرق آسيا وقد تنشأ ثلاث كتل في العالم أمريكية وروسية وصينية، إلا أنه قد تعم الفوضى والصراع العالميين، حيث ستتكيّف كل منطقة في العالم بشكل متزعزع مع التكوين الجديد للقوة".
ورأى أن "التدخل الروسي في أوكرانيا وضع حداً لأوهام الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي.. فالأوروبيون لن يتمكنوا عن بكرة أبيهم من استبدال دور أمريكا الحاسم بوصفها موفرة للأمن ومزوّدة للسلاح والعتاد دون أن ننسى المعلومات الاستخباراتية التي توفرها للحلفاء، حيث أبانت تفوقها في هذا الجانب على كل الدول الأوروبية مجتمعة في الأزمة الأوكرانية رغم بعدها الجغرافي ورغم تعدد الدول الأوروبية وقربها من ساحة المعركة".

استفادة الإرهاب
ومن نتائج الغزو الروسي لأوكرانيا، استعرض الكاتب في صحيفةا النهار العربي، خلدون زين الدين، كيف استفادت المنظمات الإرهابية من الحرب، بقوله " الفوضى في أوكرانيا من شأنها استقطاب الجماعات المتطرفة،وهي تساعد على إعادة الاتصال بين شبكات الجماعات المتطرفة بكل أطيافها. كما تسمح للجماعات المتطرفة بالحصول على السلاح والخبرة وإعادة تنظيم نفسها، وتنفيذ عمليات إرهابية. أفريقيا هنا، معرّضة أكثر من بقية دول العالم، يقول، أما في أوروبا، فالخطر الماثل الآن هو وجود جماعات متطرفة عند أبوابها".